قصص وحكايات لأطفال
تعطلت لغتهم في الحياة
أصبح التعامل معهم بالإشارة
أمنياتهم لا ساحل لها ولا قرار
حلم أكبر ومرتجى لكل إنسان
لتحقيق أمل تعلقت به القلوب
آباء وأمهات حرموا من سماع مناغاة أطفالهم
إذ ولدوا لا يسمعون ولا يتكلمون
آباء لم يستسلموا ولم يركنوا للقادم
لبسوا ثوب الأمل في انتظار لحظة تاريخية
لسماع كلمتين غاليتين
بابا.. ماما
التفتوا يميناً ويساراً لتحقيق هذا المبتغى
بعد أن لاح في النور علم جديد
اسمه «زراعة القوقعة»
هبط كطوق نجاة لكثير من الأطفال وحتى الكبار
نقلهم من الإعاقة السمعية إلى الحياة الطبيعية
وأبعدت عنهم الخوف النفسي
وجعلتهم يمارسون يومياتهم بيسر وسهولة
وخففت العبء المادي عن الدولة
بعد أن توقفت لغة الإشارة وعادت حاسة السمع
التي معها غردت العصافير الصغيرة
وملأت البيت فرحاً وسعادة
وأعادت للكبير حياته المفقودة
لكن تلك الفرحة صاحبها
ألم غلاء أسعار الإكسسوارات
وحزن عدم القدرة على التأهيل
وهم البحث عن مقعد تعليم في مدرسة قريبة من البيت
حاسة السمع من أعظم نعم الله، ذكرت في 17 موضعاً في القرآن الكريم، اقترنت بالبصر (قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم) و(قل هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار والافئدة قليلاً)، فالإنسان يميز الصوت من جهاته الست عكس العين لا ترى إلا عندما تكون مبصرة، ولهذا بإمكان الجنين في أسبوعه الـ 26 قبل ولادته أن يسمع صوت أمه.
وفي دراسة محلية أجراها البروفسور سراج زقزوق والدكتور عبدالمنعم الشيخ رائد زراعة القوقعة في المملكة وشارك فيها نحو 9540 طفلاً سعودياً تحت عمر 15 سنة، أظهرت الدراسة أن نسبة الإصابة بالإعاقة السمعية بلغت 13%، وفقدان السمع الحسي العصبي 1.5 %، ونسبة من احتاجوا لزراعة القوقعة 0.7 %.
وأوضحت منظمة الصحة العالمية، أن 5% من سكان العالم يعانون من ضعف السمع منهم 34 مليون طفل وأنه بحلول 2050 سيعاني أكثر من 900 مليون شخص من فقدان السمع وأنه يمكن تجنبها بالتدابير الوقائية وأن العالم يتكبد سنوياً 750 مليار دولار ناجم عن حالات فقدان السمع غير المعالجة، وأن نسبة الإصابة السمعية في المملكة تقارب 4 كل 1000 من إجمالي عدد المواليد الذي تجاوز متوسطه 600 ألف مولود في السنوات من 2017-2019 منها نسبة 1 إلى 1000 يحتاج إلى زراعة قوقعة مما يعني أن بالمملكة ما يقارب 600 مريض سنوياً بحاجة إلى زراعة قوقعة.
آباء الصامتين يتكلمون!
استمعت «عكاظ» لمعاناة آباء حول القوقعة وصمم الصغار فيقول (ع،م): رزقت بطفل وفرحت كثيراً بمقدمه، ومع الأيام بدأت أمه تلاحظ أنه لا يسمع فنبهتني وطلبت منها الانتظار بضعة أشهر حتى يكبر ويميز. كبر طفلي لكن حلم سماع مناغاته أصبح معلقاً وهنا أدركت ان زوجتي كانت على حق. عرضته على طبيب مختص، وكانت المفاجأة «طفلك الذي بلغ العام والنصف ولد أصم» كتمت حزني وألبست طفلي السماعات العادية 3 أشهر، بعدها قرر الطبيب أن يدخل طفلي غرفة العمليات لزراعة القوقعة، وافقت حتى لا يفقد فرصة التأهيل للسمع.
ذات الحكاية حدثت لـ «سعيد» أب لطفلين ولد وبنت ولدا فاقدين للسمع والسبب زواجه من بنت عمه، وعلى الرغم من زراعة قوقعة للطفلين في أحد المستشفيات، وفرحته بسماع صوتهما غير أنه بات يشكو من عدم قدرته على توفير الإكسسوارات الضرورية للسماعات لارتفاع أسعارها. ومن جانبه يرى محسن أن زراعة القوقعة سهل وأن الأصعب هو توفير مصاريف التأهيل فالمراكز الخاصة تغالي في أسعارها، ومن وجدناه وتعاملنا معه، لا نستطيع الاستمرار معه. فالمستشفيات تهتم بالزراعة فيما تحتاج عيادات التأهيل إلى توسع. أما حسن وهو أب لطفل يوشك على الالتحاق بالمدرسة فيقول: منذ فترة وأنا أبحث عن مدرسة تستقبل طفلي زارع القوقعة العام القادم ووجدتها بعيدة عن مسكني وأنا في حيرة من أمري.
