259882443IMG-20161117-WA0012
259882443IMG-20161117-WA0012
-A +A
«عكاظ» (جدة)
لا يزال الحزن يطوق الأديب عبدالعزيز قزان بعد وفاة ابنته «سارة» غرقا في المسبح قبل أسابيع عدة، إذ رثاها ببكائية افتتحها بقوله:

صباح البكائيات يا سارة.. صباح المدامع يا نور عيني.. صباح النخيل ينمو بكفك يمتد بي نحو شوق حزين.. اشتقت لوجهك الذي لا أدري ماذا فعل به التراب يا نور عيني..... آه يا سارة وأنت تعرفين امتداد جرحك في عمري المتبقي.. آه يا روح بابا كيف الموت يجرؤ أن يمزقني من خلالك.. كيف يقطف هذه البسمة من عليائها.. كيف يُقَوِّضُ إصبعين من ذهب حقول قلبي... آه يا موت أما كنتُ أفضل لك من سارة.. آه يا موت سأشكوك إلى الله ذات آخرة..


سلامٌ عليكِ

سلامٌ على كل تلك اليمامات وهي تصلي حنينًا لسارة

سلامٌ على الأرضِ تمشي إليكِ وتغسلُ بالطِّيْبِ أطرافَكِ الرائعاتْ

وتصعدُ تلك الأصابعُ نحوَ شفاهي

وأغرقُ فيها وأُغمضُ عينَيَّ حتى أرى اللَّهَ وحدي وأنتِ

وأحمده صابرًا ومنيبا

وحتى تحطَّ السماء على أرضِ قلبي

وتُشعل روحي وتشربَ من حزني الـ (قام) من حزنه كي يمرَّ الهديلُ قريبًا من الرمل حين يَحِنُّ لماءِ المطرْ

مساءُ القناديلِ يا حبةَ القلبْ... مساءُ البكاءِ.. النحيبِ.. الأسى.. مساءُ البشاراتِ حتى يطوقَها عِقدُكِ الياسمينْ

وآآهٍ عليكِ وأنتِ تفُكِّينَ إزرارَ قلبي.. قليلًا قليلا

تصبين فِيهِ الحنينَ المريرَ.. كثيرًا كثيرا

آهِ يا سارةَ الزمنِ الـ (مَرَّ) بي وأيقظ كلَّ المراراتِ في داخلي...

ثم استدرتِ حبيبةَ قلبي لكي تطبعي قُبْلَةَ التوقِ

حتى تصيري إذا ما مضيتِ نخيلا...

سلامٌ عليكِ وصبرٌ لنا يا حبيبةْ.