أعادت جائحة «كورونا المستجد» إلى السطح الحديث عن بعض العادات الاجتماعية وضرورات «تنقيحها» مواءمة مع الاحترازات التي أطلقتها الجهات المعنية لمقاومة الوباء الخطير الذي اجتاح العالم وأعادت ترتيب كثير من الأوراق في الكرة الأرضية بأسرها. ولم يكن من المقبول، قبل الجائحة، الحديث عن إعادة النظر عن هذه العادات والتقاليد الاجتماعية لارتباطها القوي بالقيم والأعراف، لكن المخاطر تحتم على الجميع التخفيف والتراجع عنها. وشهدت فترة تفشي فايروس كورونا اختفاء وتواري كثير من المظاهر الاجتماعية كتجمعات الأفراح والأتراح، واللقاءات الجماعية في البر وفي البحر، فضلاً عن تجاوز السلام والتحية بالخشوم والقبلات. ويرى خبراء في الاجتماع والطب أن الكف عن هذه التقاليد في الوقت الحالي ضرورة مطلوبة لدواعٍ اجتماعية ومادية وصحية، ثم إعادة النظر فيها بصورة نهائية، فعادات مثل الولائم التي تجمع العشرات، وتناول الوجبات في صحن واحد وغسل فناجين القهوة والشاي في إناء واحد كلها عوامل محفزة للفايروس للانطلاق والتمدد. ومع صعوبة التخلي عن مثل هذه الموروثات جملة واحدة، فإن احتمال تجاوزها بالنقاط وارد ومحتمل بعدما أكدت كل الدراسات والإحصاءات أن غالب حالات عدوى كورونا إنما حدثت بالاقتراب الاجتماعي والتلامس واللقاءات الاجتماعية ومع ذلك فإن من الإنصاف التأكيد أن التزام المواطنين بالتعليمات والتوجيهات الصحية وأولها التباعد الاجتماعي وإرجاء المناسبات إلى إشعار آخر وهو أمر سيسهم بلا شك في القضاء على الفايروس نهائيا.