حمد الشمري
حمد الشمري
-A +A
أنس اليوسف (جدة)
دوناً عن غيرهم، لا تبرح مشاهد الألم رؤى المُسعفين ولا تنفك عن مسامعهم آهات الموجوعين، فما بين مصابين منكوبين على جوانب الطرق ومرضى استباحهم الألم فجأة داخل منازلهم، قصص تروى من مواقف تمخضت عن ظروف مختلفة تعكس طبيعة تناقضات الحياة وتباين ظروفها من شخص لشخص ومجتمع لآخر. «حمد الشمري» الذي ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بخبر وفاته على ما جُبل عليه في تأدية واجبه الإنساني، أصبح اليوم دلالة قيمة على نبل هذه المهنة وفدائيتها لإنقاذ أرواح الناس، يستذكر المتابعون حديثه عندما كتب «تغرق ملابسي بالدماء لمساعدة الناس وإنقاذ الأرواح، كم طفل احتضنته بعد فراق والديه، وكم جراح ضمدتها وقلوب أنعشتها وأنفاس جاذبتها 13 عاما من الركض في ميدان الحياة ليسابق الموت في كل مهمة عمل».

«سالم» واحد من بين المسعفين الذين وجدوا أنفسهم بين قوسي الإنقاذ والأمل في وظيفته التي وإن حملت معها الكثير من الهموم والمتاعب إلا أنها أولاً وأخيراً مهمة إنسانية يضطلع بها الأنقياء، لم يتخيل وهو الذي لم يتعلم قيادة السيارة حتى سن الـ19 أن يصبح في يوم مسعفا يقود سيارة الإسعاف وأن خبرته قد تنقذ روحاً من الموت في سباقه مع الزمن. يقول: «لم أعد أنام كالسابق متأثراً بوظيفتي ومشاهد الموت والألم، نسابق الموت يومياً لنجعل للحياة فرصة أخرى بإذن الله، ولنرسم بسمة جديدة لدى مريض وأهله حين نساهم في محو ألمه وإنقاذه». يضيف «تعلمت أن الدقائق لا تساوي شيئا في عمر الإنسان بل إن ثواني معدودة قد تنقذ حياته».