تدريس الأصم بمليوني ريال وعلاجه بـ 200 ألف
بعد رصد معاناة الآباء، استطلعت «عكاظ» آراء المختصين لمعرفة أسباب فقدان السمع.
مدير مركز الملك عبدالله التخصصي للأذن في المدينة الطبية بالجامعة، والمشرف على كرسي الأمير سلطان لأبحاث الإعاقة السمعية وزراعة السماعات الدكتور عبدالرحمن عبدالله حجر، أكد أن الإعاقة السمعية من أكثر الإعاقات الجسدية انتشاراً في العالم وهي ضعف الإعاقات البصرية، والمصاب بها يكلف الدولة مبالغ طائلة ولهذا استشعرت العديد من الدول ومن بينها دولتنا، لأهمية زراعة جهاز بديل عن السمع الطبيعي يسمع من خلاله الأصوات وبعدها يتكلم، تتمثل في زراعة القوقعة.
فالدراسات التي أجريت على الطلاب فاقدي السمع بينت أن الأصم الواحد يكلف الدولة منذ التحاقه حتى تخرجه في الثانوية قرابة 2000000 ريال فيما زراعة «قوقعة» لا تكلف أكثر من 200000 ريال ولهذا اتخذت الدولة في 1439هـ قراراً يلزم المنشآت الصحية بالكشف على المواليد قبل خروجهم من المستشفيات بهدف التدخل العلاجي المبكر حتى يستفيد المجتمع من كل فرد، فكلما اكتشفت الحالات مبكراً سهل علاجها.
ويضيف حجر أن علاج ضعف أو فقدان السمع أصبح سهلاً وتمنى على بعض الأسر التخلي عن ثقافة السكوت حال شعورهم أن طفلهم لا يسمع وسرعة عرضه على الطبيب المختص فوراً وعدم الانتظار لحين بلوغ الطفل عمر الخامسة، وأن يتخلصوا أيضاً من «عيب استخدام طفلهم للسماعة»، فهذه الثقافة للأسف خطأ وتتسبب في تأخر علاج الطفل وتفقده فرصة الحصول على أمل جديد في الحياة بأن يسمع ويتكلم. وأعرب الدكتور حجر عن أمله في انتشار مراكز زراعة القوقعة بحيث يخصص لكل مليون نسمة مركز في ظل اهتمام الدولة الكبير بهذه الفئة وفي ظل توافر الكوادر المؤهلة.
التأهيل اللغوي يحدد فائدة الزرعة
استشاري جراحة الأذن والأعصاب السمعية وزراعة القوقعة، رئيس مركز زراعة القوقعة في حفر الباطن الدكتور أحمد الظفيري، أشار إلى أن إحدى الدراسات المحلية التي أجريت في 4 مناطق عام 2003، كشفت تقديرياً أن عدد الأطفال الذين يعانون من فقدان السمع (العصب الحسي الشديد) 46.800 طفل بما يعادل 0.72% من مجموع الأطفال بالمملكة. وعزا الظفيري، الذي افتتح مركزهم العام الماضي وأجرى حتى الآن 16 عملية قوقعة شهدت زراعة لأصغر طفل لم يتجاوز العام ولرجل في الستين من عمره، ارتفاع الإصابة بفقدان السمع إلى أسباب وراثية أو حدوث مضاعفات عند الولادة أو وجود أمراض معدية أو نتيجة استخدام عقاقير معينة أو التعرض للضوضاء المفرطة أو حدوث مضاعفات عند الولادة والتقدم في السن، موضحاً أن الوقاية من 60% من حالات فقدان السمع المكتسب تتم باتخاذ إجراءات الصحة العامة، مشددا على أهمية التأهيل اللغوي بعد الزراعة لأنها هي التي تحدد فعالية الزراعة وليس العملية نفسها.
تحذير للآباء والأمهات: لا تنسوا هذا التقرير
دقت استشارية السمعيات ورئيسة قسم السمعيات بمركز الملك عبدالله التخصصي للأذن ورئيسة الجمعية السعودية لأمراض السمع والتخاطب الدكتورة شذى صالح، ناقوس خطر زواج الأقارب وقالت: من أهم أسباب فقدان السمع زواج الأقارب حتى إن كان الأبوان سليمين، وبعدها يأتي حدوث بعض الالتهابات للأم أثناء حملها أو تناولها بعض الأدوية أو تعرضها لولادة متعثرة أو تعرض الجنين لنقص في الأكسجين أو الولادة ناقصي البلوغ أو نتيجة وضع المولود في الحضانات لفترات طويلة، لذلك من الضروري متابعة المواليد حتى الثالثة من عمرهم، وقبل أن يغادر المولود المستشفى على أبويه التأكد من أن مولودهما خضع لمسح شامل للسمع وأن يصرا في الحصول على التقرير.
