من يوصفون بـ«المشاهير»، يتقاطرون أفواجاً للوصول إلى مناطق بعيدة للتسويق والتشويق المستمر لمتابعيهم من الأسر، كل هدفهم أن يحققوا مستهدفاً لإعلاناتهم.. إنهم يسوقون للسياحة الخارجية بديلاً عن المحلية التي تنمو وتزدهر وتبدع كل يوم.
لا يتوقفون، لا يهدأون، يلهثون خلف من يدفع لهم من شركات السياحة للتسويق للخارج، ولا تجد البعض منهم بالقدر والجهد ذاته في تسويق الوجهات الداخلية.
ويرى عدد من الأسر أن ما يقوم بعض مشاهيرنا أثقل كاهل الكثيرين من متابعيهم نتيجة التأثير الإعلاني بالسفر نحو السياحة الخارجية.
وبحسب نواف العتيبي، فإن (المشاهير) لا يبيّنون ما تتميز به سياحتنا الداخلية عن الخارجية من مقوّمات كبيرة. أما عبدالعزيز السفياني فقال: «إن السياحة الداخلية شهدت قفزات هائلة في السنوات الماضية، وحققت أرقاماً يُشار لها».
وذكرت شهد الزهراني، أن المشاهير لا تعتريهم حمرة الخجل وهم يدعمون كل صغير وكبير في الوجهات الأجنبية.
وفي تصريح سابق كشف رئيس جمعية الإرشاد السياحي سطام البلوي لـ«عكاظ»، أن «أسعار السياحة الداخلية أرخص من أوروبا»، طبقاً لتجربتين له شخصياً قضاهما في الطائف وأبها خلال برنامج الصيف (صيفنا على جوّك) ورصد أسعار الوحدات السكنية والخدمات المقدمة وأنها في متناول الجميع، وهذه الأسعار أقل بأضعاف عن أوروبا مثلاً، منبّهاً إلى أن الحصول على تلك الأسعار يحتاج إلى أن يهتم الزائر أولاً بالتخطيط المسبق لرحلاته السياحية نظراً لاعتماد الفنادق ومقدمي الخدمات على الحجوزات المسبقة، وهذا دأب كثير من شركات الخدمات كحجوزات الطيران وغيرها، ولفت إلى أنهم في الجمعية يتلقون اتصالات مباشرة وبشكل يومي من شركات سياحية عالمية لمعرفة أبرز الوجهات والخدمات والبرامج التي ستُقدّم، وهذه الشركات من دول كبرى كأمريكا وبريطانيا وروسيا وألمانيا، لافتاً إلى أن القطاع السياحي في المملكة يشهد نموّاً كبيراً، وساهمت وزارة السياحة والهيئة السعودية للسياحة في تسويق الوجهات المتعددة بشكل لافت ساهم في مضاعفة مشاركات القطاع الخاص.
9 وسائل للحدّ من نشاط المروجين للخارج
مختصون في السياحة أكدوا لـ«عكاظ» ضرورة معالجة سلوك من يُطلق عليهم (المشاهير) من خلال بعض الخطوات التي ستحد من تأثيرهم. وكشفت الجمعية السعودية للسياحة، أنه يمكن القضاء على ظاهرة تسويق بعض المشاهير السعوديين للسياحة في بلدان خارجية، فبحسب نائب الجمعية الدكتور محمد عبدالله العامر، يمكن الحد من ذلك عبر اتباع طرق عدة؛ أولها التعريف بأهمية السياحة في السعودية اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وسياسياً. ثانياً رفع الوعي السياحي لدى هؤلاء الأشخاص وتعريفهم بالوجهات السياحية في الداخل. ثم تعريفهم، ثالثاً، بحجم الوظائف والدخل الذي تحققه السياحة ومدى فائدتها للفرد والمجتمع، وتعزيز روح الانتماء للوطن والفخر والاعتزاز به وبمقدراته. رابعاً: إن ما يقومون به يعتبر منافياً لما سبق.
