ما إن هجم فايروس كورونا الجديد على الناس في غالبية دول العالم، حتى قرر كثيرون إخضاعه لـ«نظرية المؤامرة». وخلاصتها أنه فايروس تم تحضيره في معامل الدول الكبرى، محاطاً بأقصى قدر من السرية. ويذهب بعض هؤلاء إلى اعتباره سلاحاً بيولوجياً أطلقته دولة أو دول ضد دولة أو دول أخرى! واستمدت نظرية المؤامرة أسلحة تقويها بعدما خاضت فيها الدول الكبرى علناً. فقد سماه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب «الفايروس الصيني». فاحتجت بكين.
وعمد بعض علماء الطرف الأول إلى تسميته خلال الأسابيع التالية لظهور حالاته في مدينة ووهان بالصين «فايروس ووهان». فيما سماه آخرون منهم «إنفلونزا ووهان» (Wu Flu). وأثار ذلك انتقادات جمة، خصوصاً من قبل منظمة الصحة العالمية التي تعتبر تلك التسميات مفعمة بالتحامل، والحض على التمييز السالب. وأثار اختيار اسم للفايروس الجديد مشكلة حتى بالنسبة إلى منظمة الصحة العالمية نفسها! فقد اضطرت إلى تغيير الاسم الذي اختارته له (فايروس كورونا الجديد) بعد أيام من بدء انتشاره، لتطلق عليه «كوفيد 19».
جدل يدور على أشده بينما يحصد الفايروس الشرير الآلاف من ضحاياه، ويُنهك الحكومات حول العالم التي اضطرت إلى اتخاذ تدابير مشددة من أجل الحفاظ على الأرواح، وتقليص تأثيرات الأزمة الراهنة على الاقتصاد.
«نظرية المؤامرة»..
بكين وواشنطن تتراشقان.. و«التواصل» يشتعل
في عصر «السوشيال ميديا»، لا يمكن إنكار تعدد مذاهب «نظرية المؤامرة» في شأن فايروس كورونا الجديد (كوفيد-19). ومهما تكن سذاجة بعض تلك النظريات فإنها واجدةٌ من يصدقونها! واستمدت «نظرية المؤامرة» دفعاً قوياً من أن من تبادلوها علناً هم قادة بعض كبرى الدول المعنية بتفشي وباء كورونا الجديد. وها نحن نرى الصين والولايات المتحدة تتبادلان الاتهامات، على مستوى قيادتي البلدين وإعلامهما. حتى ليبدو للمتابع أن كلاً من البلدين يريد أن يسقط تبعات إهماله وعجزه عن دحر الفايروس في مهده على الطرف الآخر.
بيد أن «نظرية المؤامرة» تجد لنفسها رواجاً حتى في عالم الأكاديميا! فقد ذكر الأستاذ بمركز باكينغهام البريطاني للأحياء الفلكية (Astrobiology) البروفسور شاندرا ويكراماسينغ لصحف «ديلي إكسبرس» و«ديلي ميل» و«ذا ستار»، الأسبوع الماضي، أنه لا بد من أن هذا الفايروس سقط في الأرض من الفضاء. وعزز ما ذهب إليه بالقول إنه شوهد سقوط نيزك في سماء شمال شرقي الصين، عند الدقيقة الـ16، بعد منتصف نهار 11 أكتوبر 2019. وهي المنطقة نفسها التي ظهر فيها الفايروس. وأوضح أن سقوط النيزك أطلق مئات تريليونات الجزيئات الفايروسية المُعدية المخبأة في غبار كربوني ناعم، وفقاً لصحيفة «ذا ستار» البريطانية الصادرة في 12 مارس 2020.
وسارع اختصاصي الأمراض المُعدية في جامعة لندن الدكتور دومينيك ساركس إلى التحدث لمجلة IFL Science البريطانية ليقول إن أقوى دليل على عدم صحة نظرية إتيان فايروس كورونا الجديد من الفضاء أن (الفايروس) على علاقة وثيقة بسلسلة فايروسات كورونا المعروفة للعلماء.
ووجه أستاذ علم الأحياء الدقيقة الدكتور كريستيان أندرسون ضربة قاضية لـ«نظرية المؤامرة»، في دراسة نشرتها مجلة Nature Medicine، بقوله إن فايروس «كوفيد-19» إنما هو نتاج تطور طبيعي، ولم تتم صناعته في مختبر، ولا تمّ تغيير مورثاته (جيناته)!
حتى أنتِ أيتها الصين؟
رفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية جاو ليجان القبول بما يشاع عن أن الفايروس الحالي ظهر في مدينة ووهان! وطبقاً لهذا الصنف من «نظرية المؤامرة»، زعم المتحدث الحكومي الصيني أن الفايروس بدأ يظهر بالولايات المتحدة، وجاء به إلى الصين الرياضيون العسكريون الأمريكيون الذين شاركوا في الألعاب العسكرية العالمية التي استضافتها الصين. وكانت تلك المنافسات أقيمت في مدينة ووهان خلال الفترة من 15 إلى 30 أكتوبر 2019. وحضرها نحو 10 آلاف رياضي عسكري من جيوش أكثر من 100 دولة. وأوفدت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) 17 منتخباً، ضمت أكثر من 280 رياضياً.
أما أكبر الموهومين بـ«نظرية المؤامرة» فهو نظام المرشد علي خامنئي. فقد زعمت قناة «برس تي في» الحكومية الإيرانية أن «كوفيد-19» هو سلاح بيولوجي أمريكي، وأنه تم إطلاقه لمهاجمة إيران! وأشارت إلى أن خبير مكافحة التجسس السابق لدى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي ايه) فيليب غيرالدي كتب يقول إن هناك تقارير عدة تشير إلى أن بعض مقومات الفايروس ذات صلة بمقومات فايروس اتش آي في (المسبب للإيدز)، وإن ذلك يستحيل أن يكون قد حدث بشكل طبيعي.
