شادية
شادية



جثمان الراحلة أثناء التشييع. (أ. ف. ب)
جثمان الراحلة أثناء التشييع. (أ. ف. ب)
-A +A
«عكاظ» (جدة) Okaz_online@
في أوج عطائها الفني، قررت الراحلة شادية الهرب من الأضواء واعتزال الشاشات، دون أن تنزع غنجها الفطري ومشاهدها المدللة وابتسامتها الجاذبة من ذاكرة السينما والناس. واليوم رحلت عن الدنيا وواراها الثرى، كما رحلت من قبل عن السينما والأضواء وتوارت في قلوب الناس، وبعد كلا الرحيلين ظلت حية متجذرة في عواطف جمهورها العربي، الذي تقاسم ميراثها الفني وذكرياتها الخالدة في أرشيف الفن العربي.

ووريت شادية الثرى أمس، بعد حياة عانت فيها تقلبات مختلفة بين نجومية فارهة خلدتها في تاريخ الفن العربي، ومعاناة ما لبثت أن قادتها للغياب وأودعتها قوالب مثقلة بالهموم.


في منتصف الثمانينات صدمت جمهورها بالاعتزال، بعد أن قدمت فيلم «لا تسألني من أنا» الذي لم تعد شادية بعده للظهور نتيجة معاناة خاصة عاشتها يكتنف الغموض تفاصيلها، لكن لقاء جمعها بالشيخ محمد الشعراوي في أحد فنادق مكة المكرمة بالصدفة، تحدثت عنه وسائل إعلام مصرية وقتذاك، قالوا إنه قادها إلى اتخاذ قرار كانت قد احتفظت به، وبحسب مقربين قالت له «يا شيخنا أنا شادية»، فرحب بها، فقالت له: «ربنا يغفر لنا»، فقال لها «إن الله لا يغفر أن يشرك به، ويغفر ما دون ذلك، وأن الله تواب رحيم»، وهو ما حفزها بشكل نهائي على الاعتزال.

شادية التي قالت في تصريحاتها وقبل اعتزالها، إنها ستعتزل قبل أن يشيخ بها الزمن «لا أريد أن أنتظر حتى تهجرني الأضواء، ولا أحب أن أقوم بدور الأمهات العجائز في الأفلام والمسلسلات، أريدهم أن يروني فقط في دور البطلة الشابة».

في أرشيف شادية عشرات الأفلام وبعض المسلسلات الإذاعية، ومسرحية واحدة مازال صيتها ذائعا إلى اليوم.