ومن الطرق الخامسة؛ بإبراز أهمية التسويق للسياحة في السعودية، وهذا من باب المسؤولية الاجتماعية خصوصاً لدى المؤثرين في أوساطهم. وسادساً: إدراج مقررات في التعليم العام والجامعات حول السياحة من أجل التثقيف بالسياحة وأهميتها الاقتصادية والثقافية والتعريف بالموارد الضخمة الموجودة في بلادنا. وسابعاً: سنّ الأنظمة والقوانين التي تحد من الإساءة إلى السياحة في المملكة. ثامناً: تشجيع وتحفيز السياحة الداخلية وتقديم العروض خصوصاً في أوقات الإجازات التي يكثر فيها السفر للخارج. تاسعاً: توفير الأماكن الجاذبة بقدر الإمكان وبجودة أعلى، بحيث يتم الحد من السفر خارجاً وبالتالي الحد من هذا السلوك.
واضاف العامر: إن السعودية تطمح أن تكون ضمن الدول الـ10 الأفضل سياحياً خلال هذا العام والوصول إلى 110 ملايين زائر، إضافة إلى الأهداف السياحية الأخرى الطموحة، لذلك ينبغي على كل مواطن أن يكون جزءاً من ذلك ويساهم في دعم بلاده لتحقيق أهدافها وطموحاتها وتطلعاتها.
قفزات غير مسبوقة للسياحة الداخلية
نائب رئيس الجمعية السعودية للسياحة الدكتور محمد العامر، أكد أن السعودية حققت قفزة كبيرة في مؤشر تطويرالسفر والسياحة العالمي، إذ ارتفع تصنيفها تسعة مراكز، من المركز 50 إلى المركز41 بارتفاع 5.7%، وهذا الارتفاع كبير؛ إذ تُصنف من أعلى الدول في المنطقة ارتفاعاً في مؤشر تطوير السفر والسياحة. ويركز مؤشر تطوير السفر والسياحة العالمي على خمسة محاور رئيسية؛ وهي: البيئة الداعمة، وسياسة السياحة والسفر والظروف التمكينية، والبنية التحتية والخدمات، والموارد الطبيعية والثقافية، واستدامة السياحة والسفر، ويتفرع من هذه المحاور الخمسة محاور فرعية أخرى، من أبرزها وفقاً للتقرير؛ الأمن والسلامة، وجاهزية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والبنية التحتية للنقل الجوي، وقوة الاستثمار وبيئة الأعمال، والصحة والنظافة، واستدامة الطلب على السياحة والسفر، والموارد البشرية وسوق العمل. وهذه أبرز العوامل التي ساعدت في تقدم المملكة العربية السعودية في هذا المؤشر؛ الذي أشار إلى حاجة المملكة إلى مزيد من الجهد والتطوير والاستثمار في الموارد الطبيعية والموارد الثقافية والموارد غير الترفيهية.
4 أشهر و7 وجهات
يضيف نائب رئيس الجمعية السعودية للسياحة الدكتور محمد العامر: من الأمور الرئيسية التي ينبغي التركيز عليها لمضاعفة مؤشرات النمو في قطاع الضيافة مضاعفة أعداد الغرف الفندقية وتنوع الوحدات السكنية ومرافق الإيواء. ومن المستهدفات مضاعفة عدد الغرف الفندقية، هذه المستهدفات تحتاج إلى المزيد من الاستثمار وضخ مئات الملايين في هذا القطاع من أجل النمو وتحقيق المستهدفات. وفي ما يتعلق بقطاع النقل فقد حققت المملكة تقدماً رائعاً في مجال النقل الجوي، ولكن تفتقر بعض الوجهات السياحية إلى وسائل النقل العام. ومن أبرز الوجهات السياحية منطقة عسير ومنطقة الباحة ومدينة جدة.
وأضاف العامر: في ما يتعلق بالوجهات التاريخية والثقافية فقد أشار تقرير السفر والسياحة العالمي، إلى حاجة المملكة إلى استغلال الموارد الثقافية والطبيعية والتاريخية والموارد غير الترفيهية. خاصة أن المملكة تزخر بموارد ثقافية وتاريخية ضخمة يمكن استغلالها الاستغلال الأمثل لتحقيق الاستدامة وأعلى العوائد السياحية وجذب أكبر عدد من السياح من خلال تلبية احتياجاتهم المختلفة وتحقيق التكامل السياحي.
مشيرا إلى أن برنامج صيف السعودية الحالي 2024م، يمتد لمدة تتجاوز أربعة أشهر، ويضم سبع وجهات سياحية متنوعة تلبي جميع احتياجات السياح باختلاف شرائحهم وأهدافهم، إذ ضمت الوجهات جدة والرياض والباحة وعسير والطائف والعلا والبحر الأحمر. وتنوعت هذه الوجهات ما بين وجهات باردة ووجهات دافئة ووجهات ساحلية ووجهات فاخرة، أيضاً ضم البرنامج أكثر من 550 منتجاً سياحياً وأكثر من 150 عرضاً خاصاً لمختلف الفئات من العائلات والأطفال والشباب، ويصاحب برنامج الصيف السعودية إطلاق موسمين هما «موسم جدة» و«موسم عسير».
