يتراءى للقادم إلى العرضية الجنوبية حين دخولها لأول وهلة، أن قطار الخدمات مر بجوارها مسرعا، بعد أن قُدمت لبعض الأحياء وتجاوزتهم، فـ«الجنوبية والشمالية»، لم تأخذا نصيبيهما، ورغم ما تشهدانه من نهضة عمرانية، إلا أن هناك ما يعتري من منغصات ونقص في الخدمات ترتفع بمطالبات سكانهما بمعالجة إشكالات عدة، تتمثل في تعبيد الطرق وإزالة النفايات، وإنشاء كليات للبنات وتوصيل الماء، وتنفيذ المشاريع الصحية، فالشوارع تحتاج للسفلتة، والنظافة لم تتحقق بالشكل المأمول، وتعليم الطالبات يتوقف عند الثانوية، والمياه يجلبها السكان لمنازلهم من الآبار التي نفذتها البلدية في مجاري الأودية.
وهكذا حال مستشفى ثريبان الذي يفتقر للتخصصات المهمة كالأسنان والباطنة والأشعة، في ظل عدم توفر إمكانات تناسب عدد المرضى، ما يضطر الأهالي إلى التوجه إلى المستوصفات الطبية التي أثقلت كاهل أصحاب الدخل المحدود، فضلاً عن آخرين يتكبدون عناء السفر إلى المدن الرئيسية بغرض العلاج.
ولم تتوقف مطالبات الأهالي والشفاعات والتوسلات التي يبثونها من آن لآخر إلى وزارة الصحة، بل يعلقون آمالاً عريضة على عدد من المشاريع لإنهاء معاناتهم مع حالة الترحال التي يعيشونها بحثاً عن العلاج في المدن الكبرى.
ويستغرب علي الشمراني ومحمد المنتشري عدم توافر فرع نسائي للأحوال المدنية، مطالبين بسرعة افتتاح الفرع المعطل، لإنهاء المعاناة التي يعيشونها منذ سنوات طويلة، جراء تكبدهم عناء السفر إلى المحافظات المجاورة ذهاباً وإياباً من أجل حجز موعد لإصدار بطاقة نسائية وزيارة أخرى من أجل الاستلام.
واستغرب محمد الشمراني عدم سفلتة الشوارع التي تثير الغبار والأتربة، ومنها قرية كروان، مبيناً أن طريقها أتلف مركبات عدد من السكان نتيجة للحفريات، مشيراً إلى أنه يتحول أثناء هطول الأمطار إلى حفر وبرك مائية، خصوصاً أن عشرات السيارات تسلكه يومياً باعتباره يربط بعض القرى المجاورة.
ولفت إلى أن الطرق غير المعبدة تكثر فيها التعرجات وتعيق تواصلهم مع المناطق المجاورة لهم، فيما يعلقون آمالاً كبيرة على اكتمال الخدمات حسب وعود المسؤولين لهم، لكن أحلامهم سرعان ما تتبدد وقد خلت أدراج الجهات ذات العلاقة من أي من تلك المشاريع.
واشار محمد القرني إلى أن المركز يعاني من نقص الخدمات البلدية، يأتي في مقدمتها غياب النظافة، مستغرباً مرور سيارات البلدية يوماً في الأسبوع لا تستطيع نقل كافة المخلفات ويكتفي عمالها بنظافة الشارع الرئيسي دون المواقع الأخرى.
وقال «مطالباتنا للبلدية تمت الاستجابة لها عكس المتوقع» إذ وضعت محرقة في قرية الفرش تسببت في مضاعفة معاناة السكان من الربو والحساسية وخصوصاً كبار السن والأطفال.
وتطرق القرني إلى مشروع الحديقة المتعثر منذ العام 1435، بعد أن أنشأتها البلدية دون أن تنهي مشكلة الأولى لتحيطها أمانة جدة بسور خارجي، ومن المفارقة العجيبة وجود حديقتين؛ إحداهما متعثرة والأخرى متهالكة في سور واحد «ورغم وقوف أمين جدة السابق لم يتغير شيء ومازالتا تشكلان خطراً على السكان وسط مطالبات بصيانتها بدلا من الاسلاك الكهربائية التي ستعيد كارثة طفلة «المجاردة» إن لم تتحرك الجهات ذات الاختصاص لحل هذه الإشكالية.
