الأمريكي سامي أليس خلال تحدثه إلى قناة الهدى الفضائية، في الفيديو الذي تم تداوله أخيرا وتصويره قبل أشهر.
الأمريكي سامي أليس خلال تحدثه إلى قناة الهدى الفضائية، في الفيديو الذي تم تداوله أخيرا وتصويره قبل أشهر.
-A +A
«عكاظ» (جدة)
وحدها «المعاملة الحسنة» قادت الأكاديمي الأمريكي سامي أليس الذي عمل في السعودية إلى الإسلام، إذ لم يكن بحاجة إلى شخص تتدلى سبحته بين يديه أو مناصح له يحدثه عن ضلال المسيحية التي يعتنقها، حتى ينقاد طواعية إلى الدين الحق ويؤمن به إيمانا كاملا، بل كان بفضل أفعال بعض السعوديين وسلوكهم الإسلامي المتحضر في أرضهم، وتقديمهم صورة جميلة عن أخلاقيات المسلم.

أطل عبر قناة فضائية في لقاء لقي تداولا واسعا، متحدثا بمنتهى الطمأنينة «لم أعش في بلد في العالم احترمني بصفتي أمريكيا ومسيحيا مثل السعودية.. ولهذا أعلنت إسلامي»، وقد كان كما يقول وجد طيفا كبيرا من المعارضين والمحذرين له بالقدوم إلى المملكة، حتى قالوا له إنه سيختطف ورأسه سيقطع وينال منه المسلمون كثيرا، فصوروا له على حد قوله أنه ذاهب إلى الموت حتى إن صديقا مقربا منه نصحه أن لا يذهب وأن حياته ستنتهي هناك.


وإذا ما كان من بطل في هذه القصة غير هذا الأمريكي، فإنه حتما الدكتور «صافي» الذي استقطبه للعمل في السعودية، ودفعه للعمل معه في مشروع خاص ومهم، فأزاح عنه عتامة الجهل بالإسلام والمسلمين، يقول عنه كان داعما لي فقد طلبت منه توجيه السائق لاصطحابه لشراء بعض الأغراض، لكنه نصحه بالذهاب بمفرده، وعندما ذهب كما يروي وجد أشخاصا يوجهون له الدعوة للتعرف عليهم والانضمام إليهم لشرب القهوة والشاي، وجد تعاملا أنيقا ولطيفا من السعوديين كما لم يجده في بلدان زارها مسبقا لديها مسيحيون وكنائس بينها روسيا وتايوان ودول أخرى.

قرأ سيرة النبي محمد وتعرف على فضائله وأخلاقه، وطلب من كفيله الدكتور صافي اصطحابه للمسجد ليرى الناس، وكان كفيله مترددا أن يصطحب مسيحيا إلى المسجد، لكنه فعلها من قبيل تقديم صورة واقعية عن تعامل المسملين وعبادتهم، وحين عرف بنفسه وجد ترحيبا من المؤذن والمصلين رغم إخبارهم بأنه مسيحي، وظل يتردد على المسجد ثلاثة أيام منزويا في ركن منه يتأمل تعاملهم وصلاتهم، حتى شعر برغبة في دخول الإسلام، وبحث عن تفسير آية «الرحمن الرحيم» وتأملها وتعمق في معانيها فلم تغير الصورة عن المسلمين وحسب، بل غيرت حياته كما يقول حتى تعلق بالإسلام فأعلن إسلامه. ختم الأمريكي قصته عن حياته في السعودية بالحديث عن قيم الإسلام وتراحم المسلمين، خصوصا في السعودية التي عاش فيها أجمل ست سنوات من حياته، وأنها دفعته لتأسيس «مؤسسة صوت الإسلام للسلام والتصالح».