وثيقة التأمين تغطي برنامج فحص السمع
ولأن الضمان الصحي طرف رئيسي في القضية في جانب متابعة المنشأة الصحية المخالفة والتي لا تتقيد بالفحص الشامل لسمع المواليد، كشف مصدر مسؤول فيها لـ«عكاظ» أن الوثيقة الموحدة للضمان الصحي التعاوني تغطي برنامج الفحص المبكر للإعاقة السمعية لجميع المواليد وتعتبر من المنافع الأساسية في وثيقة التأمين الصحي التي تغطيها شركات التأمين الصحي المؤهلة من المجلس الذي يتابع مدى التزام مقدمي الخدمة وشركات التأمين باللوائح والأنظمة التي يقرها بما يضمن حماية أطراف العلاقة التأمينية وفي حال عدم الالتزام ووجود مخالفات تتخذ الإجراءات بحق المخالفين.
أخصائي التخاطب عامل رئيسي بين المدرسة والأهل
مدير برنامج ماجستير علوم اضطرابات النطق واللغة بجامعة دار الحكمة الدكتور ياسر الصعبي، طالب الأهل بالاهتمام بمرحلة تأهيل أطفالهم بعد الزراعة، وذلك بإلحاقهم بمراكز وعيادات التأهيل، واصفاً دور المختص بالدور الكبير قبل وبعد زراعة القوقعة، «هو الذي يقدم النصح والإرشاد الوعي للمجتمع ويزودهم بوسائل الدعم ويدربهم على الاستراتيجيات المطلوبة ويعرفهم على جهاز القوقعة وأهميته وما هو مطلوب منهم ويهيئهم لمرحلة طويلة في التدريب تمتد إلى سنوات لاكتساب مهارات السمع والكلام وهو العامل المشترك مع المدرسين وأخصائيي اللغة بوضع الخطة التربوية الفردية للزارع وكيفية التواصل مع الأهل، واصفاً أن العمر الحقيقي للزارع يبدأ من اليوم الذي يستخدم فيها سماعات القوقعة حتى إن كان عمره قد تجاوز الثالثة أو الخامسة أو غيرهما من السنوات.
بيئتهم الطبيعية.. ألحقوهم بالمدارس العادية
ولا تتوقف مطالب المختصين في زراعة القوقعة عند هذا الحد، فالأكاديمية المتخصصة في التربية الخاصة، الدكتورة أروى أخضر، طالبت بضرورة إلحاق زارعي القوقعة بالمدارس العادية لأن إلحاقهم هي البيئة الطبيعية من الناحية التربوية والاجتماعية، وهذا ما أوصت به الدراسات في هذا الخصوص.
فيما طالبت أخصائية التخاطب لطيفة أبا عود، إلى التغلب على قلة عدد الأخصائيين في مدارس التعليم العام إلى تأهيل الأهل ودمج الأطفال مع الآخرين الأصحاء.
لا تنشغلوا عن أبنائكم .. ازرعوها لهم مبكراً
أوضح استشاري جراحة الأنف والأذن والحنجرة، استشاري جراحة أعصاب الأذن وزراعة القوقعة بمستشفى الملك فهد العام بجدة الدكتور أحمد الشهري، زراعة القوقعة من العمليات السهلة وقليلة المضاعفات وقد لا تذكر، موضحاً أن العملية الجراحية قد تستغرق بين 2- 4 ساعات بحسب سن الزارع يتم تركيب جهاز مغناطيس لاقط تحت الجلد يلتصق به جهاز خارجي وظيفته نقل الإشارة إلى الغرسة المزروعة وبدورها تنقل السمع إلى العصب السمعي ومن خلاله ينتقل إلى الدماغ فيحدث السمع، كاشفا أن الزراعة المنتجة تجرى بين الأشهر الستة والعام الواحد.
تجنبوا الأصوات المرتفعة واستريحوا من الضوضاء
حذرت هيئة الغذاء والدواء في يومها العالمي للسمع من مستوى الصوت وعدم وصوله خلال الاستماع إلى نسبة 100% والتقليل من التعرض للضوضاء والأصوات المرتفعة باتباع قاعدة 60:60، وركزت في تحذيرها على فئة الشباب وقالت: إن دراسة صادرة عن منظمة الصحة العالمية أشارت إلى أن 1.1 مليار شاب وشابة (بين 13- 35 عاماً) في العالم معرضون لفقدان السمع لممارساتهم غير الآمنة، وأن هذا الرقم يشكل 50% من تلك الفئة العمرية، ونصحت بأخذ استراحة من الاستماع بشكل دوري بين 15- 20 دقيقة، وعدم رفع الصوت في الأماكن ذات الضوضاء العالية وتجنب زيادة مستوى الصوت.
