«معركة خاسرة».. هكذا وصف الخبراء الحرب التي تخوضها الفلبين ضد وباء فايروس كورونا الجديد. فقد تخطى عدد الإصابات في هذه الجزر التي يعمرها أكثر من 90 مليون نسمة حاجز 100 ألف إصابة أمس الأول. وقال كبار أطباء وعلماء الفلبين إن لا حل أمام الرئيس رودريغو دوتيرتي سوى العودة إلى تطبيق الإغلاق الكامل على العاصمة مانيلا. وتعد الفلبين الدولة الثانية الأكثر تضرراً من وباء كوفيد-19 في منطقة جنوب شرق آسيا، بعد إندونيسيا. وأعلنت وزارة الصحة الفلبينية الإثنين 5032 إصابة جديدة، قفزت بالعدد الكلي للمصابين إلى 103185 شخصاً. وبذلك يتجاوز عدد المصابين في الفلبين نظيره في الصين، التي انطلق منها فايروس كورونا الجديد نهاية 2019. وكان الرئيس دوتيرتي عمد إلى تخفيف تدابير الإغلاق في 1 يونيو الماضي، خصوصاً في العاصمة مانيلا التي يعمرها أكثر من 12 مليوناً. واتخذ قرار التخفيف في ضوء نتائج الربع الأول من 2020، التي أظهرت انكماش اقتصاد الفلبين للمرة الأولى منذ عقود. وخلال أقل من 4 أسابيع بعد تخفيف الإغلاق سجلت البلاد أكثر من 50 ألف إصابة. وبدأت المستشفيات في مانيلا تجأر بالشكوى من استنفادها طاقاتها الاستيعابية، جراء التفشي الوبائي. وقال أكثر من 100 عالم وطبيب فلبيني، في مؤتمر صحفي السبت الماضي، إن المنظومة الصحية الفلبينية ماضية صوب الانهيار، خصوصاً أن عدداً متزايداً من الكوادر الصحية أصيبوا بالفايروس. كما أن كثيرين منهم استقالوا تحت وطأة الذعر من التفشي الوبائي. ورأوا أن على الرئيس دوتيرتي أن يغلق العاصمة بالكامل حتى 15 الجاري، ليمنح الكوادر الصحية فرصة لالتقاط أنفاسهم، وللحكومة لتعيد تعديل استراتيجياتها لمواجهة الهجمة الوبائية الماضية بلا هوادة. وحذر العلماء الفلبينيون من أن استعجال إزالة تدابير الإغلاق أعطى السكان شعوراً زائفاً بأن الوضع الوبائي أضحى أفضل،. وتكهنوا- في رسالة إلى الرئيس الفلبيني- بأن الوضع الوبائي الفلبيني سيكون أسوأ من نظيره في الولايات المتحدة. وقالوا إن التزايد المتواصل في عدم الانصياع للإرشادات الوبائية سيدفع مانيلا لتصبح «نيويورك جديدةً»، «حيث يموت مرضى كوفيد-19 في منازلهم، أو على النقالات، لأنهم لا يجدون أسرّة شاغرة». ويتهم الخبراء حكومة دوتيرتي بالإخفاق في توفير أجهزة الفحص اللازمة لاحتواء أي بؤر تفش محتمل، خصوصاً خلال فترة إغلاق مانيلا في منتصف مارس الماضي.