أحد المخابر في منطقة الباحة.
أحد المخابر في منطقة الباحة.
-A +A
علي الرباعي (الباحة) okaz_online@

حتى إن احتفظ الخبز بموقعه ومكانته، إلا أن الأمن مقدم عليه في الرتبة، كون الله عز وجل قرن بين الإطعام من جوع وبين الأمن من الخوف، فأوقات الأزمات يفقد المطعوم والمشروب معناه.

ورغم أنه «ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان»، إلا أنه قل ما تخلو وجبة رئيسة في منزل أو مطعم عربي أو عالمي منه، علماً أن شعوباً استغنت عنه بالأرز، والنباتيون استعاضوا عنه بالورقيات ما يجعل بدائل الخبز متاحة طالما لدى الناس قدرة على الإنتاج.

لن ينسى البعض رد زوجة الملك لويس السابع (ماري أنطوانيت)، عندما سألت عن سبب ضجيج الشارع فقالوا لها: صوت الشعب يبحث عن الخبز، فقالت «إذا لم يكن هناك خبز للفقراء، دعهم يأكلون الكعك».

يرتبط الرغيف في الذاكرة بأحاديث ووصايا وأمثال وحكم.. فأول رواية عربية مطبوعة صدرت عام 1939عنوانها (الرغيف) وكاتبها توفيق يوسف عواد، ومنذ غنى مارسيل خليفة قصيدة محمود درويش (أحن إلى خُبز أمي) والنخب يرددون المقطع كلما جمعتهم فرصة سانحة بالرغيف.

ولمكانة الخبز أو العيش كما يطلق عليه في بلادنا، يتمثل المختلفون من المعارف والأقارب والأصدقاء المثل الذائع (بيننا عيش وملح)، وكثيرون لا يعرفون سيرة الخبز الذي بين أيديهم، وربما لا يعلمون شيئا عن مساره منذ كان بذرة في كف فلاح زرعها في الحقل ثم تتحول إلى سنابل تفتقر إلى الرعاية والحماية حتى يحين موعد جذها لتغدو بالحصاد حبيبات صفراء تسر الناظرين وتنتظر الطحن والعجن والتمرير في لهيب المخابز.

وفي هذه الأيام ومع استمرار منع التجول في المناطق، يشكل الخبز هاجساً لكل رب أسرة، بدءا من السعي اليومي لتوفيره أو تخزين كميات منه في البرادات داخل المنازل أو الاستعاضة عنه بالطحين، وبرغم وفرة الخبز في جميع المناطق يسيطر الخوف من عدم الالتزام بالنظافة وإهمال تطبيق الاشتراطات الصحية على كثيرين بحكم الاتهامات الموجهة لسيد المائدة، ما يثير القلق كون منعطفات سابقة أثبتت أن بعض ضعاف النفوس لا يتورعون عن الغش وتعمد التلويث.

من جهته، يؤكد مدير صحة البيئة في أمانة الباحة عطية الزهراني أن الأمانة والبلديات تولي المخابز جل الاهتمام بالمتابعة والرقابة اليومية، موضحاً لـ«عكاظ» أن المخابز تعمل في فضاء مفتوح يتيح للعميل الاطلاع على العجن الآلي والفرد والتأكد بنفسه من نظافة العمال والتزامهم بالزي المخصص للأفران ولبس غطاء الرأس والقفازات والكمامات.