التعليم العام للمؤهلين طبياً
ولأن من هموم هذه القضية هي معاناة الآباء في عدم حصول بعض أبنائهم لفرصة إلحاق بالمدارس القريبة من منازلهم، طرحنا ذلك على وزارة التعليم وجاءت الإجابة على لسان وكيل وزارة التعليم للبرامج التعليمية الدكتورة مها السليمان التي قالت: التعامل مع زارعي القوقعة يتم حسب حالة الطالب ومدى تأهيله الطبي، فإذا كان تأهيله الطبي جيداً يتم دمجه ضمن طلاب التعليم العام، ويتلقى تعليمه أسوة بزملائه السامعين، أما إذا كان الطالب يحتاج لزيادة تأهيل فيلتحق ببرامج ضعاف السمع بشكل مؤقت لحين تحسن وضعه، وإلحاقه بالتعليم العام. موضحة أن التوسع في برامج ضعاف السمع يتم بطلب من إدارات التعليم، وباعتماد من الإدارة العامة للتخطيط المدرسي.
لا نغالي وأسعارنا عالمية ولأن الوقت قد حان في إغلاق هذه القضية رغم أفراحها وأحزانها وآلامها، كان لزاماً أن نطرق باب الشركات الطبية المتخصصة خاصة مع شكوى الآباء من مغالاة أسعار قطع الغيار، وطرحنا تلك الهموم فوق طاولة مدير إحدى الشركات الرائدة في مجال الإلكترونيات الطبية وأنظمة زراعة الأجهزة السمعية المهندس أيمن كمال، الذي رد قائلاً: لا توجد أية مبالغات في الأسعار، الأسعار عالمية ولا يمكن التلاعب فيها، وإيماناً منا بالدور المجتمعي ملتزمون في حال تعطل الجهاز اللاقط للسمع وإكسسواراته بتوفير قطع بديلة لحين الانتهاء من إصلاحها حتى إن كان وقت إصلاح القطعة لا يتجاوز الساعة أو الساعتين دون تحميل الزارع أية أعباء مالية للغيار، فخدماتنا لا تتوقف عند بيع جهاز القوقعة بل تمتد إلى التعاون مع المستشفيات والمراكز المتخصصة كالدعم الفني وتأهيل الزارعين من خلال كوادر مدربة ومؤهلة، منبها الأهالي إلى أهمية المحافظة على الغرسة وإكسسواراتها حتى لا تتعطل ويضطروا للشراء، موضحاً أن الغرسة المزروعة تبقى في الجسم مدى الحياة طالما بقيت سليمة وأن الذي يتغير هو الجهاز الخارجي فقط ويفضل تغييره كل 5 سنوات لمواكبة التطور في صناعة الأجهزة السمعية، مسجلاً إعجابه بخطوات وزارة الصحة السعودية في هذا المجال.
عكاظ تسأل : مامصير السماعات التالفة
البقية يجيب: نوفرها بعد إنتهاء الضمان
أخصائي السمعيات عضو مركز زراعة القوقعة الإلكترونية بمستشفى الملك فهد العام في جدة محمد البقية يقول: إنه منذ إنشاء مركز زراعة القوقعة بوزارة الصحة في 2018 والمركز يتولى تطوير الخدمات وزيادة الكفاءات والقوى العاملة من أطباء جراحيين وأخصائيين في السمعيات والتأهيل التخاطبي، وعلى مستوى التجهيزات يعمل على أفضل وأحدث التجهيزات في قسمي العمليات والعيادات الخارجية، كما يسعى لتوفير الزراعات المناسبة للمرضى ودعمهم بالمستلزمات الخاصة بالمعالج الصوتي للقوقعة لتكتمل عملية الزراعة بنجاح، ويقدم خدماته من خلال العمليات الجراحية والسماعات العظمية الظاهرة والمخفية تحت الجلد، والعظيمات السمعية، وكذلك برمجة السماعة الخاصة بالزراعة وجلسات التأهيل التخاطبي
وبفضل الله ثم بالدعم الذي شهده مركز مستشفى الملك فهد بجدة زرع حتى الآن قرابة 1000 قوقعة إلكترونية، و40 حالة زراعة عظمية ظاهرة ومخفية، وأصبح المعدل السنوي للطبيب الواحد بين 40-45 حالة، فيما بلغ معدل مراجعي البرمجة أسبوعيا بين 35-45 و 25-30 جلسة أسبوعيا لجلسات التأهيل التخاطبي. البقية أشار إلى أن المركز يقدم خدمات الدعم اللوجستي للزارعين كتوفير سماعات احتياطية بعد انتهاء فترة الضمان أو المدة الإفتراضية لها، وتوفير مستلزمات القوقعة التي يستوجب توفرها ليعمل الجهاز بشكل جيد كالأسلاك الموصلة والبطاريات وغيرها من اللوازم، كما يتم توفير أجهزة FM المساعدة في برنامج جلسات التأهيل التخاطبي وفي الفصول الدراسية للطلاب وفي الأماكن العامة؛ إذ تعمل الأجهزة على تصفية الصوت ونقله بشكل واضح للمستخدم، واصفا زراعة القوقعة بأنها مشروع عظيم، تنقل الشخص الأصم من عالم الصمت والسكون إلى عالم السامعين والناطقين.