غير أن من يعود إلى ما كتبه غيرالدي في مصدره الأصلي سيجد شيئاً مختلفاً تماماً. فكلما ذهب العميل السابق إلى ذلك الادعاء أردفه بعبارة «إذا صحّ ذلك». ومن الواضح أن غيرالدي صوت يفضله الملالي لأنه يعارض قيام إدارة الرئيس دونالد ترمب بشن أي هجوم على إيران!
وظهر قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال حسين سلامي على شاشة قناة «آر تي» الحكومية الروسية ليزعم أن فايروس كورونا الجديد إنما هو هجوم بيولوجي أمريكي على الصين وإيران! وأطلقت قناة «آر تي» تغريدة على تويتر تساءلت فيها «من سُيفاجَأ إذا تم الكشف عن أن فايروس كورونا هو سلاح بيولوجي؟».
وفي إيجازه الصحفي اليومي في 4 مارس 2020، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية جاو ليجين: «لم يتم التوصل إلى خلاصة بعد بشأن أصل الفايروس». وأضاف: «ما نشهده الآن هو ظاهرة عالمية لم يتحدد مصدرها بعد». وقال الاختصاصي الصيني في الأمراض المُعدية الدكتور جاو نانشان نهاية فبراير الماضي إنه على رغم أن (كوفيد-19) تم اكتشافه في الصين، «إلا أن ذلك لا يعني أن الصين هي أصله»!
كورونا.. المعنى والتاريخ
تم اكتشاف فايروسات كورونا في نهاية ستينات القرن العشرين. وقد تم اكتشافه أول الأمر مسبباً التهاباً رئوياً للدواجن. وما لبث أن اكتُشف فايروسان منه يسببان أعراضاً شبيهة بنزلة البرد لدى الإنسان، فأطلق على أحدهما «فايروس كورونا البشري 229E، وسمي الثاني OC43. وظهرت فايروسات أخرى من العائلة نفسها، اشتهر منها «سارس» (SARS-CoV) في 2003؛ انتهاءً بما سمي «متلازمة الشرق الأوسط التنفسية» في 2012. وهي تسمية قوبلت بقدر هائل من الانتقادات، باعتبارها تلصق فايروساً بمنطقة يعمرها مئات الملايين من البشر.
لفظ كورونا هو لفظ لاتيني Corona. ويعني التاج. وهو مشتق من اللغة اليونانية، حيث يعني الإكليل، أو الهالة. وأطلق في السابق على طراز إحدى السيارات التي حققت رواجاً في بلدان عدة. ويتم تصغير لفظ كورونا فيصبح Corolla، ويعني التُّويْج، أي التاج الصغير، وهو أيضاً طراز لسيارات معروفة.
حين بدأ انتشار الفايروس في أواخر ديسمبر 2019، ولتشابه الأعراض التنفسية التي يسببها مع تلك الناجمة عن سابقه المسبب لـSARS، قرر علماء منظمة الصحة العالمية تسميته 2019-nCoV. وهو اختصار يرمز لسنة التعرف إلى الفايروس (2019). أما الحرف N، فهو اختصار للفظ new، أي جديد. وبقية التسمية تمثل اختصاراً لعبارة فايروس كورونا. غير أن المنظمة أعلنت في 11 فبراير 2020 أنها قررت إعادة تسمية الفايروس «كوفيد-19». وهو اختصار يرمز إلى عبارة «مرض فايروس كورونا» (Corona Virus Disease).
عكاظ ترصد جهود الـ 24/7 في الحقل العلمي
آخر تحديث للعقاقير الخاضعة للتجارب السريرية
منذ تحول فايروس (كوفيد-19) من أزمة محلية إلى تهديد عالمي؛ ظلت شركات الدواء تعمل ليل نهار لاكتشاف وصفة ناجعة تقضي على الفايروس. صحيح أن عدداً من الأدوية الموجودة أصلاً يخضع لعملية إعادة تحديد هدفه، بحيث يمكن استخدامه في الحرب على (كوفيد-19). غير أن «عكاظ» ستورد هنا العقاقير الجديدة الجارية تجاربها، بدءاً بالعقاقير التي قطعت شوطاً كبيراً في التجارب السريرية. لكن لن يتم إقرارها إلا بعد ثبوت سلامتها وفاعليتها على المصابين.
مجموعة جيلايد ساينسيز:
دخلت هذه المجموعة الصيدلانية المرحلة الثالثة في تجربة عقار ريمديسيفير الذي طورته. ويخضع 1000 مصاب في الصين لتناول هذه الدواء. والهدف من تلك التجارب إزالة الحمى، وتمكين المصاب من مغادرة المستشفى خلال إسبوعين من إصابته. وكان هذا العقار طوِّر أصلاً لعلاج حمى الإيبولا. لكنه أخفق في ذلك. ويتم حقنه عبر الوريد.
مجموعة أسليتس فارما:
تقوم هذه الشركة الصينية بتجربة مزيج من عقارين؛ أحدهما تم إقرار استخدامه لعلاج المصابين بمرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز)، والآخر أيضاً تم إقراره لمعالجة المصابين بفايروس التهاب الكبد الوبائي (سي). جربت الشركة هذين العقارين -دانوبرفير وريتونافير- على 11 مصاباً بالتهاب رئوي ناجم عن العدوى بفايروس كوفيد-19. وقد غادر المصابون المستشفى. لكن الشركة لم تعلن خطط إجراء تجارب سريرية أكبر نطاقاً.
