-A +A
هبة أيمن محروس (المدينة المنورة) mahrous_heba@
حيَل ماكرة لجأ إليها قلة من الطلاب والطالبات في الجامعات للهروب عن المحاضرات عن بعد، ترصدت «عكاظ» بعض تجاوزاتها، وهو سلوك لا يتواءم إطلاقاً مع التدابير والتسهيلات التي وضعتها وزارة التعليم أمام الطلاب بعد الجائحة التي ضربت العالم، واستتبع ذلك تعليق الدراسة في السعودية حتى إشعار آخر، وإطلاق لفصول وقاعات في الجامعات كافة لتقديم المادة العلمية للطالب عن طريق الإنترنت وتعزيز أدوات تواصل متعددة بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، وإنشاء فصول افتراضية بأدوات تفاعلية مثل الكتابة على السبورة الإلكترونية وتسجيل المحاضرات والرجوع إليها، وتوزيع الواجبات والاختبارات واستطلاعات الرأي واستلام الإجابة والتعليقات وتقديم التغذية الراجعة والتعزيز الفوري وغير الفوري للطلاب، كما عملت وزارة التعليم على تسهيل تصفح المحتوى العلمي في الموقع الإلكتروني. وبرغم كل هذه المزايا التي يتيحها التعليم الإلكتروني للطالب لكي لا يتعثر في دراسته، إلا أن البعض اختار خدعاً احتيالية للفرار من المحاضرات الافتراضية مثلاً.. استغل بعض الطلاب الأوضاع الحالية للغياب عن المحاضرات، إذ درج بعضهم على تكليف أحد أفراد العائلة أو المعارف بأن ينوب عنه في تسجيل الدخول وحضور المحاضرات، والبعض يسجل دخوله بالاسم ليستكمل نومه، وآخرون يتفرغون لمشاهدة الأفلام والمسلسلات بعد خفض صوت المحاضرة، والبعض يتجول بين التطبيقات، أما في الاختبارات فيتعاونون في حلها ولتفتيش الكتب والملازم ومحرك البحث قوقل بحثاً عن إجابة، في المقابل كان لطلاب وطالبات الرغبة الحقيقية في الأداء الجاد بعيداً عن الحيل، رغم معاناتهم وشكاواهم الدائمة من ظلم بعض أعضاء هيئات التدريس وعدم التعاون معهم وتقدير ظروف الجائحة. وقال عدد منهم لـ«عكاظ» إن أكبر إشكالية تواجههم تتمثل في عدم التزام الدكتور بوقت المحاضرة الأساسي، وترى طالبة أن اختيار وقت المحاضرة يتم طبقاً لمزاج الأستاذ، «وليس عدلاً أن يختار المحاضر أو المحاضرة الوقت الذي يناسبهم بغض النظر عن ظروف الطلاب والطالبات وعدم التزامهم بالجدولة التي تتعارض عندها المواد، ناهيك عن عدم مراعاة اختلاف قوة الشبكة من طالبة وأخرى، ففي حال قطع الاتصال بالإنترنت ولو للحظة تحرم الطالبة من الاختبار».

تروي الطالبة فاطمة حكايتها مع اختبار يوم الجمعة الذي بدأ في الساعة التاسعة مساء، فيما تشكو سمر من ضغط التكاليف والمشاريع؛ فضلاً عن فرض عدد من الأسئلة في فترة زمنية قصيرة. وتتفق ربا مع الرأي القائل بعدم التزام أعضاء التدريس بأوقات المحاضرة المحددة، وأحيانا تكون في أيام العطلة.


وقالت إيثار: أحياناً تود المشاركة في المحاضرة، وحين تكتب الإجابة الدكتورة لا تنتبه أو تتجاهلها في أحيان أخرى. وفي السياق ذاته تقول سارة إن المعلومة لا تصل بنفس الشكل في الواقع، كما أن المواد العلمية مستحيلة في الشرح عن بعد.

فتون ورقية قالتا إنهما تستهلكان وقتاً أطول من المحاضرة المباشرة؛ فضلاً عن أن التعليم عن بعد لا يوفر التركيز، وتحمل ريناد بشدة على عدم موافقة البعض على تسجيل المحاضرات، رغم أن الصوت لا يكون مسموعاً في بعض الحالات بسبب سوء الشبكة، «انقطع التيار ذات مرة بسبب خطأ من الشركة فلم تراع ظروف الطالبات مع هذا الحدث الطارئ، وتم حسم درجات الحضور، وتشكو الطالبة ريمان من التكاليف الكثيرة لبدائل الاختبارا ت؛ فضلاً عن أن الأسئلة تأتي بصياغة صعبة وفي وقت قصير لمحاولة تفادي الغش. أو مضاعفة بعض عضوات التدريس وقت المحاضرة لرغبتهن في إنهاء المنهج في أسرع وقت. ومن جانبها تعلق مودة، «التلاعب في الوقت كان غريباً إلى جانب عدم التزام أعضاء هيئة التدريس بالأوقات المحددة بالجدول، وأحياناً يتم فتح محاضرتين في وقت واحد» وحث طلاب وطالبات أعضاء هيئة التدريس إلى التعاطف مع ظروفهم ومساعدتهم ومعاونتهم وعدم تعجيزهم والكف عن توزيع الدرجات بطرق غير منطقية، وتغيير أوقات المحاضرات عن أوقاتها الأساسية.