-A +A
«عكاظ» (جدة)
قد يأتي يوم وينسى أحدهم «اسمك» الذي عرفوك به، لكن كنيتك التي يتندرون بها عليك في طفولتك أو ما نسميه في مجتمعنا بـ«العيارة» قد تذكرهم بك بعد مرور سنوات طويلة إن نسوك، هكذا يقول الواقع وهكذا تبرهن الأيام، فالعيارة على وجه التحديد لا تنسى إلا فيما ندر، بل قد تصبح اسما لعائلة أو قبيلة أو جماعة.

وفيما نظن نحن العرب أن ذلك حصرا علينا فقط، يبدو أن الأمر يتخطى حدودنا المحلية إلى العالمية، حتى أن مشاهير من العيار الثقيل كانت لديهم «عيارة» يُتندر عليهم بها، فالدون البرتغالي رونالدو مثلا كانوا يعايرونه بـ«البكاية» في صغره، بحسب صديق طفولته فيرناو سوزا في حديثه لموقع «قوول» العالمي، وهو أحد زملائه الذين لعبوا معه في فريق أندورينيا الذي بدأ به مسيرته الرياضة، وقال: كان شديد البكاء خصوصا عندما نتعرض للخسارة، ما جعل الجميع يتفق على إطلاق كنية الطفل الباكي عليه لكثرة بكائه لأتفه الأسباب.


أما منافسه وأكثر لاعب في العالم حصدا للجوائز ميسي فكانوا يلقبونه بـ«بيكي» وتعني «القزم النحيف»، وفقا لزميلة طفولته سينتيا أريلانو التي لازمته منذ نعومة أظفاره، وقالت: كانوا يطلقون عليه في المدرسة لقب «بيكي»، لأنه الأنحف بين الجميع، لم يكن يحب اللغات أو الرياضيات، ولكنه جيد في الدروس البدنية والفن. وتضيف: «كنت أساعد ميسي، إذ يجلس ورائي في الامتحانات وأمرر له الإجابة بعض الأحيان على ممحاة أو مسطرة».

أما سواريز، بحسب عدة تقارير، كان يكنى بـ«أبو أذن الأرنب»، وكانت جدته تتضجر من هذه التسمية ومن كنية بائع القمامة، لأنه كما تقول عاش حياة صعبة وقاسية. وظل اللاعب الذي يملك ثروة بالملايين مضرب مثل للكفاح في بلاده، فقد حول حياته من بائع للقمامة إلى أحد أبرز نجوم الكرة في العالم.

تبقى «العيارة» بجانبها السلبي أمرا مرفوضا عندما تمس الهيئة أو الشكل أو المكانة، فهي بحسب الاستشاري التربوي علي الغامدي لا تعدو كونها تنابزا بالألقاب لا يقره شرع ولا عرف، وتترك أثرا سلبيا يجب الحذر منه والقضاء عليه.