يظل الإنسان ابنًا لبيئته، وفردا مؤثرا ومتأثرا بمجتمعه، منه يستقي التعاليم الأولى وبه يؤسس معارفه الابتدائية وفيه تتدرب حواسه على تنمية مهاراته.
ومن الطبيعي أن الأسوياء يعززون قدراتهم بالدراسة، ويفرزون صالح العادات من طالحها بتوفر الوعي اللازم والمكتسب من التجارب والتعايش والقراءة الحرة والسؤال عما لا يعرفه ليعبر في زمن الكوارث قنطرة الخطر بما حصله من مواهب وحازه من مكاسب معرفية. وتتجلى الشخصية الواعية باحترامها التعليمات والإرشادات الطبية والتوجيهات الأمنية، وليس أخو جهل كمن هو عالم.
ومع الإعلان عن جائحة كورونا، ظهر بعض المسكوت عنه في المجتمع، ولمسنا التفاوت بين مجتمعات تستوعب ما يحدث وتطبع بصمة التفاعل وأخرى تنفعل وتخفق وتزيد أعباء الدولة بحكم تمسكها بموروثات «فنجانك عندي، وغداءك مرفوع، وهات خشمك»، التي تعززت في زمن الطفرات لتغدو مقياس المرجلة والنخوة والشهامة، ما أفضى لاستحكام أعراف مدعاة للضرر.
ويرى علماء الاجتماع أنه ما من عادات إلا ويمكن للإنسان تهذيبها وتوظيفها لحماية الذات والآخرين من الأذى المترتب على مجاورة أو مصافحة أو اجتماع أقارب دون مراعاة للمخاطر المعلن عنها، ولطالما كانت بعض تقاليدنا مجحفة ومكلفة على مستوى الصحة والمال والوقت، خصوصاً عندما يدخل أحدنا نفسه في حلقة عرف جائر يتعذر كسره إلا بسن القوانين الصارمة، ومن المفاهيم الخاطئة للعزوة أن يلقي أحدهم بالتحذيرات وراء ظهره ويقيم ولائم ومناسبات يدفع ثمنها، ويتحمل عبئها عشرات ومئات ممن لا مبرر لوقوعهم في الخطر سوى التمسك بمخالفات وعادات ضارة.
ومما يؤسف له أن فايروس كورونا سريع الانتشار، ويستغل أقل هفوة ليوقع في فخه أبرياء بسبب حب الخشوم، السلام بالخد، الأكل من صحن واحد في الولائم، تقطيع اللحم لمن يأكلون معك بيدك، ونقع فناجين الشاي والقهوة في إناء واحد.
ويؤكد الأخصائي الاجتماعي عبدالرحمن جان، أن بعض العادات الاجتماعية غير صحية وإن كنا نمارسها قبل أزمة كورونا ومنها حب الخشوم والسلام بالخد، ونقع الأكواب والملاعق في إناء واحد يستلزم كل ذلك استيعاب التغيير الاجتماعي في الأوقات الحرجة بحكم أن الإنسان العاقل يحب الحياة ويؤثر السلامة ويحترم القوانين والأنظمة، ويخشى المخالفات لما يترتب عليها من عقوبة.
وأوضح لـ«عكاظ» أن الدولة برفعها الحظر الجزئي لم تقصد إتاحة الفرص للعودة إلى ممارسة كامل حياتنا الاجتماعية الطبيعية وإنما المقصود العودة للحياة الطبيعية بشكل جزئي لممارسة أعمالنا وفتح المحلات التجارية بهدف دفع العجلة الاقتصادية مع ضرورة الالتزام بالتباعد الاجتماعي وبالإجراءات الاحترازية الوقائية، وأخذ الحيطة والحذر كون الخطر ما زال قائماً ولم يحن بعد الوقت للمصافحة وتفعيل الزيارات الأسرية والتجمعات بصفة عامة. ولفت عبدالرحمن إلى أن الدولة أولتنا الثقة وكل مواطن ومقيم مسؤول عن نفسه وعن أسرته، مؤملا ألا نهدم ما بنته الدولة فيتفشى المرض مرة أخرى وتستمر زيادة الإصابات ونعود لفرض الحظر الكامل مجددا فيطول أمد الأزمة. واستعاد جان المثل «صبر يوم ولا وجع دوم».