تعطلت لغتهم في الحياة
أصبح التعامل معهم بالإشارة
أمنياتهم لا ساحل لها ولا قرار
حلم أكبر ومرتجى لكل إنسان
لتحقيق أمل تعلقت به القلوب
آباء وأمهات حرموا من سماع مناغاة أطفالهم
إذ ولدوا لا يسمعون ولا يتكلمون
آباء لم يستسلموا ولم يركنوا للقادم
لبسوا ثوب الأمل في انتظار لحظة تاريخية
لسماع كلمتين غاليتين
بابا.. ماما
التفتوا يميناً ويساراً لتحقيق هذا المبتغى
بعد أن لاح في النور علم جديد
اسمه «زراعة القوقعة»
هبط كطوق نجاة لكثير من الأطفال وحتى الكبار
نقلهم من الإعاقة السمعية إلى الحياة الطبيعية
وأبعدت عنهم الخوف النفسي
وجعلتهم يمارسون يومياتهم بيسر وسهولة
وخففت العبء المادي عن الدولة
بعد أن توقفت لغة الإشارة وعادت حاسة السمع
التي معها غردت العصافير الصغيرة
وملأت البيت فرحاً وسعادة
وأعادت للكبير حياته المفقودة
لكن تلك الفرحة صاحبها
ألم غلاء أسعار الإكسسوارات
وحزن عدم القدرة على التأهيل
وهم البحث عن مقعد تعليم في مدرسة قريبة من البيت
حاسة السمع من أعظم نعم الله، ذكرت في 17 موضعاً في القرآن الكريم، اقترنت بالبصر (قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم) و(قل هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار والافئدة قليلاً)، فالإنسان يميز الصوت من جهاته الست عكس العين لا ترى إلا عندما تكون مبصرة، ولهذا بإمكان الجنين في أسبوعه الـ 26 قبل ولادته أن يسمع صوت أمه.
وفي دراسة محلية أجراها البروفسور سراج زقزوق والدكتور عبدالمنعم الشيخ رائد زراعة القوقعة في المملكة وشارك فيها نحو 9540 طفلاً سعودياً تحت عمر 15 سنة، أظهرت الدراسة أن نسبة الإصابة بالإعاقة السمعية بلغت 13%، وفقدان السمع الحسي العصبي 1.5 %، ونسبة من احتاجوا لزراعة القوقعة 0.7 %.
وأوضحت منظمة الصحة العالمية، أن 5% من سكان العالم يعانون من ضعف السمع منهم 34 مليون طفل وأنه بحلول 2050 سيعاني أكثر من 900 مليون شخص من فقدان السمع وأنه يمكن تجنبها بالتدابير الوقائية وأن العالم يتكبد سنوياً 750 مليار دولار ناجم عن حالات فقدان السمع غير المعالجة، وأن نسبة الإصابة السمعية في المملكة تقارب 4 كل 1000 من إجمالي عدد المواليد الذي تجاوز متوسطه 600 ألف مولود في السنوات من 2017-2019 منها نسبة 1 إلى 1000 يحتاج إلى زراعة قوقعة مما يعني أن بالمملكة ما يقارب 600 مريض سنوياً بحاجة إلى زراعة قوقعة.
آباء الصامتين يتكلمون!
استمعت «عكاظ» لمعاناة آباء حول القوقعة وصمم الصغار فيقول (ع،م): رزقت بطفل وفرحت كثيراً بمقدمه، ومع الأيام بدأت أمه تلاحظ أنه لا يسمع فنبهتني وطلبت منها الانتظار بضعة أشهر حتى يكبر ويميز. كبر طفلي لكن حلم سماع مناغاته أصبح معلقاً وهنا أدركت ان زوجتي كانت على حق. عرضته على طبيب مختص، وكانت المفاجأة «طفلك الذي بلغ العام والنصف ولد أصم» كتمت حزني وألبست طفلي السماعات العادية 3 أشهر، بعدها قرر الطبيب أن يدخل طفلي غرفة العمليات لزراعة القوقعة، وافقت حتى لا يفقد فرصة التأهيل للسمع.
ذات الحكاية حدثت لـ «سعيد» أب لطفلين ولد وبنت ولدا فاقدين للسمع والسبب زواجه من بنت عمه، وعلى الرغم من زراعة قوقعة للطفلين في أحد المستشفيات، وفرحته بسماع صوتهما غير أنه بات يشكو من عدم قدرته على توفير الإكسسوارات الضرورية للسماعات لارتفاع أسعارها. ومن جانبه يرى محسن أن زراعة القوقعة سهل وأن الأصعب هو توفير مصاريف التأهيل فالمراكز الخاصة تغالي في أسعارها، ومن وجدناه وتعاملنا معه، لا نستطيع الاستمرار معه. فالمستشفيات تهتم بالزراعة فيما تحتاج عيادات التأهيل إلى توسع. أما حسن وهو أب لطفل يوشك على الالتحاق بالمدرسة فيقول: منذ فترة وأنا أبحث عن مدرسة تستقبل طفلي زارع القوقعة العام القادم ووجدتها بعيدة عن مسكني وأنا في حيرة من أمري.