شركة موديرنا ثيرابوتكس:
حققت هذه الشركة سبقاً كبيراً بتسجيل مصل mRNA-1273 بعد 42 يوماً من اكتشاف الخريطة الجينية لفايروس كوفيد-19. وتعمل الشركة بالتعاون مع المعهد الوطني الأمريكي للصحة. وبدأت تجارب سريرية مطلع مارس لمعرفة ما إذا كان المصل قادراً على صد فايروس كوفيد-19.
شركة كانسينو بيولوجكس:
توشك هذه الشركة الصينية على بدء تجارب سريرية في الصين للقاح قام علماؤها بتطويره. وأعلنت الشركة أنها حصلت على موافقة الحكومة الصينية على بدء تجارب سريرية، وأنها ستشرع في ذلك في أقرب فرصة. وتقوم هذه الشركة بتسويق لقاح لفايروس حمى الإيبولا في الصين.
شركة آركتوروس ثيرابوتكس:
تمضي هذه الشركة الأمريكية في تجربة لقاح يقوم على إعادة هندسة مورثات (جينات) فايروس آخر، بحيث ينتج الأخير بروتينات حامية ضد أي محاولة لتغلغل فايروس كوفيد-19 في الجسم. وتجري تلك التجارب بالتعاون مع جامعة ديوك الأمريكية. وتقول الشركة إن اللقاح الذي تقوم بتطويره لا يزال في مرحلة ما قبل التجارب السريرية، وإنها ستبدأ التجارب السريرية «بأسرع ما يمكن».
شركة بيونتك
تقوم هذه الشركة الألمانية بتطوير لقاح ضد فايروس كوفيد-19. وتقول إنها ستبدأ التجارب السريرية عليه في أبريل 2020. ومنهج علمائها هو أن يقوم اللقاح بحفز الجسم على إنتاج أجسام مضادة تحميه من الفايروس. ووقعت شركة فوسون فارما الصينية في شنغهاي عقداً خلال مارس مع الشركة الألمانية تتولى بموجبه تسويق اللقاح في الصين في حال إقراره. ووافقت شركة فايزر الأمريكة على الاشتراك في تطوير هذا اللقاح في بقية أرجاء العالم.
شركة كيورفاك
حصلت هذه الشركة على منحة مالية من التحالف من أجل ابتكارات للجاهزية للأوبئة، وهو منظمة غير ربحية، لتوظيف التنكنولوجيا التي تستخدمها في إنتاج لقاح ينتج بروتينات داخل الجسم قادرة على صد كوفيد-19. وتقول الشركة إنها ستجهز لقاحاً لتجربته على حيوانات المختبرات في أبريل 2020. على أن تبدأ التجارب السريرية خلال الصيف. وذكرت أنها تعمل أيضاً مع التحالف المذكور لتصنيع جهاز محمول يسمح للعاملين الصحيين الميدانيين بإنتاج اللقاح في البؤر التي ينتشر فيها الفايروس.
مجموعة إيلي ليلي
تعمل هذه المجموعة بالتعاون مع شركة كندية على تطوير علاجات مضادة للأجسام لمعالجة التهاب كورونا الجديد. وتستخدم عينة من دم مصاب تعافى من الفايروس. وقالت الشركة المتعاونة إن علماءها حددوا أكثر من 500 جسم مضاد قادر على الحماية من كوفيد-19. وهي تعمل مع مجموعة إيلي ليلي لتحديد أي تلك المضادات أكثر نجاعة. وتأمل الشركتان ببدء تجار على البشر خلال الأشهر الأربعة القادمة.
غلاكسو سميث كالاين
أعارت هذه المجموعة الإنجليزية العملاقة المعروفة بصنع اللقاحات التكنولوجيا التي تملكها إلى شركة صينية متخصصة في التكنولوجيا البيولوجية، لإنتاج لقاح ضد كوفيد-19. وتعمل الشركة الصينية (كلوفرز بيوفارماسوتيكالز) على تطوير لقاح يقوم بعد حقن الإنسان به بإنتاج بروتينات تنشط جهاز المناعة لمقاومة كوفيد-19. ولم تعلن المجموعة البريطانية موعداً محتملاً لبدء التجارب على اللقاح المرتقب.
جونسون آند جونسون
تعكف هذه المجموعة الضخمة التي عرفت باستجابتها لاندلاع إيبولا وحمة زيكا على تطوير لقاح وعلاج لكوفيد-19 في آن معاً. وهي حالياً في المراحل الأولية لتطوير لقاح يتم من خلاله حقن الإنسان السليم بنسخة غير مُفعّلة من فايروس كوفيد-19، ما سيدفع جهاز المناعة إلى رد من دون أن يتسبب ذلك في حدوث عدوى. وقد تبدأ التجارب السريرية في نوفمبر القادم. وتعمل المجموعة في الوقت نفسه مع الهيئة الفيديرالية الأمريكية للأبحاث البيولوجية الطبية المتقدمة لتطوير عقار لمداواة المصابين بكوفيد-19 من خلال إجراء تجارب مطورة على عقارات استحدثتها في أوقات سابقة.
شركة سانوفي
تقوم هذه الشركة الكبيرة التي سبق أن طورت لقاحات ناجعة للحمى الصفراء وحمى الدفتريا بتطوير لقاح وعلاج لفايروس كوفيد-19. وتأمل بأن تتمكن من بدء تطوير اللقاح في مختبراتها في غضون 6 أشهر، على أن تصبح جاهزة لتجربته سريرياً خلال 12-18 شهراً.
شركة تاكيدا
تقوم هذه المجموعة الدوائية اليابانية العملاقة بتطوير علاج مستمد من عينات دم أخذت من مصابين تعافوا من كوفيد-19. وأصل الفكرة هو حصد البلازما من تلك العينات، وعزل الأجسام المضادة التي أتاحت لأولئك المصابين التعافي من الفايروس. وهي فكرة ظلت قيد الاستخدام منذ اندلاع وباء الإنفلونزا الإسبانية في 1918. ويعتقد بأن تعامل (تاكيدا) مع هذا النهج قد يثبت أنه أسرع في التطوير من إنتاج أدوية أخرى. وتقول المجموعة إن العقار سيكون متاحاً للمصابين خلال 12-18 شهراً.
