استمد الحي اسمه من غالب سكانه «البرماوية» وسرى الاسم على الحي الواقع جنوب شرق جدة تحديداً في الكيلو 14 الشمالي، خلف العين العزيزية، ويقول قدماء الحي إن أكثر من 25 ألف منزل تزين المكان الكثيف بالعفوية والعشوائية والحفريات والحشرات والحيوانات الضالة والسيارات الخربة وعشرات المخالفين والمتخلفين والغرباء، ويصر سكان الحي على دعوة الأمين صالح التركي لزيارتهم ميدانياً ومشاطرتهم الأحزان كما عبر أحدهم ضاحكاً! الحي الذي اكتسب اسمه من سكانه، كأن عيون الأمانة لم تره في الحقبة الماضية، وكم من مناشدات ومطالبات وشكاوى انطلقت من هنا لأمناء جدة السابقين، فظلوا يتلقون الوعد تلو الوعد بلا إيفاء، فيما بقي الحال في عشوائيته وفوضاه كما قال أحدهم. الوصول إلى حي البرماوية أشبه بالمغامرة، فالطريق المؤدي إليه ليس سالكاً على الإطلاق، إذ تقطع المركبة شوارع عدة، ومسارات ضيقة محفوفة بالحفر والمطبات الطبيعية والصناعية قبل الوصول إلى وجهتها. ورغم عشوائية المكان وتواريه عن بقية أحياء جنوب ووسط جدة إلا أن الزحام يشكل علامة بارزة وملمحاً لا تخطئه العيون، فحي البرماوية ملاذ العمال والغرباء والباحثين عن السكن الزهيد، فضلاً عن مصانع سرية تسوّق منتجاتها من منازل شعبية لم تصلها بعد عيون الأمانة وبلدياتها
على السميري من قدماء الحي، قال إنه اختار السكن هنا قبل نحو 30 عاماً، ومنذ ذلك الحين ظلت المشكلات كما هي، بل ربما زادت في نوعها وكلما مرت السنين طفح الحي بمزيد من العثرات والإشكالات التي لا تنتهي، ولعل أولى المعضلات الشوارع التي تعاني من الجروح والندوب والمطبات والحفر الكثيفة، فكم من السيارات كتبت لها النهاية فيها، ولم تجد من يقيل عثرتها فاختارت أن تقبر في مكانها، وظلت مرتعاً خصباً للحشرات والقطط والمخلفات من كل شاكلة ولون. هذه الطرق المحطمة تؤدي إلى أزقة مخيفة ومظلمة وإن شب حريق لن تسع هذه المواقع آليات الإطفاء وناقلات الدفاع المدني، يبدو أن الجميع ينتظرون حدوث فاجعة حتى يتحركوا لعلاج ما ينبغي علاجه.
ومن جانبه، يقول أحمد العدلي إن أكثر ملامح الحي لفتاً للانتباه والأنظار أنشطة النجارة، إذ اشتهر الحي بهذا النوع من النشاط، وأغلب الناشطين من العمال الغرباء الذين أحالوا بيوتهم إلى مناجر وورش لا تتورع عن إلقاء مخلفاتها من الأخشاب والنشارة في أزقة الحي، وهي مواد سهلة الاشتعال يمكن أن تسبب مأساة إن لم يتم تطويقها. وليس أقل خطراً من النجاريين غير النظاميين السرقات الصغيرة والكبيرة في الحي ما يتطلب تكثيف الدوريات صباحاً ومساء ومساءلة الغرباء ورصدهم.