تدريس الأصم بمليوني ريال وعلاجه بـ 200 ألف
بعد رصد معاناة الآباء، استطلعت «عكاظ» آراء المختصين لمعرفة أسباب فقدان السمع.
مدير مركز الملك عبدالله التخصصي للأذن في المدينة الطبية بالجامعة، والمشرف على كرسي الأمير سلطان لأبحاث الإعاقة السمعية وزراعة السماعات الدكتور عبدالرحمن عبدالله حجر، أكد أن الإعاقة السمعية من أكثر الإعاقات الجسدية انتشاراً في العالم وهي ضعف الإعاقات البصرية، والمصاب بها يكلف الدولة مبالغ طائلة ولهذا استشعرت العديد من الدول ومن بينها دولتنا، لأهمية زراعة جهاز بديل عن السمع الطبيعي يسمع من خلاله الأصوات وبعدها يتكلم، تتمثل في زراعة القوقعة.
فالدراسات التي أجريت على الطلاب فاقدي السمع بينت أن الأصم الواحد يكلف الدولة منذ التحاقه حتى تخرجه في الثانوية قرابة 2000000 ريال فيما زراعة «قوقعة» لا تكلف أكثر من 200000 ريال ولهذا اتخذت الدولة في 1439هـ قراراً يلزم المنشآت الصحية بالكشف على المواليد قبل خروجهم من المستشفيات بهدف التدخل العلاجي المبكر حتى يستفيد المجتمع من كل فرد، فكلما اكتشفت الحالات مبكراً سهل علاجها.
ويضيف حجر أن علاج ضعف أو فقدان السمع أصبح سهلاً وتمنى على بعض الأسر التخلي عن ثقافة السكوت حال شعورهم أن طفلهم لا يسمع وسرعة عرضه على الطبيب المختص فوراً وعدم الانتظار لحين بلوغ الطفل عمر الخامسة، وأن يتخلصوا أيضاً من «عيب استخدام طفلهم للسماعة»، فهذه الثقافة للأسف خطأ وتتسبب في تأخر علاج الطفل وتفقده فرصة الحصول على أمل جديد في الحياة بأن يسمع ويتكلم. وأعرب الدكتور حجر عن أمله في انتشار مراكز زراعة القوقعة بحيث يخصص لكل مليون نسمة مركز في ظل اهتمام الدولة الكبير بهذه الفئة وفي ظل توافر الكوادر المؤهلة.
التأهيل اللغوي يحدد فائدة الزرعة
استشاري جراحة الأذن والأعصاب السمعية وزراعة القوقعة، رئيس مركز زراعة القوقعة في حفر الباطن الدكتور أحمد الظفيري، أشار إلى أن إحدى الدراسات المحلية التي أجريت في 4 مناطق عام 2003، كشفت تقديرياً أن عدد الأطفال الذين يعانون من فقدان السمع (العصب الحسي الشديد) 46.800 طفل بما يعادل 0.72% من مجموع الأطفال بالمملكة. وعزا الظفيري، الذي افتتح مركزهم العام الماضي وأجرى حتى الآن 16 عملية قوقعة شهدت زراعة لأصغر طفل لم يتجاوز العام ولرجل في الستين من عمره، ارتفاع الإصابة بفقدان السمع إلى أسباب وراثية أو حدوث مضاعفات عند الولادة أو وجود أمراض معدية أو نتيجة استخدام عقاقير معينة أو التعرض للضوضاء المفرطة أو حدوث مضاعفات عند الولادة والتقدم في السن، موضحاً أن الوقاية من 60% من حالات فقدان السمع المكتسب تتم باتخاذ إجراءات الصحة العامة، مشددا على أهمية التأهيل اللغوي بعد الزراعة لأنها هي التي تحدد فعالية الزراعة وليس العملية نفسها.
تحذير للآباء والأمهات: لا تنسوا هذا التقرير
دقت استشارية السمعيات ورئيسة قسم السمعيات بمركز الملك عبدالله التخصصي للأذن ورئيسة الجمعية السعودية لأمراض السمع والتخاطب الدكتورة شذى صالح، ناقوس خطر زواج الأقارب وقالت: من أهم أسباب فقدان السمع زواج الأقارب حتى إن كان الأبوان سليمين، وبعدها يأتي حدوث بعض الالتهابات للأم أثناء حملها أو تناولها بعض الأدوية أو تعرضها لولادة متعثرة أو تعرض الجنين لنقص في الأكسجين أو الولادة ناقصي البلوغ أو نتيجة وضع المولود في الحضانات لفترات طويلة، لذلك من الضروري متابعة المواليد حتى الثالثة من عمرهم، وقبل أن يغادر المولود المستشفى على أبويه التأكد من أن مولودهما خضع لمسح شامل للسمع وأن يصرا في الحصول على التقرير.