مجموعة جامعة كاليفورنيا
يسعى مئات العلماء في مجموعة أبحاث كورونا بالمعهد الكمي للعلوم البيولوجية في جامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو إلى لتوصل لأدوية تقوم بالإحاطة بالبروتين في خلايا الجسم لحمايته من فايروس كورونا الجديد الذي يعتمد على تلك البروتينات للتكاثر والانشطار. ومعظم تلك الأدوية -بحسب «نيويورك تايمز»- موجودة أصلاً، وتستخدم في معالجة السرطان وأمراض أخرى. ويقوم العلماء في مستشفى جبل سيناء بنيويورك ومعهد باستور في باريس بجهود مكثفة مماثلة.
«الكلوروكين».. المفترى عليه؟
يعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أحد أبرز اللاعبين في مشهد الحرب على فايروس كورونا. فقد كان ولا يزال مثيراً للجدل بتصريحاته وتغريداته التي أثارت حفيظة أقرب المقربين إليه، وهو مستشاره العلمي مدير المعهد القومي للحساسية والأمراض المُعدية منذ 1984 الدكتور أنطوني فوتشي. قال الرئيس ترمب إن عقار الكلوروكين، المعروف كأقدم وأفضل علاج لمرض الملاريا، قد يكون هبة من الله للمصابين بفايروس كوفيد-19، إذ إن هيئة الغذاء والدواء الأمريكية أقرت استخدامه لهذا الغرض.
سارعت الهيئة لنفي تصريحات ترمب، وأكدت أنها لم تقر شيئاً من هذا القبيل. وعلى رغم أن الكلوروكين لم يعد عقاراً ذا جدوى في معالجة الملاريا، بعدما أضحى البعوض الناقل للملاريا مقاوماً له، خصوصاً في القارة الإفريقية؛ إلا أن الطلب عليه في أرجاء العالم تزايد فجأة، إثر إعلان ترمب. وأعلنت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية أنها لم توافق على أي علاج أو أدوية لفايروس كوفيد-19. لكنها كشفت تلقيها تعليمات من ترمب ببدء تجارب سريرية واسعة النطاق على استخدام الكلوروكين ضد الفايروس.
وقال مراسل الشؤون الصحية في هيئة الإذاعة البريطانية جيمس غالاغر إن العلماء يقولون إن التجارب المعملية تشير إلى أن الكلوروكين يصد فايروس كورونا الجديد، وإن ثمة أطباء يؤكدون أنه ساعد في شفاء بعض الحالات. بيد أنه لا توجد دراسات مكتملة بهذا الشأن يمكن الأخذ بها. وتجري مراكز الأبحاث في الولايات المتحدة، والصين، وبريطانيا، وإسبانيا دراسات مكثفة بهذا الخصوص. وطبقاً لمنظمة الصحة العالمية فإنه لا يوجد أي دليل علمي على أن الكلوروكين فعال في كبح الفايروس، لكنه جزء من التجارب المخبرية المتسارعة.
وكانت الحكومة النيجيرية أعلنت في 21 مارس 2020 حدوث حالتي تسمم بعقار الكلوروكين، بعد ترويج الرئيس ترمب له في تصريحات سابقة. وقال المعاون الصحي لحاكم ولاية لاغوس أولريوا فيني إنه يتعين على السكان عدم تناول عقاقير من دون وصفة طبية. وكشف أن حالتي تسمم من جراء تناول جرعة مفرطة من الكلوروكين تم رصدهما في العاصمة السابقة التي يقطنها 20 مليون نسمة.
دواء ياباني يصرع كوفيد- 19 !
أعلنت الصين الأسبوع الماضي أنها جربت مداواة 340 مصاباً بفايروس كورونا الجديد (كوفيد-19) بدواء مضاد للإنفلونزا مصنوع في اليابان. وذكرت أن ذلك الدواء هو فافيبيرافير، وهو المكون الفاعل في دواء ضد الإنفلونزا ياباني الصنع يسمى أفيغان. وأشارت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، في تقرير، إلى أن المصابين بفايروس كورونا الجديد الذين تعاطوا الفافيبيرافير تعافوا أسرع، وحدث لهم تحسن كبير في الرئتين من المرضى الذين لم يتم إعطاؤهم هذا الدواء. ونقلت الصحيفة عن المسؤول في وزارة العلوم والتكنولوجيا الصينية جانغ شنمن إن المكون المذكور أثبت فعالية، من دون مضاعفات جانبية. وأشار إلى أن الفافيبيرافير وصف لـ80 مصاباً في مدينتي ووهان وشنزن. وأضاف أن الأشخاص الذين وصف لهم هذا الدواء الياباني الصنع في شنزن جاءت نتيجة الفحوص التي أجريت لهم سالبة، بعد 4 أيام في المتوسط من إصابتهم بالفايروس.
وأوردت صحف محلية صينية أنه في مقابل ذلك ارتفع معدل سرعة التعافي إلى 11 يوماً لدى المصابين الذين لم يتعاطوا هذا العقار. وأضافت أن صور الأشعة السينية أظهرت تحسناً في الرئتين لدى 9 من كل 10 مصابين تناولوا الفافيبيرافير؛ في مقابل 6 من كل 10 مصابين تناولوا أدوية أخرى.
وكتبت صحيفة «الغارديان» البريطانية أن الصين لم تذكر اسم العقار الذي استخدم الفافيبيرافير ضمن مكوناته. غير أن أشهر العقاقير المتضمنة هذا المكون هو أفيغان، الذي تنتجه شركة فوجي فيلم توياما الكيماوية، وهي الذراع الطبي لشركة فوجي فيلم المعروفة بأجهزة التصوير.
