-A +A
«النشر الإلكتروني» (عكاظ)

لا يمكن لمطر أن يهطل في الخليج دون أن يغني أحدٌ «انشودة المطر»، ولا يمكن للـ 24 من ديسمبر أن يمر دون أن يتذكر محبو بدر شاكر التاريخ الذي ارتبط بوفاته قبل 53 عاماً في العام 1964، عن عمر ناهز الـ 38 عاماً.

الشاعر الذي صاح في الخليج، وغنى بحنجرة محمد عبده للمطر بعد أكثر من 30 عاماً، أنشودة حكت للناس الحزن الذي يبعثه المطر،«وكيف يشعر الوحيد فيه بالضياع»، الذي شببه بـ«كأن طفلاً بات يهذي قبل أن ينام.. بأن أمه التي أفاق منذ عام فلم يجدها.. ثم حين لجّ بالسؤال قالوا له بعد غدٍ تعود»، لتستفيق ملء روح السيّاب وأرواح محبيه نشوة البكاء على صوت «محمد عبده».

بدر شاكر السيّاب، الرومانسي بالفطرة، الشاعر الذي أرهقته حياته العاطفية، وسجنته حياته السياسية، المولود في الـ 25 من ديسمبر، بعد يوم تاريخ وفاته في البصرة، ذات المدينة التي كتب فيها غالبية قصائده، وحمل «شط العرب» على ضفاف الخليج فيها تمثالاً له بعد أن فاخر كثيراً أنه منها طيلة حياته.

«غلام ضاوٍ نحيل كأنه قصبة، ركب رأسه المستدير، كأنه حبة الحنظل على عنقٍ دقيقة تميل إلى الطول، وعلى جانبي الرأس أذنان كبيرتان، وتحت الجبهة المستعرضة التي تنزل في تحدب متدرج أنف كبير يصرفك عن تأمله أو تأمل العينين الصغيرتين العاديتين»، يصف إحسان عباس الشاعر العراقي الشيوعي الذي يقرأ الكتب اليسارية والكتب الدينية على حد سواء، ومات مورثاً لعشاقه 10 كتب بين مؤلفات ودواوين وقصائد طوال، وأنشودة للمطر وبيتاً يستفهم عن حال من باعوا العراق بعد وفاته يقول فيه:«إني لأعجب كيف يمكن أن يخون الخائنون/ أيخون إنسان بلاده؟».