وثيقة التأمين تغطي برنامج فحص السمع
ولأن الضمان الصحي طرف رئيسي في القضية في جانب متابعة المنشأة الصحية المخالفة والتي لا تتقيد بالفحص الشامل لسمع المواليد، كشف مصدر مسؤول فيها لـ«عكاظ» أن الوثيقة الموحدة للضمان الصحي التعاوني تغطي برنامج الفحص المبكر للإعاقة السمعية لجميع المواليد وتعتبر من المنافع الأساسية في وثيقة التأمين الصحي التي تغطيها شركات التأمين الصحي المؤهلة من المجلس الذي يتابع مدى التزام مقدمي الخدمة وشركات التأمين باللوائح والأنظمة التي يقرها بما يضمن حماية أطراف العلاقة التأمينية وفي حال عدم الالتزام ووجود مخالفات تتخذ الإجراءات بحق المخالفين.
أخصائي التخاطب عامل رئيسي بين المدرسة والأهل
مدير برنامج ماجستير علوم اضطرابات النطق واللغة بجامعة دار الحكمة الدكتور ياسر الصعبي، طالب الأهل بالاهتمام بمرحلة تأهيل أطفالهم بعد الزراعة، وذلك بإلحاقهم بمراكز وعيادات التأهيل، واصفاً دور المختص بالدور الكبير قبل وبعد زراعة القوقعة، «هو الذي يقدم النصح والإرشاد الوعي للمجتمع ويزودهم بوسائل الدعم ويدربهم على الاستراتيجيات المطلوبة ويعرفهم على جهاز القوقعة وأهميته وما هو مطلوب منهم ويهيئهم لمرحلة طويلة في التدريب تمتد إلى سنوات لاكتساب مهارات السمع والكلام وهو العامل المشترك مع المدرسين وأخصائيي اللغة بوضع الخطة التربوية الفردية للزارع وكيفية التواصل مع الأهل، واصفاً أن العمر الحقيقي للزارع يبدأ من اليوم الذي يستخدم فيها سماعات القوقعة حتى إن كان عمره قد تجاوز الثالثة أو الخامسة أو غيرهما من السنوات.
بيئتهم الطبيعية.. ألحقوهم بالمدارس العادية
ولا تتوقف مطالب المختصين في زراعة القوقعة عند هذا الحد، فالأكاديمية المتخصصة في التربية الخاصة، الدكتورة أروى أخضر، طالبت بضرورة إلحاق زارعي القوقعة بالمدارس العادية لأن إلحاقهم هي البيئة الطبيعية من الناحية التربوية والاجتماعية، وهذا ما أوصت به الدراسات في هذا الخصوص.
فيما طالبت أخصائية التخاطب لطيفة أبا عود، إلى التغلب على قلة عدد الأخصائيين في مدارس التعليم العام إلى تأهيل الأهل ودمج الأطفال مع الآخرين الأصحاء.
لا تنشغلوا عن أبنائكم .. ازرعوها لهم مبكراً
أوضح استشاري جراحة الأنف والأذن والحنجرة، استشاري جراحة أعصاب الأذن وزراعة القوقعة بمستشفى الملك فهد العام بجدة الدكتور أحمد الشهري، زراعة القوقعة من العمليات السهلة وقليلة المضاعفات وقد لا تذكر، موضحاً أن العملية الجراحية قد تستغرق بين 2- 4 ساعات بحسب سن الزارع يتم تركيب جهاز مغناطيس لاقط تحت الجلد يلتصق به جهاز خارجي وظيفته نقل الإشارة إلى الغرسة المزروعة وبدورها تنقل السمع إلى العصب السمعي ومن خلاله ينتقل إلى الدماغ فيحدث السمع، كاشفا أن الزراعة المنتجة تجرى بين الأشهر الستة والعام الواحد.
تجنبوا الأصوات المرتفعة واستريحوا من الضوضاء
حذرت هيئة الغذاء والدواء في يومها العالمي للسمع من مستوى الصوت وعدم وصوله خلال الاستماع إلى نسبة 100% والتقليل من التعرض للضوضاء والأصوات المرتفعة باتباع قاعدة 60:60، وركزت في تحذيرها على فئة الشباب وقالت: إن دراسة صادرة عن منظمة الصحة العالمية أشارت إلى أن 1.1 مليار شاب وشابة (بين 13- 35 عاماً) في العالم معرضون لفقدان السمع لممارساتهم غير الآمنة، وأن هذا الرقم يشكل 50% من تلك الفئة العمرية، ونصحت بأخذ استراحة من الاستماع بشكل دوري بين 15- 20 دقيقة، وعدم رفع الصوت في الأماكن ذات الضوضاء العالية وتجنب زيادة مستوى الصوت.
