فيما يحتفي العالم في نوفمبر كل عام باليوم العالمي للنباتيين، تعود مطالبات هذه الفئة للواجهة مجدداً في عدم توفر مطاعم متخصصة تلبي احتياجاتهم في توفير الأطعمة الخاصة بهم دون إدخال أي صنف من اللحوم أو مشتقاتها في قوائم الطعام، إذ لم تسجل عمليات الرصد التي أجرتها «عكاظ»، وجود مطاعم كافية متخصصة في توفير الأطعمة الخاصة بالنباتيين مع عدم إدخال أي صنف من اللحوم في «المانيو».
ويعرف النباتيون، بأنهم فئة من الناس تمتنع عن تناول اللحوم والأسماك والدجاج وجميع مشتقاتها لأسباب تخصهم، ويقع هؤلاء في حرج بالغ عند المناسبات الاجتماعية من أفراح وغيرها، إذ لا تتوفر في مثل هذه الموائد ما يحتاجه النباتيون من خضار، فضلاً عن أن المطاعم لا توفر غير اللحوم في المناسبات.
تقول الأخصائية الاجتماعية سوزان المشهدي: «أنا نباتية وسعيدة جداً بذلك، والسؤال هل توجد صعوبات في أن تكون نباتياً في مجتمعنا».
وتضيف: في رأيي الخاص، نعم توجد بعض الصعوبات التي تواجه النباتيين؛ منها على سبيل المثال عدم وجود قسم في مراكز التسوق والمطاعم ومواقع خاصة لهذه الفئة حتى نضمن أن كل ما يباع نستطيع تناوله دون الحاجة لقراءة المكونات، كما لا تتضمن السلع علامات توضيحية كاللون الأخضر لمن يطلق عليهم «النباتيون»، ومن الصعوبات التي تواجه النباتيين عدم وجود أقسام في (منيو) المطاعم وإذا وجد فهي غير مدروسة بشكل علمي وأحياناً خالية من المصداقية، فتجد مفردة (نباتي) والحقيقة غير ذلك.
البعد عن المضايقة.. واحترام الاختلاف
الإخصائية سوزان المشهدي تقول: «وقفت أخيراً على افتتاح مطاعم خاصة للنباتيين في بعض الدول الأوروبية، فأعداد النباتيين يتزايد اختيارياً من باب الاهتمام والحرص على الصحة بعد اكتشاف خطورة الاعتماد على اللحوم والمنتجات الحيوانية بشكل كبير، إذ أضحى البرغر والإستيك والدجاج من منتجات نباتية خالصة ولم تصل مثل هذه الوجبات إلينا حتى الآن». وعلى المستوى الشخصي تقول المشهدي: «لا تواجهني صعوبات إلا من الأشخاص الذين لا يحترمون اختلافي وليس معنى عدم قدرتي على تناول اللحوم وعدم قدرتي على رؤية ذبح الخراف، فالمطلوب -طبقاً للمشهدي- احترام الاختلاف، وأكثر ما يضايقني الاستهتار بمشاعري، والاستهتار من البعض كوني نباتية، والله تعالى خلق بدائل كثيرة لتعويض الجسم عن عدم تناول اللحوم والمنتجات الحيوانية.. الشيء الإيجابي أنني تخصصت حالياً في صنع الأكل النباتي من الكيك والآيس كريم والحلويات والأطعمة المختلفة ببدائل نباتية وأصبحت معروفة أو هي محاولة لتوفير طعام يرضي ويشبع ذائقة النباتيين أمثالي».
رشاقة .. ومستويات سكر أقل
استشاري طب الأسرة الدكتور أحمد عبدالمنعم السلاموني يقول: «انتشر نظام غذائي جديد يتبعه مَن يعرفون بـ(النباتيين) وهم أشخاص يكتفون بتناول النباتات والخضار دون اللحوم ومشتقاتها والأسماك والدجاج والبيض والحليب والألبان والأجبان وغيرها». وانتشر هذا النظام الغذائي بين الشباب والفتيات، ومن الناس من يعتبرونه نظاماً صحياً للحفاظ على صحتهم. ومنهم من يرى أنه نهج ونظام في تناول الغذاء مدى الحياة.
ويعرف النباتي أو (Vegetarian)، بأنه الشخص الذي يعيش حياته بنظام غذائي يعتمد على الحبوب والبقوليات والمكسرات والبذور والخضراوات والفواكه والفطر والمنتجات غير الحيوانية الأخرى، ولا يتناول النباتي المنتجات التي صنعت باستخدام مواد مأخوذة من الحيوانات؛ سواء حية كانت أو غير ذلك، ويوجد عدة أنواع من النباتيين أو مراحل من النباتية، تبدأ من أكثرهم التزاماً وصرامة ثم يقل تدريجياً.
