-A +A
حسام الشيخ (جدة)
hussamalshikh@

هل تتابع إعلانات الساعات في الصحف والشوارع ومواقع التواصل الاجتماعي؟ ألم تلاحظ أن جميع الساعات تشير عقاربها إلى توقيت بعينه، مهما اختلفت الماركات، ألم يدر بخلدك سؤال حيرتك إجابته رغم بساطته: لماذا تشير عقارب الساعات دوما إلى الساعة العاشرة وعشر دقائق؟


ولأن «التسويق» علم كباقي العلوم، اهتمت بعض الكتب والمواقع الإلكترونية بالبحث عن إجابة، فذهب بعضها إلى أنها إشارة إلى لحظة تحرير السود في الولايات المتحدة بعد حركة تحرير قادها مارتن لوثر كينغ، بينما نسبها البعض إلى لحظة اغتيال الرئيس الأمريكي الخامس والثلاثين جون كينيدي، فيما يؤكد تسويقيون أن هاتين المعلومتين خاطئتان، ما خلق تساؤلا آخر: كيف لشركات الساعات على مستوى العالم أن تشترك في وضع العقارب رغم شدة التنافس فيما بينها.

وأخيرا بدد تسويقيون حيرة العملاء. وأرجعوا ذلك إلى 3 أسباب بسيطة، تجمع صفة تجارية كبيرة، ثبتت أهميتها لجذب العميل. الأول: يضمن وضع العقارب على العاشرة وعشر دقائق عدم تغطية اسم ماركة الساعة، خصوصا إذا كانت عالمية مرموقة. إذ يطلبها العميل بالاسم، ولأن الماركة تكتب عادة تحت الرقم 12 في قمة دائرة الساعة، فمن الأجدى أن تكون العقارب بعيدة عن هذه المنطقة لتظل واضحة. وأحالوا السبب الثاني إلى شكل العقارب، فعندما يشير العقرب الصغير إلى العاشرة، والعقرب الكبير إلى الرقم 2، يشكلان سويا رسمة (ابتسامة)، اعتمدتها العديد من الشركات والمواقع كعلامة للسعادة، ما يعد عامل جذب نفسي يترك انطباعا مريحا لدى العميل، ورغم بساطته فهو مهم جدا، حسب خبراء التفاصيل الدقيقة. فيما السبب الثالث (شكلي) أيضا، إذ تعطي العقارب في هذا الوضع شكلا هندسيا جذابا ومريحا للعين، فإذا تأملت الشكل، فستجده منقسما بالطول إلى نصفين متطابقين، وهذا عامل نفسي مهم ومؤثر. ورغم بساطة الأسباب، إلا أن شركات الساعات تعتبرها في منتهى الأهمية لتسويق منتجاتها.