بيد أن الحقيقة التي لا ينبغي إغفالها تتمثل بأن العلماء لم يتوصلوا حتى الآن لدواءٍ شافٍ من فايروس كورونا الجديد.
وعمد بعض علماء الطرف الأول إلى تسميته خلال الأسابيع التالية لظهور حالاته في مدينة ووهان بالصين «فايروس ووهان». فيما سماه آخرون منهم «إنفلونزا ووهان» (Wu Flu). وأثار ذلك انتقادات جمة، خصوصاً من قبل منظمة الصحة العالمية التي تعتبر تلك التسميات مفعمة بالتحامل، والحض على التمييز السالب. وأثار اختيار اسم للفايروس الجديد مشكلة حتى بالنسبة إلى منظمة الصحة العالمية نفسها! فقد اضطرت إلى تغيير الاسم الذي اختارته له (فايروس كورونا الجديد) بعد أيام من بدء انتشاره، لتطلق عليه «كوفيد 19».
جدل يدور على أشده بينما يحصد الفايروس الشرير الآلاف من ضحاياه، ويُنهك الحكومات حول العالم التي اضطرت إلى اتخاذ تدابير مشددة من أجل الحفاظ على الأرواح، وتقليص تأثيرات الأزمة الراهنة على الاقتصاد.
«نظرية المؤامرة»..
بكين وواشنطن تتراشقان.. و«التواصل» يشتعل
في عصر «السوشيال ميديا»، لا يمكن إنكار تعدد مذاهب «نظرية المؤامرة» في شأن فايروس كورونا الجديد (كوفيد-19). ومهما تكن سذاجة بعض تلك النظريات فإنها واجدةٌ من يصدقونها! واستمدت «نظرية المؤامرة» دفعاً قوياً من أن من تبادلوها علناً هم قادة بعض كبرى الدول المعنية بتفشي وباء كورونا الجديد. وها نحن نرى الصين والولايات المتحدة تتبادلان الاتهامات، على مستوى قيادتي البلدين وإعلامهما. حتى ليبدو للمتابع أن كلاً من البلدين يريد أن يسقط تبعات إهماله وعجزه عن دحر الفايروس في مهده على الطرف الآخر.
بيد أن «نظرية المؤامرة» تجد لنفسها رواجاً حتى في عالم الأكاديميا! فقد ذكر الأستاذ بمركز باكينغهام البريطاني للأحياء الفلكية (Astrobiology) البروفسور شاندرا ويكراماسينغ لصحف «ديلي إكسبرس» و«ديلي ميل» و«ذا ستار»، الأسبوع الماضي، أنه لا بد من أن هذا الفايروس سقط في الأرض من الفضاء. وعزز ما ذهب إليه بالقول إنه شوهد سقوط نيزك في سماء شمال شرقي الصين، عند الدقيقة الـ16، بعد منتصف نهار 11 أكتوبر 2019. وهي المنطقة نفسها التي ظهر فيها الفايروس. وأوضح أن سقوط النيزك أطلق مئات تريليونات الجزيئات الفايروسية المُعدية المخبأة في غبار كربوني ناعم، وفقاً لصحيفة «ذا ستار» البريطانية الصادرة في 12 مارس 2020.
وسارع اختصاصي الأمراض المُعدية في جامعة لندن الدكتور دومينيك ساركس إلى التحدث لمجلة IFL Science البريطانية ليقول إن أقوى دليل على عدم صحة نظرية إتيان فايروس كورونا الجديد من الفضاء أن (الفايروس) على علاقة وثيقة بسلسلة فايروسات كورونا المعروفة للعلماء.
ووجه أستاذ علم الأحياء الدقيقة الدكتور كريستيان أندرسون ضربة قاضية لـ«نظرية المؤامرة»، في دراسة نشرتها مجلة Nature Medicine، بقوله إن فايروس «كوفيد-19» إنما هو نتاج تطور طبيعي، ولم تتم صناعته في مختبر، ولا تمّ تغيير مورثاته (جيناته)!
حتى أنتِ أيتها الصين؟
رفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية جاو ليجان القبول بما يشاع عن أن الفايروس الحالي ظهر في مدينة ووهان! وطبقاً لهذا الصنف من «نظرية المؤامرة»، زعم المتحدث الحكومي الصيني أن الفايروس بدأ يظهر بالولايات المتحدة، وجاء به إلى الصين الرياضيون العسكريون الأمريكيون الذين شاركوا في الألعاب العسكرية العالمية التي استضافتها الصين. وكانت تلك المنافسات أقيمت في مدينة ووهان خلال الفترة من 15 إلى 30 أكتوبر 2019. وحضرها نحو 10 آلاف رياضي عسكري من جيوش أكثر من 100 دولة. وأوفدت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) 17 منتخباً، ضمت أكثر من 280 رياضياً.
أما أكبر الموهومين بـ«نظرية المؤامرة» فهو نظام المرشد علي خامنئي. فقد زعمت قناة «برس تي في» الحكومية الإيرانية أن «كوفيد-19» هو سلاح بيولوجي أمريكي، وأنه تم إطلاقه لمهاجمة إيران! وأشارت إلى أن خبير مكافحة التجسس السابق لدى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي ايه) فيليب غيرالدي كتب يقول إن هناك تقارير عدة تشير إلى أن بعض مقومات الفايروس ذات صلة بمقومات فايروس اتش آي في (المسبب للإيدز)، وإن ذلك يستحيل أن يكون قد حدث بشكل طبيعي.
