منازل عشوائية في محافظة جدة.  (تصوير:‏ عمرو سلام)
منازل عشوائية في محافظة جدة. (تصوير:‏ عمرو سلام)




بيئة لانتشار الأمراض والأوبئة.
بيئة لانتشار الأمراض والأوبئة.




طرقات ضيقة لا تسمح بدخول السيارات.
طرقات ضيقة لا تسمح بدخول السيارات.




أحياء تفتقر للنظافة.
أحياء تفتقر للنظافة.




منازل تؤوي مخالفي الأنظمة.
منازل تؤوي مخالفي الأنظمة.
محسن العطاس ‫ ‫‬
محسن العطاس ‫ ‫‬




محمد بيومي
محمد بيومي
-A +A
عدنان الشبراوي (جدة) Adnanshabrawi@
الأحياء الشعبية كما يسميها معظم الناس أو «العفوية» كما تطلق عليها الأمانة أو «المنسية» كما يسميها بعض سكانها المواطنين، تمثل ظاهرة مقلقة، خصوصاً مع الجائحة التي أضافت لتشويه الشكل العمراني عنصر خطر جديداً. نشأت هذه الأحياء في جدة وغيرها من المدن دون تخطيط، ولاحت مخاطرها أكثر وضوحاً مع انتشار فايروس كورونا الذي يعد التباعد الاجتماعي أحد أهم أسلحته.. ولكن كيف الحال مع بيوت مكتظة وأزقة ضيقة على استعداد لاستضافة الفايروس؟

وطبقاً لاستقصاء مختصين، فإن المباني في الأحياء الشعبية تنقسم إلى ثلاثة؛ 20% منها حالتها جيدة، 40% متوسطة و50% حالتها رديئة ولا تصلح للسكن، وهناك من يرى أن 40% من البيوت في الأحياء العشوائية غير مهيأة أصلا للسكن. وفي رصد للعديد من أحياء جدة الشعبية أو العفوية أو المنسية التي تمتد شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً ووسطاً.. يمكن كشف ما تعانيه تلك الأحياء من نسيان. وبحسب أرقام ورصد ميداني فإن أكثر من 80% من سكان الأحياء الشعبية من غير السعوديين مع كثافة (العُزاب) بسبب رخص إيجاراتها وصعوبة الدخول إليها، ويرى عضو جمعية مراكز الأحياء محمد حسن بيومي أن هذه الأحياء نمت قبل تشريع نظام النطاق العمراني وتجميل عروس البحر الأحمر، إلا أن ثمة أحياء عشوائية ظهرت خلال قرن، «نمت هذه الأحياء بشكل عشوائي في فترات متباعدة حتى أصبحت إحدى الظواهر التي تتطلب علاجاً سريعاً وعاجلاً لإخراجها من أوضاعها المتردية».


أما أخصائي التطوير فواز أبو صباع فيقول إن هذه الأحياء العشوائية ظهرت خلال أكثر من قرن؛ شمالاً وجنوباً وشرقاً وأخرى في وسط خاصرة العروس، وفي وصف لواقع الأحياء الشعبية يقول «كثير من الأحياء الشعبية شوارعها ضيقة بالكاد تسمح بعبور سيارة واحدة. وطبقاً لرأي الخبير العقاري محسن العطاس فإن معظم المنازل في الأحياء الشعبية ذات كثافة سكانية كبيرة بينهم فئة العمالة والعزاب ومعظم المنازل قديمة، والسكان الذين يقطنون هذه الأحياء غالباً تكون أوضاعهم المالية متردية والعلاج يتطلب تعاون الجميع من أجل رفع مستواها من الناحية العمرانية والاجتماعية والاقتصادية، وذلك عن طريق استخدام نظم المعلومات الجغرافية وتحليل جميع المعلومات العمرانية.

وفي اتصال هاتفي، قال المواطن أحمد صالح -من حي العزيزية الشعبي- إن حال هذه الأحياء لا يمكن أن يصلح إلا إذا تمت إعادة تخطيطها وفتحها، ففيها الكثير من المخالفات التي لا يمكن وقفها في ظل استمرار وضع هذه الأحياء على ماهي عليه. ويتفق معه عماد اليوسف، «الظاهرة العجيبة في جدة أن واقع الأحياء العشوائية يُفقد المدينة الجمال العمراني والتخطيطي، وتكدس العمالة في تلك الأحياء يضر بالصحة العامة».