وطالب القرني بضرورة النظر بعين المسؤولية لحاجاتهم ومطالبهم التي انتظروها طويلا، ووضع نهاية لما تعانيه المحافظة من نقص في الخدمات، وتقديم كل السبل للقرى التابعة لمركز الويد الذي يعتبر البوابة الجنوبية للمحافظة.
صالح المنتشري لخص معاناتهم في المطالبة باعتماد إدارتين للتعليم والشؤون الصحية، ومكاتب للكهرباء، لدورها في تلبية حاجات المواطنين، لافتاً إلى أنهم ينتظرون قطار التطوير الذي لا يمر من هنا في ظل تضاعف معاناتهم مع العطش وتهالك الطرق التي عطلت مركباتهم.
الترحال بحثا عن العلاج
جولة ميدانية لـ «عكاظ» أظهرت افتقار العرضية الجنوبية للعديد من المشاريع الصحية التي لم تصل لأدنى مستوى في رضا المواطنين الذين يرون أن الخدمات الصحية تحتاج إلى بذل المزيد من الجهود على الصعيد الإنشائي والتطويري لمواكبة النمو السكاني المتزايد، كمركز الرعاية الأولية المترامي الأطراف الذي تحول فناؤه إلى ورشة لإصلاح سياراته وأصبح يعاني من نقص الكوادر الطبية، والتخصصات المهمة.وهكذا حال مستشفى ثريبان الذي يفتقر للتخصصات المهمة كالأسنان والباطنة والأشعة، في ظل عدم توفر إمكانات تناسب عدد المرضى، ما يضطر الأهالي إلى التوجه إلى المستوصفات الطبية التي أثقلت كاهل أصحاب الدخل المحدود، فضلاً عن آخرين يتكبدون عناء السفر إلى المدن الرئيسية بغرض العلاج.
ولم تتوقف مطالبات الأهالي والشفاعات والتوسلات التي يبثونها من آن لآخر إلى وزارة الصحة، بل يعلقون آمالاً عريضة على عدد من المشاريع لإنهاء معاناتهم مع حالة الترحال التي يعيشونها بحثاً عن العلاج في المدن الكبرى.
أحوال النساء «معطلة»
لا يزال قسم الأحوال المدنية النسائي في العرضية الجنوبية معطلا بحجج اعتبرها السكان «غير منطقية»، على الرغم مما تشهده من تطور، مشيرين إلى أن هذه المشكلة حرمت البعض من عمليات التوظيف والترسيمات التي كانت تطالب بضرورة توفير بطاقة هوية وطنية خاصة بالمتقدمات، فضلاً عن أنها شكلت عقبة أمام النساء خلال مراجعتهن البنوك وتحديث البيانات.ويستغرب علي الشمراني ومحمد المنتشري عدم توافر فرع نسائي للأحوال المدنية، مطالبين بسرعة افتتاح الفرع المعطل، لإنهاء المعاناة التي يعيشونها منذ سنوات طويلة، جراء تكبدهم عناء السفر إلى المحافظات المجاورة ذهاباً وإياباً من أجل حجز موعد لإصدار بطاقة نسائية وزيارة أخرى من أجل الاستلام.