التعليم العام للمؤهلين طبياً
ولأن من هموم هذه القضية هي معاناة الآباء في عدم حصول بعض أبنائهم لفرصة إلحاق بالمدارس القريبة من منازلهم، طرحنا ذلك على وزارة التعليم وجاءت الإجابة على لسان وكيل وزارة التعليم للبرامج التعليمية الدكتورة مها السليمان التي قالت: التعامل مع زارعي القوقعة يتم حسب حالة الطالب ومدى تأهيله الطبي، فإذا كان تأهيله الطبي جيداً يتم دمجه ضمن طلاب التعليم العام، ويتلقى تعليمه أسوة بزملائه السامعين، أما إذا كان الطالب يحتاج لزيادة تأهيل فيلتحق ببرامج ضعاف السمع بشكل مؤقت لحين تحسن وضعه، وإلحاقه بالتعليم العام. موضحة أن التوسع في برامج ضعاف السمع يتم بطلب من إدارات التعليم، وباعتماد من الإدارة العامة للتخطيط المدرسي.
لا نغالي وأسعارنا عالمية ولأن الوقت قد حان في إغلاق هذه القضية رغم أفراحها وأحزانها وآلامها، كان لزاماً أن نطرق باب الشركات الطبية المتخصصة خاصة مع شكوى الآباء من مغالاة أسعار قطع الغيار، وطرحنا تلك الهموم فوق طاولة مدير إحدى الشركات الرائدة في مجال الإلكترونيات الطبية وأنظمة زراعة الأجهزة السمعية المهندس أيمن كمال، الذي رد قائلاً: لا توجد أية مبالغات في الأسعار، الأسعار عالمية ولا يمكن التلاعب فيها، وإيماناً منا بالدور المجتمعي ملتزمون في حال تعطل الجهاز اللاقط للسمع وإكسسواراته بتوفير قطع بديلة لحين الانتهاء من إصلاحها حتى إن كان وقت إصلاح القطعة لا يتجاوز الساعة أو الساعتين دون تحميل الزارع أية أعباء مالية للغيار، فخدماتنا لا تتوقف عند بيع جهاز القوقعة بل تمتد إلى التعاون مع المستشفيات والمراكز المتخصصة كالدعم الفني وتأهيل الزارعين من خلال كوادر مدربة ومؤهلة، منبها الأهالي إلى أهمية المحافظة على الغرسة وإكسسواراتها حتى لا تتعطل ويضطروا للشراء، موضحاً أن الغرسة المزروعة تبقى في الجسم مدى الحياة طالما بقيت سليمة وأن الذي يتغير هو الجهاز الخارجي فقط ويفضل تغييره كل 5 سنوات لمواكبة التطور في صناعة الأجهزة السمعية، مسجلاً إعجابه بخطوات وزارة الصحة السعودية في هذا المجال.
عكاظ تسأل : مامصير السماعات التالفة
البقية يجيب: نوفرها بعد إنتهاء الضمان
أخصائي السمعيات عضو مركز زراعة القوقعة الإلكترونية بمستشفى الملك فهد العام في جدة محمد البقية يقول: إنه منذ إنشاء مركز زراعة القوقعة بوزارة الصحة في 2018 والمركز يتولى تطوير الخدمات وزيادة الكفاءات والقوى العاملة من أطباء جراحيين وأخصائيين في السمعيات والتأهيل التخاطبي، وعلى مستوى التجهيزات يعمل على أفضل وأحدث التجهيزات في قسمي العمليات والعيادات الخارجية، كما يسعى لتوفير الزراعات المناسبة للمرضى ودعمهم بالمستلزمات الخاصة بالمعالج الصوتي للقوقعة لتكتمل عملية الزراعة بنجاح، ويقدم خدماته من خلال العمليات الجراحية والسماعات العظمية الظاهرة والمخفية تحت الجلد، والعظيمات السمعية، وكذلك برمجة السماعة الخاصة بالزراعة وجلسات التأهيل التخاطبي
وبفضل الله ثم بالدعم الذي شهده مركز مستشفى الملك فهد بجدة زرع حتى الآن قرابة 1000 قوقعة إلكترونية، و40 حالة زراعة عظمية ظاهرة ومخفية، وأصبح المعدل السنوي للطبيب الواحد بين 40-45 حالة، فيما بلغ معدل مراجعي البرمجة أسبوعيا بين 35-45 و 25-30 جلسة أسبوعيا لجلسات التأهيل التخاطبي. البقية أشار إلى أن المركز يقدم خدمات الدعم اللوجستي للزارعين كتوفير سماعات احتياطية بعد انتهاء فترة الضمان أو المدة الإفتراضية لها، وتوفير مستلزمات القوقعة التي يستوجب توفرها ليعمل الجهاز بشكل جيد كالأسلاك الموصلة والبطاريات وغيرها من اللوازم، كما يتم توفير أجهزة FM المساعدة في برنامج جلسات التأهيل التخاطبي وفي الفصول الدراسية للطلاب وفي الأماكن العامة؛ إذ تعمل الأجهزة على تصفية الصوت ونقله بشكل واضح للمستخدم، واصفا زراعة القوقعة بأنها مشروع عظيم، تنقل الشخص الأصم من عالم الصمت والسكون إلى عالم السامعين والناطقين.