غير أن من يعود إلى ما كتبه غيرالدي في مصدره الأصلي سيجد شيئاً مختلفاً تماماً. فكلما ذهب العميل السابق إلى ذلك الادعاء أردفه بعبارة «إذا صحّ ذلك». ومن الواضح أن غيرالدي صوت يفضله الملالي لأنه يعارض قيام إدارة الرئيس دونالد ترمب بشن أي هجوم على إيران!
وظهر قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال حسين سلامي على شاشة قناة «آر تي» الحكومية الروسية ليزعم أن فايروس كورونا الجديد إنما هو هجوم بيولوجي أمريكي على الصين وإيران! وأطلقت قناة «آر تي» تغريدة على تويتر تساءلت فيها «من سُيفاجَأ إذا تم الكشف عن أن فايروس كورونا هو سلاح بيولوجي؟».
وفي إيجازه الصحفي اليومي في 4 مارس 2020، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية جاو ليجين: «لم يتم التوصل إلى خلاصة بعد بشأن أصل الفايروس». وأضاف: «ما نشهده الآن هو ظاهرة عالمية لم يتحدد مصدرها بعد». وقال الاختصاصي الصيني في الأمراض المُعدية الدكتور جاو نانشان نهاية فبراير الماضي إنه على رغم أن (كوفيد-19) تم اكتشافه في الصين، «إلا أن ذلك لا يعني أن الصين هي أصله»!
كورونا.. المعنى والتاريخ
تم اكتشاف فايروسات كورونا في نهاية ستينات القرن العشرين. وقد تم اكتشافه أول الأمر مسبباً التهاباً رئوياً للدواجن. وما لبث أن اكتُشف فايروسان منه يسببان أعراضاً شبيهة بنزلة البرد لدى الإنسان، فأطلق على أحدهما «فايروس كورونا البشري 229E، وسمي الثاني OC43. وظهرت فايروسات أخرى من العائلة نفسها، اشتهر منها «سارس» (SARS-CoV) في 2003؛ انتهاءً بما سمي «متلازمة الشرق الأوسط التنفسية» في 2012. وهي تسمية قوبلت بقدر هائل من الانتقادات، باعتبارها تلصق فايروساً بمنطقة يعمرها مئات الملايين من البشر.
لفظ كورونا هو لفظ لاتيني Corona. ويعني التاج. وهو مشتق من اللغة اليونانية، حيث يعني الإكليل، أو الهالة. وأطلق في السابق على طراز إحدى السيارات التي حققت رواجاً في بلدان عدة. ويتم تصغير لفظ كورونا فيصبح Corolla، ويعني التُّويْج، أي التاج الصغير، وهو أيضاً طراز لسيارات معروفة.
حين بدأ انتشار الفايروس في أواخر ديسمبر 2019، ولتشابه الأعراض التنفسية التي يسببها مع تلك الناجمة عن سابقه المسبب لـSARS، قرر علماء منظمة الصحة العالمية تسميته 2019-nCoV. وهو اختصار يرمز لسنة التعرف إلى الفايروس (2019). أما الحرف N، فهو اختصار للفظ new، أي جديد. وبقية التسمية تمثل اختصاراً لعبارة فايروس كورونا. غير أن المنظمة أعلنت في 11 فبراير 2020 أنها قررت إعادة تسمية الفايروس «كوفيد-19». وهو اختصار يرمز إلى عبارة «مرض فايروس كورونا» (Corona Virus Disease).
عكاظ ترصد جهود الـ 24/7 في الحقل العلمي
آخر تحديث للعقاقير الخاضعة للتجارب السريرية
منذ تحول فايروس (كوفيد-19) من أزمة محلية إلى تهديد عالمي؛ ظلت شركات الدواء تعمل ليل نهار لاكتشاف وصفة ناجعة تقضي على الفايروس. صحيح أن عدداً من الأدوية الموجودة أصلاً يخضع لعملية إعادة تحديد هدفه، بحيث يمكن استخدامه في الحرب على (كوفيد-19). غير أن «عكاظ» ستورد هنا العقاقير الجديدة الجارية تجاربها، بدءاً بالعقاقير التي قطعت شوطاً كبيراً في التجارب السريرية. لكن لن يتم إقرارها إلا بعد ثبوت سلامتها وفاعليتها على المصابين.
مجموعة جيلايد ساينسيز:
دخلت هذه المجموعة الصيدلانية المرحلة الثالثة في تجربة عقار ريمديسيفير الذي طورته. ويخضع 1000 مصاب في الصين لتناول هذه الدواء. والهدف من تلك التجارب إزالة الحمى، وتمكين المصاب من مغادرة المستشفى خلال إسبوعين من إصابته. وكان هذا العقار طوِّر أصلاً لعلاج حمى الإيبولا. لكنه أخفق في ذلك. ويتم حقنه عبر الوريد.
مجموعة أسليتس فارما:
تقوم هذه الشركة الصينية بتجربة مزيج من عقارين؛ أحدهما تم إقرار استخدامه لعلاج المصابين بمرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز)، والآخر أيضاً تم إقراره لمعالجة المصابين بفايروس التهاب الكبد الوبائي (سي). جربت الشركة هذين العقارين -دانوبرفير وريتونافير- على 11 مصاباً بالتهاب رئوي ناجم عن العدوى بفايروس كوفيد-19. وقد غادر المصابون المستشفى. لكن الشركة لم تعلن خطط إجراء تجارب سريرية أكبر نطاقاً.
شركة موديرنا ثيرابوتكس:
حققت هذه الشركة سبقاً كبيراً بتسجيل مصل mRNA-1273 بعد 42 يوماً من اكتشاف الخريطة الجينية لفايروس كوفيد-19. وتعمل الشركة بالتعاون مع المعهد الوطني الأمريكي للصحة. وبدأت تجارب سريرية مطلع مارس لمعرفة ما إذا كان المصل قادراً على صد فايروس كوفيد-19.