تأثير الناتج المحلي
ويشير أستاذ الإدارة والأعمال بجامعة الطائف الدكتور جمعان الزهراني، إلى أن مشاهير قنوات التواصل الاجتماعي يلعبون دوراً بارزاً في التأثير على قرارات المتابعين وخصوصاً في مجال الدعاية للوجهات السياحية المختلفة، وقد أدى ذلك إلى ظهور وجهات سياحية خارجية جديدة لم تكن معروفة لدى البعض، إلا أن قنوات التواصل الاجتماعي ومشاهيرها أسهموا في إبراز هذه الوجهات السياحية. ونلاحظ مدى تأثير المشاهير على قرارات الأسر والأفراد التي تتعلق بالسياحة، وقد تصل نسبة التأثير إلى 50%.
مضيفاً: أنه من جانب اقتصادي تؤدي الدعاية للسياحة في الخارج إلى فقدان الناتج المحلي جزءاً مهماً من مصادره، وهذا بدوره يؤثر على الحركة الاقتصادية والتجارية داخلياً. وأعتقد في هذا الجانب أنه يقع على عاتق الوجهات السياحية الداخلية أن تنافس على جذب السائح من خلال تطوير وتنمية السياحة الداخلية وتوفير البنية التحتية اللازمة، واستقطاب المشاهير للإعلان والدعاية عن المواقع والأماكن السياحية الداخلية.
فالتنافس في مجال السياحة بين الدول أصبح شديداً ومؤثراً على اقتصاديات الدول، لذلك يجب أن تكون هناك خطط عملية وواقعية نحو الاستمرار بتنمية المناطق السياحية الداخلية الحالية، وإيجاد فرص سياحية جديدة لخلق ميز تنافسية تجذب السياح وإبراز هذه الوجهات للسائح من خلال وسائل الدعاية والإعلان.
رسائل مضادة
ولأن للإعلام دوراً حيوياً في دعم رؤى وتوجهات مؤسسات المجتمع لتقديم خدماتها وإبراز آخر المستجدات ونشر الرسائل التوعوية والتثقيفية وفقاً لمجال المؤسسة؛ أشار المحاضر بقسم الإعلام بجامعة الطائف ناهس العضياني، إلى أنه مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي أصبح من الضروري على وزارة السياحة أو الهيئة السعودية للسياحة أن تدعم السياحة الداخلية وتقدم الرسائل والحملات الإعلامية الموسمية على مختلف مناطق المملكة للترويج للسياحة الداخلية وإبراز الأماكن التاريخية والأثرية، ففي المقابل يأتي إعلام من يطلق عليهم المشاهير أو المؤثرون يبثون الرسائل المغايرة، ويروجون لمواقع سياحية خارجية مدعومة من شركات بحثاً عن المال، لذا يجب على القائمين على هذه الوسائل تبني رؤى وتوجهات المؤسسات الحكومية، والمأمول من هيئة تنظيم الإعلام أن تسن قوانين تحاسب من يتبنى الرسائل المخالفة.
فالمؤسسات الحكومية -كما هو معلوم- تضع إستراتيجيات بناءً على الموقف الاتصالي للوصول إلى الجماهير، ومن هذه الإستراتيجيات الإعلام بإخبار المجتمع بكل ما هو جديد، أو الإقناع بتعزيز موقف، أو بناء الإجماع حول موضوع خدمي للمجتمع.
رحلات مجانية
ويختتم المرشد السياحي أحمد الجعيد، قائلاً: إن التسويق الإلكتروني ساهم بشكل كبير في تنشيط السياحة حول العالم؛ ومنها ترويج الوجهات السياحية من خلال المدونين ومشاهير التواصل الاجتماعي، إذ تدعم الهيئات والجهات المشرفة على السياحة في الدول جهود التوثيق ونشر مقاطع الفيديو والصور المميزة للتسويق من أجل زيادة الزوار وارتفاع الدخل من هذا القطاع، لذلك من الضروري الاستفادة من هؤلاء في تسخيرهم للمشاركة في ترويج السياحة الداخلية مع أهمية تحسين جودة السياحة الداخلية والترويج لها بشكل جاذب وتنظيم رحلات بأسعار في متناول الجميع.