وأوضح السلاموني، أن النباتيين الصارمين في غذائهم الذين لا يتناولون أياً من المنتجات الحيوانية، أكثر رشاقة وضغط الدم لديهم أقل، ومستويات الكولسترول والسكر لديهم أقل. وتكون على الأغلب وظائف القلب، ودرجة استجابة الشرايين، أفضل لديهم. وجملة القول -كما يرى السلاموني- إن الطعام الصحي يعني الأكل المتوازن أكثر من كونه يتعلق بوجبات نباتية أو غير نباتية.
أذكياء ويعمرون طويلاً
المستشارة الأسرية الدكتورة رونق صديق، ترى أن البحوث والدراسات تشير إلى أن اللياقة البدنية للأشخاص النباتيين تتعدى ضعف اللياقة البدنية لآكلي اللحوم، كما أظهرت الدراسات أن النباتيين يتميزون بالذكاء، ويعمرون طويلاً وأقل عرضة للإصابة بالأمراض، لكن من المتاعب التي قد يعانيها الأشخاص النباتيون هي صعوبة التنويع في الطعام، ولا شك أن الكميات الموصى بها لكلّ مجموعة غذائية يمكن أن تغطي جميع احتياجات الجسم من العناصر الغذائية عند اتباع نظام غذائي نباتي وذلك من خلال التنويع في الأطعمة المُستهلكة، وتناول الكميات المناسبة لتغطية احتياجات الجسم من السعرات الحرارية حسب العُمر، والجنس، ومستوى النشاط البدني.
السيدات أكثر طلبا للخضار
تقول سارة راجخان مديرة أحد المطاعم في جدة، إن هناك طلبات متزايدة على الوجبات النباتية تصل إلى نسبة 20 % لا سيما من السيدات وهن الأكثر طلبا للطعام النباتي، «يجب احترام ذائقة كل فئة من فئات المجتمع وتلبية متطلباتهم.. المطاعم تحتاج أن تأخذ في الحسبان الطلبات المتزايدة للأطعمة النباتية مع أهمية وجود مطاعم متخصصة للنباتيين أو وجود ركن خاص بهم في المطاعم الكبيرة».
أما الشيف منى خالد المتخصصة في صناعة الطعام للأسر المنتجة فتقول: إن هناك طلبات متزايدة باتت تأتي لمأكولات نباتية دون لحوم ودجاج وأسماك، كما يلاحظ أن السيدات يطلبن حلويات دون إدخال البيض والحليب والسمن في صناعتها.
كثرة «السين جيم».. تحرجنا !
في رصد أجرته «عكاظ»، مع عدد من النباتيين تبين أن أكثر مشاكلهم تتمثل في قلة وجود البدائل النباتية في المطاعم، وكثرة تعرضهم لانتقادات بسبب النظام النباتي لهم، فضلاً عن كثرة الأسئلة والتحقيق (سين جيم) وعشرات الأسئلة التي تلقى عليهم في دعوات المناسبات؛ مثل لماذا لا تأكل اللحم؟، (وليش) حارم نفسك من السمك؟ مروراً بالسؤال المتكرر: هل لديك حساسية من اللحوم؟ وليس انتهاء بطلب محاولة إقناع النباتي بتجربة التذوق لنوع من اللحوم مثلاً.
ويعاني نباتيون من الرجال والنساء من عدم توفر طعام بديل لهم في المناسبات التي يذهبون إليها، لا سيما (قاعات الزواج) ويكتفي كثير من النباتيين بتناول البقوليات والمقبلات في البوفيهات، ويرجع بعض النباتيين اختيارهم أن يكونوا كذلك ليس بسبب حساسية أو مرض بل لأنه أمر ذاتي اعتادوا عليه.
ويجمع نباتيون على أن الاكتفاء بتناول الأغذية النباتية دون اللحوم لا يضعف الإنسان بدنياً كما يعتقد البعض، ولفتوا إلى أنه فيما يخص الصحة العامة توجد دراسات متباينة؛ قسم منها يشير إلى أن النباتيين يتمتعون بصحة أفضل من آكلي اللحوم وقسم آخر يشير عكس ذلك. ولكن النباتيين يختلفون في تصنيفاتهم الفرعية، فمنهم من لا يرفض تناول البيض أو منتجات الحليب كلياً ومنهم من يرفض.
أشهرهم في التاريخ
تاريخياً، وبعيداً عن الفوارق، فإن النباتيين منتشرون عبر التاريخ الإنساني، فنجد من مشاهير النباتيين في الغرب القديم علماء مثل إقليدس، أحد عباقرة الرياضيات والفلسفة الإغريقية، والفيلسوف والرياضي الشهير فيثاغورس، ومن أعلام العرب الشاعر أبو العلاء المعري، والأديب ابن المقفع والطبيب الأندلسي ابن البيطار ومؤسس علم الجبر الخوارزمي. وفي العصر الحديث، تطول القائمة منها الرسام والمعماري ليوناردو دا فينشي، والمخترع توماس أديسون، وغيرهما من المشاهير.