ومن الطبيعي أن الأسوياء يعززون قدراتهم بالدراسة، ويفرزون صالح العادات من طالحها بتوفر الوعي اللازم والمكتسب من التجارب والتعايش والقراءة الحرة والسؤال عما لا يعرفه ليعبر في زمن الكوارث قنطرة الخطر بما حصله من مواهب وحازه من مكاسب معرفية. وتتجلى الشخصية الواعية باحترامها التعليمات والإرشادات الطبية والتوجيهات الأمنية، وليس أخو جهل كمن هو عالم.
ومع الإعلان عن جائحة كورونا، ظهر بعض المسكوت عنه في المجتمع، ولمسنا التفاوت بين مجتمعات تستوعب ما يحدث وتطبع بصمة التفاعل وأخرى تنفعل وتخفق وتزيد أعباء الدولة بحكم تمسكها بموروثات «فنجانك عندي، وغداءك مرفوع، وهات خشمك»، التي تعززت في زمن الطفرات لتغدو مقياس المرجلة والنخوة والشهامة، ما أفضى لاستحكام أعراف مدعاة للضرر.
ويرى علماء الاجتماع أنه ما من عادات إلا ويمكن للإنسان تهذيبها وتوظيفها لحماية الذات والآخرين من الأذى المترتب على مجاورة أو مصافحة أو اجتماع أقارب دون مراعاة للمخاطر المعلن عنها، ولطالما كانت بعض تقاليدنا مجحفة ومكلفة على مستوى الصحة والمال والوقت، خصوصاً عندما يدخل أحدنا نفسه في حلقة عرف جائر يتعذر كسره إلا بسن القوانين الصارمة، ومن المفاهيم الخاطئة للعزوة أن يلقي أحدهم بالتحذيرات وراء ظهره ويقيم ولائم ومناسبات يدفع ثمنها، ويتحمل عبئها عشرات ومئات ممن لا مبرر لوقوعهم في الخطر سوى التمسك بمخالفات وعادات ضارة.
ومما يؤسف له أن فايروس كورونا سريع الانتشار، ويستغل أقل هفوة ليوقع في فخه أبرياء بسبب حب الخشوم، السلام بالخد، الأكل من صحن واحد في الولائم، تقطيع اللحم لمن يأكلون معك بيدك، ونقع فناجين الشاي والقهوة في إناء واحد.
ويؤكد الأخصائي الاجتماعي عبدالرحمن جان، أن بعض العادات الاجتماعية غير صحية وإن كنا نمارسها قبل أزمة كورونا ومنها حب الخشوم والسلام بالخد، ونقع الأكواب والملاعق في إناء واحد يستلزم كل ذلك استيعاب التغيير الاجتماعي في الأوقات الحرجة بحكم أن الإنسان العاقل يحب الحياة ويؤثر السلامة ويحترم القوانين والأنظمة، ويخشى المخالفات لما يترتب عليها من عقوبة.
وأوضح لـ«عكاظ» أن الدولة برفعها الحظر الجزئي لم تقصد إتاحة الفرص للعودة إلى ممارسة كامل حياتنا الاجتماعية الطبيعية وإنما المقصود العودة للحياة الطبيعية بشكل جزئي لممارسة أعمالنا وفتح المحلات التجارية بهدف دفع العجلة الاقتصادية مع ضرورة الالتزام بالتباعد الاجتماعي وبالإجراءات الاحترازية الوقائية، وأخذ الحيطة والحذر كون الخطر ما زال قائماً ولم يحن بعد الوقت للمصافحة وتفعيل الزيارات الأسرية والتجمعات بصفة عامة. ولفت عبدالرحمن إلى أن الدولة أولتنا الثقة وكل مواطن ومقيم مسؤول عن نفسه وعن أسرته، مؤملا ألا نهدم ما بنته الدولة فيتفشى المرض مرة أخرى وتستمر زيادة الإصابات ونعود لفرض الحظر الكامل مجددا فيطول أمد الأزمة. واستعاد جان المثل «صبر يوم ولا وجع دوم».