لا يتوقفون، لا يهدأون، يلهثون خلف من يدفع لهم من شركات السياحة للتسويق للخارج، ولا تجد البعض منهم بالقدر والجهد ذاته في تسويق الوجهات الداخلية.
ويرى عدد من الأسر أن ما يقوم بعض مشاهيرنا أثقل كاهل الكثيرين من متابعيهم نتيجة التأثير الإعلاني بالسفر نحو السياحة الخارجية.
وبحسب نواف العتيبي، فإن (المشاهير) لا يبيّنون ما تتميز به سياحتنا الداخلية عن الخارجية من مقوّمات كبيرة. أما عبدالعزيز السفياني فقال: «إن السياحة الداخلية شهدت قفزات هائلة في السنوات الماضية، وحققت أرقاماً يُشار لها».
وذكرت شهد الزهراني، أن المشاهير لا تعتريهم حمرة الخجل وهم يدعمون كل صغير وكبير في الوجهات الأجنبية.
وفي تصريح سابق كشف رئيس جمعية الإرشاد السياحي سطام البلوي لـ«عكاظ»، أن «أسعار السياحة الداخلية أرخص من أوروبا»، طبقاً لتجربتين له شخصياً قضاهما في الطائف وأبها خلال برنامج الصيف (صيفنا على جوّك) ورصد أسعار الوحدات السكنية والخدمات المقدمة وأنها في متناول الجميع، وهذه الأسعار أقل بأضعاف عن أوروبا مثلاً، منبّهاً إلى أن الحصول على تلك الأسعار يحتاج إلى أن يهتم الزائر أولاً بالتخطيط المسبق لرحلاته السياحية نظراً لاعتماد الفنادق ومقدمي الخدمات على الحجوزات المسبقة، وهذا دأب كثير من شركات الخدمات كحجوزات الطيران وغيرها، ولفت إلى أنهم في الجمعية يتلقون اتصالات مباشرة وبشكل يومي من شركات سياحية عالمية لمعرفة أبرز الوجهات والخدمات والبرامج التي ستُقدّم، وهذه الشركات من دول كبرى كأمريكا وبريطانيا وروسيا وألمانيا، لافتاً إلى أن القطاع السياحي في المملكة يشهد نموّاً كبيراً، وساهمت وزارة السياحة والهيئة السعودية للسياحة في تسويق الوجهات المتعددة بشكل لافت ساهم في مضاعفة مشاركات القطاع الخاص.
9 وسائل للحدّ من نشاط المروجين للخارج
مختصون في السياحة أكدوا لـ«عكاظ» ضرورة معالجة سلوك من يُطلق عليهم (المشاهير) من خلال بعض الخطوات التي ستحد من تأثيرهم. وكشفت الجمعية السعودية للسياحة، أنه يمكن القضاء على ظاهرة تسويق بعض المشاهير السعوديين للسياحة في بلدان خارجية، فبحسب نائب الجمعية الدكتور محمد عبدالله العامر، يمكن الحد من ذلك عبر اتباع طرق عدة؛ أولها التعريف بأهمية السياحة في السعودية اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وسياسياً. ثانياً رفع الوعي السياحي لدى هؤلاء الأشخاص وتعريفهم بالوجهات السياحية في الداخل. ثم تعريفهم، ثالثاً، بحجم الوظائف والدخل الذي تحققه السياحة ومدى فائدتها للفرد والمجتمع، وتعزيز روح الانتماء للوطن والفخر والاعتزاز به وبمقدراته. رابعاً: إن ما يقومون به يعتبر منافياً لما سبق.
ومن الطرق الخامسة؛ بإبراز أهمية التسويق للسياحة في السعودية، وهذا من باب المسؤولية الاجتماعية خصوصاً لدى المؤثرين في أوساطهم. وسادساً: إدراج مقررات في التعليم العام والجامعات حول السياحة من أجل التثقيف بالسياحة وأهميتها الاقتصادية والثقافية والتعريف بالموارد الضخمة الموجودة في بلادنا. وسابعاً: سنّ الأنظمة والقوانين التي تحد من الإساءة إلى السياحة في المملكة. ثامناً: تشجيع وتحفيز السياحة الداخلية وتقديم العروض خصوصاً في أوقات الإجازات التي يكثر فيها السفر للخارج. تاسعاً: توفير الأماكن الجاذبة بقدر الإمكان وبجودة أعلى، بحيث يتم الحد من السفر خارجاً وبالتالي الحد من هذا السلوك.