ويعرف النباتيون، بأنهم فئة من الناس تمتنع عن تناول اللحوم والأسماك والدجاج وجميع مشتقاتها لأسباب تخصهم، ويقع هؤلاء في حرج بالغ عند المناسبات الاجتماعية من أفراح وغيرها، إذ لا تتوفر في مثل هذه الموائد ما يحتاجه النباتيون من خضار، فضلاً عن أن المطاعم لا توفر غير اللحوم في المناسبات.
تقول الأخصائية الاجتماعية سوزان المشهدي: «أنا نباتية وسعيدة جداً بذلك، والسؤال هل توجد صعوبات في أن تكون نباتياً في مجتمعنا».
وتضيف: في رأيي الخاص، نعم توجد بعض الصعوبات التي تواجه النباتيين؛ منها على سبيل المثال عدم وجود قسم في مراكز التسوق والمطاعم ومواقع خاصة لهذه الفئة حتى نضمن أن كل ما يباع نستطيع تناوله دون الحاجة لقراءة المكونات، كما لا تتضمن السلع علامات توضيحية كاللون الأخضر لمن يطلق عليهم «النباتيون»، ومن الصعوبات التي تواجه النباتيين عدم وجود أقسام في (منيو) المطاعم وإذا وجد فهي غير مدروسة بشكل علمي وأحياناً خالية من المصداقية، فتجد مفردة (نباتي) والحقيقة غير ذلك.
البعد عن المضايقة.. واحترام الاختلاف
الإخصائية سوزان المشهدي تقول: «وقفت أخيراً على افتتاح مطاعم خاصة للنباتيين في بعض الدول الأوروبية، فأعداد النباتيين يتزايد اختيارياً من باب الاهتمام والحرص على الصحة بعد اكتشاف خطورة الاعتماد على اللحوم والمنتجات الحيوانية بشكل كبير، إذ أضحى البرغر والإستيك والدجاج من منتجات نباتية خالصة ولم تصل مثل هذه الوجبات إلينا حتى الآن». وعلى المستوى الشخصي تقول المشهدي: «لا تواجهني صعوبات إلا من الأشخاص الذين لا يحترمون اختلافي وليس معنى عدم قدرتي على تناول اللحوم وعدم قدرتي على رؤية ذبح الخراف، فالمطلوب -طبقاً للمشهدي- احترام الاختلاف، وأكثر ما يضايقني الاستهتار بمشاعري، والاستهتار من البعض كوني نباتية، والله تعالى خلق بدائل كثيرة لتعويض الجسم عن عدم تناول اللحوم والمنتجات الحيوانية.. الشيء الإيجابي أنني تخصصت حالياً في صنع الأكل النباتي من الكيك والآيس كريم والحلويات والأطعمة المختلفة ببدائل نباتية وأصبحت معروفة أو هي محاولة لتوفير طعام يرضي ويشبع ذائقة النباتيين أمثالي».
رشاقة .. ومستويات سكر أقل
استشاري طب الأسرة الدكتور أحمد عبدالمنعم السلاموني يقول: «انتشر نظام غذائي جديد يتبعه مَن يعرفون بـ(النباتيين) وهم أشخاص يكتفون بتناول النباتات والخضار دون اللحوم ومشتقاتها والأسماك والدجاج والبيض والحليب والألبان والأجبان وغيرها». وانتشر هذا النظام الغذائي بين الشباب والفتيات، ومن الناس من يعتبرونه نظاماً صحياً للحفاظ على صحتهم. ومنهم من يرى أنه نهج ونظام في تناول الغذاء مدى الحياة.
ويعرف النباتي أو (Vegetarian)، بأنه الشخص الذي يعيش حياته بنظام غذائي يعتمد على الحبوب والبقوليات والمكسرات والبذور والخضراوات والفواكه والفطر والمنتجات غير الحيوانية الأخرى، ولا يتناول النباتي المنتجات التي صنعت باستخدام مواد مأخوذة من الحيوانات؛ سواء حية كانت أو غير ذلك، ويوجد عدة أنواع من النباتيين أو مراحل من النباتية، تبدأ من أكثرهم التزاماً وصرامة ثم يقل تدريجياً.
وأوضح السلاموني، أن النباتيين الصارمين في غذائهم الذين لا يتناولون أياً من المنتجات الحيوانية، أكثر رشاقة وضغط الدم لديهم أقل، ومستويات الكولسترول والسكر لديهم أقل. وتكون على الأغلب وظائف القلب، ودرجة استجابة الشرايين، أفضل لديهم. وجملة القول -كما يرى السلاموني- إن الطعام الصحي يعني الأكل المتوازن أكثر من كونه يتعلق بوجبات نباتية أو غير نباتية.