طرق غير معبدة
لم تجدِ مطالب الأهالي بإنهاء معاناتهم بسفلتة طريق عقبة عمارة الرابط بين «قرية الفرش وقرية مغلوث» التابعة للعرضية الجنوبية نفعاً منذ 8 أعوام، إذ أصيبوا بخيبة أمل وباتوا يتساءلون عن المتسبب في تعثره، لاسيما أنه تم سحب المشروع من المقاول السابق وترسيته على آخر لم يطرأ عليه أي تطور طيلة هذه المدة، مشددين على ضرورة فتح ملف التحقيق في تعثره ومحاسبة المتسببين في مفاقمة مشكلتهم.واستغرب محمد الشمراني عدم سفلتة الشوارع التي تثير الغبار والأتربة، ومنها قرية كروان، مبيناً أن طريقها أتلف مركبات عدد من السكان نتيجة للحفريات، مشيراً إلى أنه يتحول أثناء هطول الأمطار إلى حفر وبرك مائية، خصوصاً أن عشرات السيارات تسلكه يومياً باعتباره يربط بعض القرى المجاورة.
ولفت إلى أن الطرق غير المعبدة تكثر فيها التعرجات وتعيق تواصلهم مع المناطق المجاورة لهم، فيما يعلقون آمالاً كبيرة على اكتمال الخدمات حسب وعود المسؤولين لهم، لكن أحلامهم سرعان ما تتبدد وقد خلت أدراج الجهات ذات العلاقة من أي من تلك المشاريع.
مركز بلا خدمات
يفتقد مركز الويد إلى جملةٍ من الخدمات البلدية والصحية، ولاتزال مطالب السكان معطلة بوعود لم تتحقق على أرض الواقع، فالمكتب المخصص لخدمات البلدية متعثر منذ أكثر من 5 أعوام.واشار محمد القرني إلى أن المركز يعاني من نقص الخدمات البلدية، يأتي في مقدمتها غياب النظافة، مستغرباً مرور سيارات البلدية يوماً في الأسبوع لا تستطيع نقل كافة المخلفات ويكتفي عمالها بنظافة الشارع الرئيسي دون المواقع الأخرى.
وقال «مطالباتنا للبلدية تمت الاستجابة لها عكس المتوقع» إذ وضعت محرقة في قرية الفرش تسببت في مضاعفة معاناة السكان من الربو والحساسية وخصوصاً كبار السن والأطفال.
وتطرق القرني إلى مشروع الحديقة المتعثر منذ العام 1435، بعد أن أنشأتها البلدية دون أن تنهي مشكلة الأولى لتحيطها أمانة جدة بسور خارجي، ومن المفارقة العجيبة وجود حديقتين؛ إحداهما متعثرة والأخرى متهالكة في سور واحد «ورغم وقوف أمين جدة السابق لم يتغير شيء ومازالتا تشكلان خطراً على السكان وسط مطالبات بصيانتها بدلا من الاسلاك الكهربائية التي ستعيد كارثة طفلة «المجاردة» إن لم تتحرك الجهات ذات الاختصاص لحل هذه الإشكالية.
وطالب القرني بضرورة النظر بعين المسؤولية لحاجاتهم ومطالبهم التي انتظروها طويلا، ووضع نهاية لما تعانيه المحافظة من نقص في الخدمات، وتقديم كل السبل للقرى التابعة لمركز الويد الذي يعتبر البوابة الجنوبية للمحافظة.
حلم الأهالي
لأهالي العرضيات طموحاتهم، وأحلامهم التي لا تختلف عن رغبات البقية من أبناء مدن المملكة، إذ تنصب مطالبهم حول تزويدهم بـ «أكسير الحياة»، وتوفير الخدمات الصحية والتعليمية والبلدية، وحلول عاجلة لنظافة الأحياء، ويطمحون في أن تكون محافظتهم ذات يوم على مستوى عالٍ مثل بقية المحافظات، ويمنون النفس أن يشرفهم مسؤولو البلدية التي يتبعون لها، بزيارة ميدانية عابرة، للوقوف على معاناتهم وتلمس حاجاتهم.صالح المنتشري لخص معاناتهم في المطالبة باعتماد إدارتين للتعليم والشؤون الصحية، ومكاتب للكهرباء، لدورها في تلبية حاجات المواطنين، لافتاً إلى أنهم ينتظرون قطار التطوير الذي لا يمر من هنا في ظل تضاعف معاناتهم مع العطش وتهالك الطرق التي عطلت مركباتهم.