شركة كانسينو بيولوجكس:
توشك هذه الشركة الصينية على بدء تجارب سريرية في الصين للقاح قام علماؤها بتطويره. وأعلنت الشركة أنها حصلت على موافقة الحكومة الصينية على بدء تجارب سريرية، وأنها ستشرع في ذلك في أقرب فرصة. وتقوم هذه الشركة بتسويق لقاح لفايروس حمى الإيبولا في الصين.
شركة آركتوروس ثيرابوتكس:
تمضي هذه الشركة الأمريكية في تجربة لقاح يقوم على إعادة هندسة مورثات (جينات) فايروس آخر، بحيث ينتج الأخير بروتينات حامية ضد أي محاولة لتغلغل فايروس كوفيد-19 في الجسم. وتجري تلك التجارب بالتعاون مع جامعة ديوك الأمريكية. وتقول الشركة إن اللقاح الذي تقوم بتطويره لا يزال في مرحلة ما قبل التجارب السريرية، وإنها ستبدأ التجارب السريرية «بأسرع ما يمكن».
شركة بيونتك
تقوم هذه الشركة الألمانية بتطوير لقاح ضد فايروس كوفيد-19. وتقول إنها ستبدأ التجارب السريرية عليه في أبريل 2020. ومنهج علمائها هو أن يقوم اللقاح بحفز الجسم على إنتاج أجسام مضادة تحميه من الفايروس. ووقعت شركة فوسون فارما الصينية في شنغهاي عقداً خلال مارس مع الشركة الألمانية تتولى بموجبه تسويق اللقاح في الصين في حال إقراره. ووافقت شركة فايزر الأمريكة على الاشتراك في تطوير هذا اللقاح في بقية أرجاء العالم.
شركة كيورفاك
حصلت هذه الشركة على منحة مالية من التحالف من أجل ابتكارات للجاهزية للأوبئة، وهو منظمة غير ربحية، لتوظيف التنكنولوجيا التي تستخدمها في إنتاج لقاح ينتج بروتينات داخل الجسم قادرة على صد كوفيد-19. وتقول الشركة إنها ستجهز لقاحاً لتجربته على حيوانات المختبرات في أبريل 2020. على أن تبدأ التجارب السريرية خلال الصيف. وذكرت أنها تعمل أيضاً مع التحالف المذكور لتصنيع جهاز محمول يسمح للعاملين الصحيين الميدانيين بإنتاج اللقاح في البؤر التي ينتشر فيها الفايروس.
مجموعة إيلي ليلي
تعمل هذه المجموعة بالتعاون مع شركة كندية على تطوير علاجات مضادة للأجسام لمعالجة التهاب كورونا الجديد. وتستخدم عينة من دم مصاب تعافى من الفايروس. وقالت الشركة المتعاونة إن علماءها حددوا أكثر من 500 جسم مضاد قادر على الحماية من كوفيد-19. وهي تعمل مع مجموعة إيلي ليلي لتحديد أي تلك المضادات أكثر نجاعة. وتأمل الشركتان ببدء تجار على البشر خلال الأشهر الأربعة القادمة.
غلاكسو سميث كالاين
أعارت هذه المجموعة الإنجليزية العملاقة المعروفة بصنع اللقاحات التكنولوجيا التي تملكها إلى شركة صينية متخصصة في التكنولوجيا البيولوجية، لإنتاج لقاح ضد كوفيد-19. وتعمل الشركة الصينية (كلوفرز بيوفارماسوتيكالز) على تطوير لقاح يقوم بعد حقن الإنسان به بإنتاج بروتينات تنشط جهاز المناعة لمقاومة كوفيد-19. ولم تعلن المجموعة البريطانية موعداً محتملاً لبدء التجارب على اللقاح المرتقب.
جونسون آند جونسون
تعكف هذه المجموعة الضخمة التي عرفت باستجابتها لاندلاع إيبولا وحمة زيكا على تطوير لقاح وعلاج لكوفيد-19 في آن معاً. وهي حالياً في المراحل الأولية لتطوير لقاح يتم من خلاله حقن الإنسان السليم بنسخة غير مُفعّلة من فايروس كوفيد-19، ما سيدفع جهاز المناعة إلى رد من دون أن يتسبب ذلك في حدوث عدوى. وقد تبدأ التجارب السريرية في نوفمبر القادم. وتعمل المجموعة في الوقت نفسه مع الهيئة الفيديرالية الأمريكية للأبحاث البيولوجية الطبية المتقدمة لتطوير عقار لمداواة المصابين بكوفيد-19 من خلال إجراء تجارب مطورة على عقارات استحدثتها في أوقات سابقة.
شركة سانوفي
تقوم هذه الشركة الكبيرة التي سبق أن طورت لقاحات ناجعة للحمى الصفراء وحمى الدفتريا بتطوير لقاح وعلاج لفايروس كوفيد-19. وتأمل بأن تتمكن من بدء تطوير اللقاح في مختبراتها في غضون 6 أشهر، على أن تصبح جاهزة لتجربته سريرياً خلال 12-18 شهراً.
شركة تاكيدا
تقوم هذه المجموعة الدوائية اليابانية العملاقة بتطوير علاج مستمد من عينات دم أخذت من مصابين تعافوا من كوفيد-19. وأصل الفكرة هو حصد البلازما من تلك العينات، وعزل الأجسام المضادة التي أتاحت لأولئك المصابين التعافي من الفايروس. وهي فكرة ظلت قيد الاستخدام منذ اندلاع وباء الإنفلونزا الإسبانية في 1918. ويعتقد بأن تعامل (تاكيدا) مع هذا النهج قد يثبت أنه أسرع في التطوير من إنتاج أدوية أخرى. وتقول المجموعة إن العقار سيكون متاحاً للمصابين خلال 12-18 شهراً.