أذكياء ويعمرون طويلاً
المستشارة الأسرية الدكتورة رونق صديق، ترى أن البحوث والدراسات تشير إلى أن اللياقة البدنية للأشخاص النباتيين تتعدى ضعف اللياقة البدنية لآكلي اللحوم، كما أظهرت الدراسات أن النباتيين يتميزون بالذكاء، ويعمرون طويلاً وأقل عرضة للإصابة بالأمراض، لكن من المتاعب التي قد يعانيها الأشخاص النباتيون هي صعوبة التنويع في الطعام، ولا شك أن الكميات الموصى بها لكلّ مجموعة غذائية يمكن أن تغطي جميع احتياجات الجسم من العناصر الغذائية عند اتباع نظام غذائي نباتي وذلك من خلال التنويع في الأطعمة المُستهلكة، وتناول الكميات المناسبة لتغطية احتياجات الجسم من السعرات الحرارية حسب العُمر، والجنس، ومستوى النشاط البدني.
السيدات أكثر طلبا للخضار
تقول سارة راجخان مديرة أحد المطاعم في جدة، إن هناك طلبات متزايدة على الوجبات النباتية تصل إلى نسبة 20 % لا سيما من السيدات وهن الأكثر طلبا للطعام النباتي، «يجب احترام ذائقة كل فئة من فئات المجتمع وتلبية متطلباتهم.. المطاعم تحتاج أن تأخذ في الحسبان الطلبات المتزايدة للأطعمة النباتية مع أهمية وجود مطاعم متخصصة للنباتيين أو وجود ركن خاص بهم في المطاعم الكبيرة».
أما الشيف منى خالد المتخصصة في صناعة الطعام للأسر المنتجة فتقول: إن هناك طلبات متزايدة باتت تأتي لمأكولات نباتية دون لحوم ودجاج وأسماك، كما يلاحظ أن السيدات يطلبن حلويات دون إدخال البيض والحليب والسمن في صناعتها.
كثرة «السين جيم».. تحرجنا !
في رصد أجرته «عكاظ»، مع عدد من النباتيين تبين أن أكثر مشاكلهم تتمثل في قلة وجود البدائل النباتية في المطاعم، وكثرة تعرضهم لانتقادات بسبب النظام النباتي لهم، فضلاً عن كثرة الأسئلة والتحقيق (سين جيم) وعشرات الأسئلة التي تلقى عليهم في دعوات المناسبات؛ مثل لماذا لا تأكل اللحم؟، (وليش) حارم نفسك من السمك؟ مروراً بالسؤال المتكرر: هل لديك حساسية من اللحوم؟ وليس انتهاء بطلب محاولة إقناع النباتي بتجربة التذوق لنوع من اللحوم مثلاً.
ويعاني نباتيون من الرجال والنساء من عدم توفر طعام بديل لهم في المناسبات التي يذهبون إليها، لا سيما (قاعات الزواج) ويكتفي كثير من النباتيين بتناول البقوليات والمقبلات في البوفيهات، ويرجع بعض النباتيين اختيارهم أن يكونوا كذلك ليس بسبب حساسية أو مرض بل لأنه أمر ذاتي اعتادوا عليه.
ويجمع نباتيون على أن الاكتفاء بتناول الأغذية النباتية دون اللحوم لا يضعف الإنسان بدنياً كما يعتقد البعض، ولفتوا إلى أنه فيما يخص الصحة العامة توجد دراسات متباينة؛ قسم منها يشير إلى أن النباتيين يتمتعون بصحة أفضل من آكلي اللحوم وقسم آخر يشير عكس ذلك. ولكن النباتيين يختلفون في تصنيفاتهم الفرعية، فمنهم من لا يرفض تناول البيض أو منتجات الحليب كلياً ومنهم من يرفض.
أشهرهم في التاريخ
تاريخياً، وبعيداً عن الفوارق، فإن النباتيين منتشرون عبر التاريخ الإنساني، فنجد من مشاهير النباتيين في الغرب القديم علماء مثل إقليدس، أحد عباقرة الرياضيات والفلسفة الإغريقية، والفيلسوف والرياضي الشهير فيثاغورس، ومن أعلام العرب الشاعر أبو العلاء المعري، والأديب ابن المقفع والطبيب الأندلسي ابن البيطار ومؤسس علم الجبر الخوارزمي. وفي العصر الحديث، تطول القائمة منها الرسام والمعماري ليوناردو دا فينشي، والمخترع توماس أديسون، وغيرهما من المشاهير.