أعلنت «تويتر» عبر بيان نشر على حساب الشركة الرسمي على المنصة بأنها بصدد مراجعة خدمة توثيق الحسابات وذلك لرصد حالات إساءة استخدام الخدمة.
وتتمثل الخدمة في وضع علامة زرقاء بجوار أسماء المشاهير والشخصيات العامة، وهو ما يفترض أن يرفع مستوى الموثوقية ويزيد من مصداقية التواصل داخل التطبيق من خلال الحد من المشاكل الناجمة عن انتحال هويات الشخصيات العامة، مروراً بإجراءات طويلة من شأنها الرفع من موثوقية العملية.
لكن هذا لم يكن كافياً، فأمام فشل تويتر في مكافحة ظواهر لازمت التطبيق في السنوات الأخيرة كبيع المتابعين وانتشار الاعلانات العشوائية في «الهشتاقات» وغيرها من الظواهر، وصولاً الى دكاكين «التوثيق» التي تنتشر في المنصة الرقمية، تمكن باعة الوهم مجدداً من هزيمة التطبيق الأم في عمليات خطيرة تتمثل في بيع توثيق الحسابات وهو ما تقدمه تويتر غالبا تحت شروط دقيقة للتثبت من شخصية طالب التوثيق, هؤلاء الباعة قادرين على الالتفاف حول النظام وتوثيق الحسابات دون الحاجة للتأكد من ما إذا كان من يدير الحساب هو صاحب الهوية فعلا أم منتحل.
لم يعد من المهم المرور بالإجراءات المعقدة والطويلة للتأكد من هوية صاحب الحساب واستحقاقه للتوثيق إذ يقدم «باعة التوثيق» هذه الخدمة دون الحاجة للتثبت من هوية طالب الخدمة, ففي اتصال لـ«عكاظ» مع احد هؤلاء الباعة، أكد لنا بأنه لا حاجة لتقديم أي معلومة شخصية لإثبات هوية صاحب الحساب، إذ ذهب أبعد من ذلك عندما قال بأن ظهور علامة التوثيق يمكن الحصول عليها حتى للحسابات الوهمية التي تستخدم أسامي وصور مستعارة، لكن المفاجأة كانت عندما ذكر لنا أحد هؤلاء الباعة بأنه في حال فشلت عملية التوثيق فإنه يضمن إعادة نصف المبلغ فقط في حين يذهب النصف الثاني قيمة نشر «مقالات» باسم طالب الخدمة في صحف إلكترونية، وهذا الأمر متطلب ضروري للحصول على التوثيق، أي أن البائع يحول طالب الخدمة إلى «شخصية عامة» ويجلب له التوثيق على أنه «كاتب صحافي».
وهذا ما يهدد عرش الموثوقية في المنصة فقد أصبح من الممكن توثيق حسابات منتحلة وتقديم تعريف هش لمفهوم «الشخصية العامة» وهذا ما تنبهت له الشركة متأخرةً عندما أثار حصول أحد أعضاء جمعية «النازيين الجدد» المتطرفة على التوثيق فقط لكونه «شخصية عامة» بعيداً عن مدى التزامه بأدبيات النشر على التطبيق، وهذا ما جعل الشركة تعيد تقييم شروط الحصول على التقييم ما يعني أنه من الممكن رؤية شخصيات مغمورة أو أقل حظاً في الحصول على متابعين تحصل على التوثيق مقابل نزعها من شخصيات أخرى أقل استحقاقاً لها وفقاً للتنظيم الجديد المنتظر.