أما أطنان النفايات والمخلفات فقد خلقت بيئة ممتازة لتوالد الحشرات وانتشار البعوض المسبب للضنك، وشجع على هذه الحال عدم انتظام فرق النظافة الذين يأتون يوماً ويغيبون يوماً ولا أحد يسألهم، وبات مشهد المخلفات المتراكمة مسيئاً وجارحاً للسكان، ناهيك عن أضرارها الصحية وتأثيراتها الخطيرة على السلامة العامة. ومن المظاهر السالبة في حي البرماوية التي رصدتها «عكاظ» السيارات المتروكة والمجهولة التي ظلت في مكانها دون أن يقترب منها أحد، فضلاً عن البناء العشوائي غير النظامي في الحي والبنايات التي خضعت إلى الترميم وباتت أقرب إلى السقوط على رؤوس ساكنيها، ويقال إن بعضها شيدت بصكوك غير نظامية وتظهر التمديدات الكهربائية بين جدرانها. ويضيف السكان في أحاديثهم لـ»عكاظ«أن الجهات المسؤولة في الأمانة لم تبحث مطلقاً شكاوى ومطالب هذا الجزء من حي الكيلو 14، وأن الأمل ممتد ومعقود على الأمانة الجديدة. ويصوب السكان اتهاماتهم ضد متاجر لبيع المواد الغذائية تشتري سلعها من بسطات مجهولة في جبل البرماوية وغالب هذه السلع تالفة ومنتهية الصلاحية.
وأكد المعبدي أنهم في انتظار الجهات المعنية لحل المشكلات؛ لينعم سكان الحي بالخدمات اللازمة بعد معاناتهم الطويلة بسبب فقدان أبسط مقومات الحياة وأساسياتها، مبيناً أن مطالباتهم لن تتوقف لحين وقوف الأمانة ميدانياً على أوجه القصور في الحي ومعالجتها على وجة السرعة.
طاولات المسؤولين
جالت «عكاظ» في أزقة وحواري الحي، والتقت بعدد من سكانه الذين استبشروا بوصول أمين جديد للمحافظة ربما يقيل عثرة الحي ويستفيد من عثرات وأخطاء من سبقوه إلى المقعد. يقول أحدهم لـ «عكاظ»: «ظلت مطالب الحي لا تفارق طاولات مسؤولي الأمانة، بقيت على حالها بلا تعليق أو شرح حتى وصف البعض أن خيوط العنكبوت رسمت خطواتها على ملفاتهم. ومع ذلك فإن خيوط أملهم لم تنقطع بعد في الأمين الجديد صالح التركي الذي بدأ مهمته في الأمانة بجولات بدأت أمس الأول، ونحن في انتظاره ليرى بنفسه حال حي البرماوية.على السميري من قدماء الحي، قال إنه اختار السكن هنا قبل نحو 30 عاماً، ومنذ ذلك الحين ظلت المشكلات كما هي، بل ربما زادت في نوعها وكلما مرت السنين طفح الحي بمزيد من العثرات والإشكالات التي لا تنتهي، ولعل أولى المعضلات الشوارع التي تعاني من الجروح والندوب والمطبات والحفر الكثيفة، فكم من السيارات كتبت لها النهاية فيها، ولم تجد من يقيل عثرتها فاختارت أن تقبر في مكانها، وظلت مرتعاً خصباً للحشرات والقطط والمخلفات من كل شاكلة ولون. هذه الطرق المحطمة تؤدي إلى أزقة مخيفة ومظلمة وإن شب حريق لن تسع هذه المواقع آليات الإطفاء وناقلات الدفاع المدني، يبدو أن الجميع ينتظرون حدوث فاجعة حتى يتحركوا لعلاج ما ينبغي علاجه.
فئران وجرذان
يتحدث السميري عن فئران وجرذان حي البرماوية، وقد بلغت الجرأة بالحيوانات الضالة دخولها إلى العمائر والتوالد في البيوت الشعبية، ولا يخفى على أحد المخاطر الصحية التي قد تنتج من وجود هذه الحيوانات في المنازل ومحيطها، فهل في خطط البلدية التحرك الفوري للقضاء على الظاهرة أم أنها ستتذرع بقلة الإمكانات أو تعيد إلى السكان شعارها المعتاد قريباً يتم حل المشكلة؟ومن جانبه، يقول أحمد العدلي إن أكثر ملامح الحي لفتاً للانتباه والأنظار أنشطة النجارة، إذ اشتهر الحي بهذا النوع من النشاط، وأغلب الناشطين من العمال الغرباء الذين أحالوا بيوتهم إلى مناجر وورش لا تتورع عن إلقاء مخلفاتها من الأخشاب والنشارة في أزقة الحي، وهي مواد سهلة الاشتعال يمكن أن تسبب مأساة إن لم يتم تطويقها. وليس أقل خطراً من النجاريين غير النظاميين السرقات الصغيرة والكبيرة في الحي ما يتطلب تكثيف الدوريات صباحاً ومساء ومساءلة الغرباء ورصدهم.