واضاف العامر: إن السعودية تطمح أن تكون ضمن الدول الـ10 الأفضل سياحياً خلال هذا العام والوصول إلى 110 ملايين زائر، إضافة إلى الأهداف السياحية الأخرى الطموحة، لذلك ينبغي على كل مواطن أن يكون جزءاً من ذلك ويساهم في دعم بلاده لتحقيق أهدافها وطموحاتها وتطلعاتها.
قفزات غير مسبوقة للسياحة الداخلية
نائب رئيس الجمعية السعودية للسياحة الدكتور محمد العامر، أكد أن السعودية حققت قفزة كبيرة في مؤشر تطويرالسفر والسياحة العالمي، إذ ارتفع تصنيفها تسعة مراكز، من المركز 50 إلى المركز41 بارتفاع 5.7%، وهذا الارتفاع كبير؛ إذ تُصنف من أعلى الدول في المنطقة ارتفاعاً في مؤشر تطوير السفر والسياحة. ويركز مؤشر تطوير السفر والسياحة العالمي على خمسة محاور رئيسية؛ وهي: البيئة الداعمة، وسياسة السياحة والسفر والظروف التمكينية، والبنية التحتية والخدمات، والموارد الطبيعية والثقافية، واستدامة السياحة والسفر، ويتفرع من هذه المحاور الخمسة محاور فرعية أخرى، من أبرزها وفقاً للتقرير؛ الأمن والسلامة، وجاهزية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والبنية التحتية للنقل الجوي، وقوة الاستثمار وبيئة الأعمال، والصحة والنظافة، واستدامة الطلب على السياحة والسفر، والموارد البشرية وسوق العمل. وهذه أبرز العوامل التي ساعدت في تقدم المملكة العربية السعودية في هذا المؤشر؛ الذي أشار إلى حاجة المملكة إلى مزيد من الجهد والتطوير والاستثمار في الموارد الطبيعية والموارد الثقافية والموارد غير الترفيهية.
4 أشهر و7 وجهات
يضيف نائب رئيس الجمعية السعودية للسياحة الدكتور محمد العامر: من الأمور الرئيسية التي ينبغي التركيز عليها لمضاعفة مؤشرات النمو في قطاع الضيافة مضاعفة أعداد الغرف الفندقية وتنوع الوحدات السكنية ومرافق الإيواء. ومن المستهدفات مضاعفة عدد الغرف الفندقية، هذه المستهدفات تحتاج إلى المزيد من الاستثمار وضخ مئات الملايين في هذا القطاع من أجل النمو وتحقيق المستهدفات. وفي ما يتعلق بقطاع النقل فقد حققت المملكة تقدماً رائعاً في مجال النقل الجوي، ولكن تفتقر بعض الوجهات السياحية إلى وسائل النقل العام. ومن أبرز الوجهات السياحية منطقة عسير ومنطقة الباحة ومدينة جدة.
وأضاف العامر: في ما يتعلق بالوجهات التاريخية والثقافية فقد أشار تقرير السفر والسياحة العالمي، إلى حاجة المملكة إلى استغلال الموارد الثقافية والطبيعية والتاريخية والموارد غير الترفيهية. خاصة أن المملكة تزخر بموارد ثقافية وتاريخية ضخمة يمكن استغلالها الاستغلال الأمثل لتحقيق الاستدامة وأعلى العوائد السياحية وجذب أكبر عدد من السياح من خلال تلبية احتياجاتهم المختلفة وتحقيق التكامل السياحي.
مشيرا إلى أن برنامج صيف السعودية الحالي 2024م، يمتد لمدة تتجاوز أربعة أشهر، ويضم سبع وجهات سياحية متنوعة تلبي جميع احتياجات السياح باختلاف شرائحهم وأهدافهم، إذ ضمت الوجهات جدة والرياض والباحة وعسير والطائف والعلا والبحر الأحمر. وتنوعت هذه الوجهات ما بين وجهات باردة ووجهات دافئة ووجهات ساحلية ووجهات فاخرة، أيضاً ضم البرنامج أكثر من 550 منتجاً سياحياً وأكثر من 150 عرضاً خاصاً لمختلف الفئات من العائلات والأطفال والشباب، ويصاحب برنامج الصيف السعودية إطلاق موسمين هما «موسم جدة» و«موسم عسير».
