-A +A
(عكاظ) «النشر الإلكتروني»

أعاد وضع «الهاتف الأحمر» إلى الخدمة بين الكوريتين اليوم (الأربعاء)، بعد عامين من قطع الاتصالات الرسمية من جانب بيونغ يانغ، احتجاجاً على إغلاق منطقة صناعية بين الكوريتين، إثر التجربة النووية الرابعة لكوريا الشمالية، قصة «الخط الساخن» إلى الواجهة، بعد أن عادت وسيلة التواصل الأكثر حساسية بين الزعماء وقت الأزمات إلى العمل بين كوريا الشمالية والجنوبية.

وبدأت قصة «الهاتف الأحمر»، أو خط الاتصال الساخن المباشر في 1963 بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي المثال الذي احتذت به دول كثيرة، لمد وسائل اتصال مباشرة ومشفرة بين قادتها لتسهيل الحوار وقت الأزمات. تقول حكاية «الهاتف الأحمر» أن الأميركيون رصدوا في أكتوبر من العام 1962، قواعد صواريخ سوفيتية، على جزيرة كوبا التي لا تبعد عن ولاية «فلوريدا» الامريكية أكثر من 200 كيلو متر، ما أثار أزمة كادت أن تتسبب بحرب نووية، وأثناء المواجهة بين الرئيس الأمريكي الأسبق جون كينيدي والرئيس السوفيتي السابق نيكيتا خروتشيف، أسهم انعدام التواصل المباشر في انتشار التكهنات بشأن نوايا المعسكر الخصم فيما استغرق وصول الرسائل بين موسكو وواشنطن ساعات، وتقول التفاصيل أن رسالة وصلت إلى السفارة الاميركية في موسكو باللغة الروسية في الـ 26 من اكتوبر 1962 اقترح فيها الزعيم السوفيتي مخرجا للأزمة، فتحتها السفارة في الساعة 09,42 صباحاً بتوقيت واشنطن ولم تصل إلى الخارجية الأميركية إلا بعد الساعة الـ 9 مساءاً، بعد الترجمة والتشفير والارسال. ولمعالجة هذا البطء فتح أول «خط أحمر»، في الـ 30 من أغسطس العام 1963، وهو كناية عن جهاز تلكس بلون خشبي فاتح أتاح لـ «كينيدي» و«خروتشيف» التواصل عبر برقيات مكتوبة ومشفرة.

وفي سبعينيات القرن الماضي تم تركيب جهاز هاتف وصل بالأقمار الاصطناعية، ثم أضيفت إليه في الثمانينات إمكانية إرسال الوثائق كالخرائط أو الصور في العام 1994، الأمر الذي أجاز الاتصال بمسؤولي الدفاع في كل من البلدين في أي وقت تقريبا. ولطالما تكتم البيت الأبيض والبنتاغون بشأن عدد المرات التي استخدم فيها هذا الخط الآمن، لكن يقول المراقبون أنه استخدم أثناء الحربين العربيتين الاسرائيليتين في 1967 و1973، وكذلك أثناء الاجتياح السوفياتي لأفغانستان في 1979.

ولم تقتصر الخطوط الساخنة على التنسيق بين السوفيتيين والأمريكيين فحسب، بل فتحت خطوط اتصال مباشرة بين موسكو وعدد العواصم الاوروبية على غرار باريس وبون.

وفي العام 1996 فتحت الصين للمرة الأولى «خطاً أحمراً» مع روسيا ثم بعد عامين في 1998 مع الولايات المتحدة، وفي العام 2005 فتحت الهند وباكستان خطاً ساخناً بينهما. وفي سبتمبر من العام 2011 اقترحت الولايات المتحدة فتح خط اتصال مباشر مع إيران لتفادي اشتعال التوتر بشأن برنامجها النووي المثير للجدل، إلا أن طهران رفضت العرض. الأمريكي.

وفتحت الصين وفيتنام خط اتصال مباشرا لإدارة نزاعهما على الأراضي في بحر الصين الجنوبي في يونيو من العام 2013، كما قررت اليابان في 2013 إنشاء «خط ساخن» بين مجلسها الأمني وواشنطن ولندن. ويستخدم اليوم تعبير «الخط الساخن»، أو «الهاتف الأحمر» بالفرنسية للإشارة إلى جميع أنواع الاتصالات المباشرة بين البلدان أو السلطات بشأن مسائل أمنية حساسة.