نشر أحد الكتاب مقالاً نفسياً يتحدث فيه عن طريقة التعايش مع الأحمق في مواقع التواصل الإجتماعي، مستنداً في مقاله على دراسة نشرت في جامعة «لينبيرج» السويدية، ليتفاجأ بهجمة مرتدة من حساب «السويد» الرسمي الذي يدار من وحدة الاتصال في المعهد السويدي في ستوكهولم، نافياً وجود جامعة بهذا الاسم في السويد مما دفع بالكاتب لحذف المقال تحرياً للمصداقية. وفتحت هذه الحادثة باب التساؤلات عن القصص والأساطير التي تنتشر دائما عن الدول الاسكندنافية وفي مقدمتها السويد، الذي حدا بهذه الدول إلى تدشين حسابات باللغة العربية على مواقع التواصل الإجتماعي لإعادة أنسنة صورتها أمام الرأي العام العربي. فما هي أشهر الأكاذيب المنتشرة عن دولة السويد في العالم العربي ؟
- السويد أعلى دول العالم في نسب الإنتحار: يتم تداول قصص نسب الانتحار في السويد للتشكيك في مدى نموذجية الحياة هناك، إذ تقول الأسطورة أن السويد هي أكثر دول العالم في نسب الإنتحار، لكن وفقاً لما نشرته منظمة الصحة العالمية فإن بولندا تحتل المركز الأولى في نسب الانتحار في العالم، ولا وجود للسويد في قائمة الدول الأكثر انتحاراً.
- السويد دولة بلا سجون تقول الشائعة الشهيرة أن السويد بلغت من المثالية أن انعدمت منها الجرائم وتطورت أساليب العقاب لمستوى انتفى فيه الحاجة إلى السجون مما دفع بالسلطات إلى إغلاق السجون وتحويلها إلى فنادق أو مباني حكومية، لكن وفقاً لحساب «السويد» الرسمي فالسويد تملك ما يقارب الـ4000 سجن على أراضيها ولا صحة لإغلاق السجون فيها.
- المخالفة المرورية جريمة كبرى من المثير للسخرية أن الشائعة التي تقول بأن عقوبة المخالفات المروية في السويد هي السجن لسنوات طويلة تأتي في الانتشار بعد إشاعة إغلاق السجون، ففي محاولة للترويج لقدسية قوانين المرور لدى السويديين تنتشر قوائم بعدد سنوات السجن لكل مخالفة مرورية، في حين ان عقوبات المخالفات المرورية في السويد لا تختلف عن ماهو عليه الحال في دول أخرى من خلال تحرير غرامات مالية أو حجز للمركبة أو توقيف إذا استدعت الحالة.
- راتب عامل النظافة أعلى من راتب المعلم لاق تقرير تلفزيوني عن الحياة الكريمة التي يعيشها عامل النظافة في اليابان انتشارا واسعة، مما دفع بالمعجبين بهذه الحالة إلى تعميمها على أي دولة يعتقدون بمثاليتها، فتقول الأسطورة بأن عامل النظافة في السويد يلقى معاملة أفضل من تلك التي يلقاها أصحاب الشهادات العالية لدرجة أن راتبه يفوق راتب المعلم الذي يعتبر من أكثر الموظفين رفاهية واستقرار، لكن وفقاً لحساب «السويد» الرسمي والذي تفرغ في الفترة الأخيرة لتكذيب الإشاعات التي تحيط بالدولة الأوربية فأن هذه المعلومة غير صحيحة، إذ لايزال المعلم يحظى بمكانته كمعلم في مقدمة سلم الرواتب.
وما تم إيراده هو على سبيل المثال لا الحصر، فهناك الكثير مما يتم تداوله على صعيد السخرية في بعض الاحيان أو التندر والإسقاط في أحيان أخرى عن القصص المتداولة عن السويد أو النرويج أو الدول الاسكندنافية الأخرى، مما يعطي مؤشراً عاماً عن مدى خطورة الإشاعات وقدرتها على الانتشار بالرغم من عدم صحتها وانعدام المصدر لدى متداوليها سواءً فيما يتعلق بالسويد أو أي قضية أخرى.