-A +A
علي الرباعي (الباحة) okaz_online@
لم يكن المجتمع الأهلي في المملكة قبل الزمن الوظيفي يستغني عن بعضه فالكل مثل عصب الكف كما تقول الأمثال، إذ إن المكونات الشعبية تقوم على التكافل الاجتماعي والاعتماد على الذات دون حاجة للاستعانة بغريب من خارج إطار القرية والقبيلة والهجرة وتكون العناصر المجتمعية بكافة إمكاناتها من أدوات الطبخ ومعدات الحرث ولوازم الحصاد وعناصر السقي حاضرة في البيت والوادي والمرعى والمزرعة. وتتجلى فزعة مجتمعات الإنتاج في حفلات الزواج ومراسم العزاء وحالات المرض والإصابات والحوادث التي قل ما يخلو منها مجتمع. إلا أن ثقافة التطوع الأهلي تفككت بتفكك منظومة الإنتاج والتحول للوظيفة الحكومية ودخول العمالة الوافدة واستقدام السائق وصباب القهوة وعامل المزرعة وراعي الأغنام واستسلام المزارعين والرعاة للدعة والانفراد بعيداً عن منظومته التقليدية.

ويؤكد رئيس مجلس شباب منطقة الباحة حازم ظهران أن المملكة أولت اهتماماً بالعمل التطوعي، ونقلته من شعار نظري إلى واقع ملموس إيماناً منها بأهميته في تعزيز مفهوم التطوع ما يعضد التكاتف واللحمة الوطنية. ويؤكد أن المبادرات الشبابية تسهم في رفع كفاءة أداء القطاعات الخيرية التطوعية وتعزز دور القطاعات الخدمية بالدعم والمساندة، وتطلع لنقل التجارب بين منظومات العمل الخيري التطوعي ليكون عادة اختيارية بين الشباب، ومنهجاً لبقية القطاعات في تعميم النفع وتوسيع دائرة خدمة المجتمع بالفكرة والعمل والتطوير.