تأثير الناتج المحلي
ويشير أستاذ الإدارة والأعمال بجامعة الطائف الدكتور جمعان الزهراني، إلى أن مشاهير قنوات التواصل الاجتماعي يلعبون دوراً بارزاً في التأثير على قرارات المتابعين وخصوصاً في مجال الدعاية للوجهات السياحية المختلفة، وقد أدى ذلك إلى ظهور وجهات سياحية خارجية جديدة لم تكن معروفة لدى البعض، إلا أن قنوات التواصل الاجتماعي ومشاهيرها أسهموا في إبراز هذه الوجهات السياحية. ونلاحظ مدى تأثير المشاهير على قرارات الأسر والأفراد التي تتعلق بالسياحة، وقد تصل نسبة التأثير إلى 50%.
مضيفاً: أنه من جانب اقتصادي تؤدي الدعاية للسياحة في الخارج إلى فقدان الناتج المحلي جزءاً مهماً من مصادره، وهذا بدوره يؤثر على الحركة الاقتصادية والتجارية داخلياً. وأعتقد في هذا الجانب أنه يقع على عاتق الوجهات السياحية الداخلية أن تنافس على جذب السائح من خلال تطوير وتنمية السياحة الداخلية وتوفير البنية التحتية اللازمة، واستقطاب المشاهير للإعلان والدعاية عن المواقع والأماكن السياحية الداخلية.
فالتنافس في مجال السياحة بين الدول أصبح شديداً ومؤثراً على اقتصاديات الدول، لذلك يجب أن تكون هناك خطط عملية وواقعية نحو الاستمرار بتنمية المناطق السياحية الداخلية الحالية، وإيجاد فرص سياحية جديدة لخلق ميز تنافسية تجذب السياح وإبراز هذه الوجهات للسائح من خلال وسائل الدعاية والإعلان.
رسائل مضادة
ولأن للإعلام دوراً حيوياً في دعم رؤى وتوجهات مؤسسات المجتمع لتقديم خدماتها وإبراز آخر المستجدات ونشر الرسائل التوعوية والتثقيفية وفقاً لمجال المؤسسة؛ أشار المحاضر بقسم الإعلام بجامعة الطائف ناهس العضياني، إلى أنه مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي أصبح من الضروري على وزارة السياحة أو الهيئة السعودية للسياحة أن تدعم السياحة الداخلية وتقدم الرسائل والحملات الإعلامية الموسمية على مختلف مناطق المملكة للترويج للسياحة الداخلية وإبراز الأماكن التاريخية والأثرية، ففي المقابل يأتي إعلام من يطلق عليهم المشاهير أو المؤثرون يبثون الرسائل المغايرة، ويروجون لمواقع سياحية خارجية مدعومة من شركات بحثاً عن المال، لذا يجب على القائمين على هذه الوسائل تبني رؤى وتوجهات المؤسسات الحكومية، والمأمول من هيئة تنظيم الإعلام أن تسن قوانين تحاسب من يتبنى الرسائل المخالفة.
فالمؤسسات الحكومية -كما هو معلوم- تضع إستراتيجيات بناءً على الموقف الاتصالي للوصول إلى الجماهير، ومن هذه الإستراتيجيات الإعلام بإخبار المجتمع بكل ما هو جديد، أو الإقناع بتعزيز موقف، أو بناء الإجماع حول موضوع خدمي للمجتمع.
رحلات مجانية
ويختتم المرشد السياحي أحمد الجعيد، قائلاً: إن التسويق الإلكتروني ساهم بشكل كبير في تنشيط السياحة حول العالم؛ ومنها ترويج الوجهات السياحية من خلال المدونين ومشاهير التواصل الاجتماعي، إذ تدعم الهيئات والجهات المشرفة على السياحة في الدول جهود التوثيق ونشر مقاطع الفيديو والصور المميزة للتسويق من أجل زيادة الزوار وارتفاع الدخل من هذا القطاع، لذلك من الضروري الاستفادة من هؤلاء في تسخيرهم للمشاركة في ترويج السياحة الداخلية مع أهمية تحسين جودة السياحة الداخلية والترويج لها بشكل جاذب وتنظيم رحلات بأسعار في متناول الجميع.