متى تسقط على الرؤوس؟
سعد العتيبي الذي يسكن الحي قبل نحو 8 سنوات قال إن الأهالي يدفعون فاتورة الشوارع سيئة السفلتة من ميزانياتهم الشهرية، إذ تتسبب الحفريات في تلف مركباتهم، ومن الفواتير التي يدفعها السكان اختلالات التيار الكهربائي وقطوعاته غير المبرمجة وعودتها المفاجئة التي تتلف الأجهزة الكهربائية، فمن يتحمل ذلك؟.. ويجيب العتيبي إن من تتحمل ذلك هي البلدية وشركة الكهرباء كل في ما يخصه ويتفق معه محمد القرني الذي يقول إن الحي طبع علاقته تماماً مع تردي الخدمات وكثافة العشوائيات والمخلفات وضيق الطرق والحفريات وكثرة الحشرات بأنواعها، والأهالي قدموا أكثر من بلاغ وشكوى إلى الأمانة وبقية الجهات المعنية ويبقى الحال على ما هو عليه، وعلى المتضرر أن يذهب إلى الأمانة.أما أطنان النفايات والمخلفات فقد خلقت بيئة ممتازة لتوالد الحشرات وانتشار البعوض المسبب للضنك، وشجع على هذه الحال عدم انتظام فرق النظافة الذين يأتون يوماً ويغيبون يوماً ولا أحد يسألهم، وبات مشهد المخلفات المتراكمة مسيئاً وجارحاً للسكان، ناهيك عن أضرارها الصحية وتأثيراتها الخطيرة على السلامة العامة. ومن المظاهر السالبة في حي البرماوية التي رصدتها «عكاظ» السيارات المتروكة والمجهولة التي ظلت في مكانها دون أن يقترب منها أحد، فضلاً عن البناء العشوائي غير النظامي في الحي والبنايات التي خضعت إلى الترميم وباتت أقرب إلى السقوط على رؤوس ساكنيها، ويقال إن بعضها شيدت بصكوك غير نظامية وتظهر التمديدات الكهربائية بين جدرانها. ويضيف السكان في أحاديثهم لـ»عكاظ«أن الجهات المسؤولة في الأمانة لم تبحث مطلقاً شكاوى ومطالب هذا الجزء من حي الكيلو 14، وأن الأمل ممتد ومعقود على الأمانة الجديدة. ويصوب السكان اتهاماتهم ضد متاجر لبيع المواد الغذائية تشتري سلعها من بسطات مجهولة في جبل البرماوية وغالب هذه السلع تالفة ومنتهية الصلاحية.
العمدة ضيف الله: لا حل إلا في الميدان
عمدة حي أم السلم الشمالي أحمد ضيف الله المعبدي أوضح لـ«عكاظ» أن حي كيلو 14 الشمالي خلف العين العزيزية يسكنه كثير من الجالية البرماوية، وهو من أقدم الأحياء بجنوب جدة وينقص الحي كثير من الخدمات وتمت مخاطبة الجهات المعنية بذلك أكثر من مرة، ولم يتم حل أي مشكلة من المشكلات التى باتت هاجس المواطنين.وأكد المعبدي أنهم في انتظار الجهات المعنية لحل المشكلات؛ لينعم سكان الحي بالخدمات اللازمة بعد معاناتهم الطويلة بسبب فقدان أبسط مقومات الحياة وأساسياتها، مبيناً أن مطالباتهم لن تتوقف لحين وقوف الأمانة ميدانياً على أوجه القصور في الحي ومعالجتها على وجة السرعة.