-A +A
ياسر عبد الفتاح (جدة)
«يا ليلة العيد» لكوكب الشرق أم كلثوم لعلها الأشهر في أغنيات المواسم، إذ تنافسها في المرتبة والمكانة في قلوب الناس أخريات طبعت موسيقاها وكلماتها في وجدانهم منذ حقبة الستينات لتظل جزءا من ذاكرتهم لعقود طويلة، مقاومة بذلك كل أشكال التلوث السمعي الذي اجتاح الآذان في العقود الأخيرة.

«كل عام وانتم بخير» رائعة الراحل طلال المداح و«من العايدين» لمحمد عبده ظلتا على ذاكرة السمع في كل عيد، إذ ينفض عنهما «الراديو» الغبار في كل سنة مرة، مستعيدة بذلك ألق الأغنيات الأصيلة التي قاومت عوامل الجدب منذ انطلقت إلى الأسماع قبل عقود. وتكمن المفارقة في أن روائع الأغنيات الموسمية باتت تغزو آذان الجيل الجديد فاتخذها شباب الـ«سوشيال ميديا» أيقونة لصفحاتهم ورسائل تبريكاتهم بالعيد السعيد.


لم تحالف رائعتا طلال ومحمد عبده حظوظ التوثيق المبهر، وعمليات تنقية الصوت وطبخه، كما يحدث اليوم لأصوات أنصاف المواهب، وظل الصوتان يصدحان بـ«كل عام وانتم بخير» و«من العايدين» بذات الجودة القديمة، وربما لهذا السبب لم تجد أغنيات العيد الجديدة التي يطلقها مطربو حقبة الـ«سوشيال ميديا» صدى لدى المستمعين، إذ أسدلوا آذانهم إلى ليلة العيد ورصيفاتها من أغنيات الزمن الجميل هروبا من مطربي الفواكه والخضراوات الذين كرسوا كل عبقرياتهم للتغني بالطماطم والبرتقال.. والكوسة!.