مجموعة جامعة كاليفورنيا
يسعى مئات العلماء في مجموعة أبحاث كورونا بالمعهد الكمي للعلوم البيولوجية في جامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو إلى لتوصل لأدوية تقوم بالإحاطة بالبروتين في خلايا الجسم لحمايته من فايروس كورونا الجديد الذي يعتمد على تلك البروتينات للتكاثر والانشطار. ومعظم تلك الأدوية -بحسب «نيويورك تايمز»- موجودة أصلاً، وتستخدم في معالجة السرطان وأمراض أخرى. ويقوم العلماء في مستشفى جبل سيناء بنيويورك ومعهد باستور في باريس بجهود مكثفة مماثلة.
«الكلوروكين».. المفترى عليه؟
يعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أحد أبرز اللاعبين في مشهد الحرب على فايروس كورونا. فقد كان ولا يزال مثيراً للجدل بتصريحاته وتغريداته التي أثارت حفيظة أقرب المقربين إليه، وهو مستشاره العلمي مدير المعهد القومي للحساسية والأمراض المُعدية منذ 1984 الدكتور أنطوني فوتشي. قال الرئيس ترمب إن عقار الكلوروكين، المعروف كأقدم وأفضل علاج لمرض الملاريا، قد يكون هبة من الله للمصابين بفايروس كوفيد-19، إذ إن هيئة الغذاء والدواء الأمريكية أقرت استخدامه لهذا الغرض.
سارعت الهيئة لنفي تصريحات ترمب، وأكدت أنها لم تقر شيئاً من هذا القبيل. وعلى رغم أن الكلوروكين لم يعد عقاراً ذا جدوى في معالجة الملاريا، بعدما أضحى البعوض الناقل للملاريا مقاوماً له، خصوصاً في القارة الإفريقية؛ إلا أن الطلب عليه في أرجاء العالم تزايد فجأة، إثر إعلان ترمب. وأعلنت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية أنها لم توافق على أي علاج أو أدوية لفايروس كوفيد-19. لكنها كشفت تلقيها تعليمات من ترمب ببدء تجارب سريرية واسعة النطاق على استخدام الكلوروكين ضد الفايروس.
وقال مراسل الشؤون الصحية في هيئة الإذاعة البريطانية جيمس غالاغر إن العلماء يقولون إن التجارب المعملية تشير إلى أن الكلوروكين يصد فايروس كورونا الجديد، وإن ثمة أطباء يؤكدون أنه ساعد في شفاء بعض الحالات. بيد أنه لا توجد دراسات مكتملة بهذا الشأن يمكن الأخذ بها. وتجري مراكز الأبحاث في الولايات المتحدة، والصين، وبريطانيا، وإسبانيا دراسات مكثفة بهذا الخصوص. وطبقاً لمنظمة الصحة العالمية فإنه لا يوجد أي دليل علمي على أن الكلوروكين فعال في كبح الفايروس، لكنه جزء من التجارب المخبرية المتسارعة.
وكانت الحكومة النيجيرية أعلنت في 21 مارس 2020 حدوث حالتي تسمم بعقار الكلوروكين، بعد ترويج الرئيس ترمب له في تصريحات سابقة. وقال المعاون الصحي لحاكم ولاية لاغوس أولريوا فيني إنه يتعين على السكان عدم تناول عقاقير من دون وصفة طبية. وكشف أن حالتي تسمم من جراء تناول جرعة مفرطة من الكلوروكين تم رصدهما في العاصمة السابقة التي يقطنها 20 مليون نسمة.
دواء ياباني يصرع كوفيد- 19 !
أعلنت الصين الأسبوع الماضي أنها جربت مداواة 340 مصاباً بفايروس كورونا الجديد (كوفيد-19) بدواء مضاد للإنفلونزا مصنوع في اليابان. وذكرت أن ذلك الدواء هو فافيبيرافير، وهو المكون الفاعل في دواء ضد الإنفلونزا ياباني الصنع يسمى أفيغان. وأشارت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، في تقرير، إلى أن المصابين بفايروس كورونا الجديد الذين تعاطوا الفافيبيرافير تعافوا أسرع، وحدث لهم تحسن كبير في الرئتين من المرضى الذين لم يتم إعطاؤهم هذا الدواء. ونقلت الصحيفة عن المسؤول في وزارة العلوم والتكنولوجيا الصينية جانغ شنمن إن المكون المذكور أثبت فعالية، من دون مضاعفات جانبية. وأشار إلى أن الفافيبيرافير وصف لـ80 مصاباً في مدينتي ووهان وشنزن. وأضاف أن الأشخاص الذين وصف لهم هذا الدواء الياباني الصنع في شنزن جاءت نتيجة الفحوص التي أجريت لهم سالبة، بعد 4 أيام في المتوسط من إصابتهم بالفايروس.
وأوردت صحف محلية صينية أنه في مقابل ذلك ارتفع معدل سرعة التعافي إلى 11 يوماً لدى المصابين الذين لم يتعاطوا هذا العقار. وأضافت أن صور الأشعة السينية أظهرت تحسناً في الرئتين لدى 9 من كل 10 مصابين تناولوا الفافيبيرافير؛ في مقابل 6 من كل 10 مصابين تناولوا أدوية أخرى.
وكتبت صحيفة «الغارديان» البريطانية أن الصين لم تذكر اسم العقار الذي استخدم الفافيبيرافير ضمن مكوناته. غير أن أشهر العقاقير المتضمنة هذا المكون هو أفيغان، الذي تنتجه شركة فوجي فيلم توياما الكيماوية، وهي الذراع الطبي لشركة فوجي فيلم المعروفة بأجهزة التصوير.
بيد أن الحقيقة التي لا ينبغي إغفالها تتمثل بأن العلماء لم يتوصلوا حتى الآن لدواءٍ شافٍ من فايروس كورونا الجديد.