ليس غريبا أن تطالك لواسع الزحام قبل العيد بساعات وقد انقضى رمضان، وفي المشهد تسابق النسوة والرجال إلى مراكز التسوق، بحثا عن ما يسعدون به أطفالهم ويتباهون به في العيد. ثمة عوامل مؤثرة تلقي بظلالها على شريحة واسعة من الناس تصيبهم بما يشبه «فوبيا الوقت بدل الضائع»، التي ترتبط بشكل مباشر بالتغير الجذري في نمط الحياة اليومية في رمضان وطبيعتها الصاخبة الممزوجة بطقوس خاصة، منها ما هو اجتماعي وما هو ديني، فضلا عن عادات السهر الطاغية التي جعلت من زيارة الأسواق أمرا في غاية التعقيد، فلا وقت مناسبا قبل الإفطار، فالركب المتعجل بحثا عن لقمة تسد جوع الصائمين، تتبعها جلسات السمر الطويلة أمام شاشات التلفاز ليلاً، كل ذلك يجعل من ملاحقة السلع الجيدة في الأسواق أمرا ثقيلا على النفس. تكتظ الأسواق التجارية على نحو غريب في الساعات الأخيرة برغم أن ميقات العيد معلوم وثابت في إعلان التقويم الهجري في بداية كل عام، فعجز الخبراء والدارسون في إيجاد تفسير لهذه «الحالة الفاجعة المفاجئة» التي تصيب الكثيرين وتدفعهم دفعا إلى الأسواق في الوقت بدل الضائع. وبحسب آراء مختلفة يرتبط هذا التدافع نحو التبضع، بعوامل عدة لا يمكن تجاهلها تتمثل في الحالة المادية للبعض ممن وجد نفسه في أزمة خانقة بسبب الصرف الهائل على الأطعمة في الشهر الذي يصوم فيه عن الأكل يومياً 15 ساعة، إلى جانب زيادة الوزن لدى البعض، ما يجبرهم على البحث قسرا عن ملبس يناسب التغيرات الحاصلة في قياساتهم.
ويتفق كثير من السعوديين من عدة شرائح على قواسم مشتركة، تفسر هذه الحالة الغريبة، تتمثل في صرف الرواتب في أيام متأخرة من الشهر.
ويتفق كثير من السعوديين من عدة شرائح على قواسم مشتركة، تفسر هذه الحالة الغريبة، تتمثل في صرف الرواتب في أيام متأخرة من الشهر.