-A +A
أروى خشيفاتي (جدة) arwa_okaz@
طالما أن «الوهم» يجد سوقاً رابحة وزبائن تغلفهم «السذاجة»، فلن يكون غريباً أن تجد تجارة رائجة لنهازي الظروف وعديمي الضمائر يتكسبون عبرها من جهل ضحاياهم وقلة حيلتهم، حتى طفت إلى سطح مواقع التواصل الاجتماعي سوقاً غريبة تستهدف الباحثات عن الشعر الطويل والناعم، تجاوزت المتاجرة بالزيوت المشبوهة والخلطات الشعبية لتصل إلى بيع «القمل».

صدق أو لاتصدق، فالقمل الذي جرت الأعراف منذ زمن الطيبين على أنه أذى يصيب من ينتقل إلى رأسه بـ «الحكة»، وكنَّ الأمهات يوصين بناتهن وأطفالهن في الزمن الماضي بالابتعاد عن أماكن وجوده، بات اليوم بضاعة تُباع على الفتيات اللائي يبحثن عنه ظناً منهن على أنه يكثف الشعر ويزيد طوله، وهو ماتدحضه الآيات القرآنية، التي ذكرت أنه يستخدم كنوع من العقاب، كما في قوله تعالى: «فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آَيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ». وتنتشر حسابات لفتيات يتاجرن بهذه الحشرة القذرة ويقمن ببيعها بأسعار مختلفة حسب «ماركة» «القملة»، وحجمها، يوهمن زبوناتهن بأن لها «براندات» مختلفة باختلاف البلاد التي أتت منها، وتمخض عن ذلك وجود فتيات يمتهن «فلاية الشعر» أي تصفيته من القمل من شعر الفتاة التي استخدمته. بروفيسور الجلدية الدكتور سمير زمو لـ «عكاظ» يقول ذلك ضرب من ضروب الجهل، فكل ما يتناقل حول دور القمل في تكثيف وتطويل الشعر هو وهم، وكذب، فهي حشرة غير مفيدة للشعر تنتقل من خلال الالتصاق المباشر برأس المصاب، إذ إنها لا تقفز ولا تطير وتتسبب بحكة شديدة، وجروح في فروة الرأس، نتيجة تغذيها على دم الإنسان.


بدوره أكد استشاري الأمراض الجلدية والجراحة الجلدية التجميلية الدكتور رياض البقمي وجود حالات في عيادته لفتيات تواجدن لأخذ استشارة خاصة بـ«القمل» والقول بأنها كانت سببا في طول وكثافة شعرهن، وقالت إحداهن بحسب البقمي «إن النساء قديماً كانت شعورهن طويلة وكثيفة بسبب القمل»، فيما حذر من أنها تنقل الأمراض عن طريق الدم، إضافة إلى عدد من الأمراض الجلدية المؤذية.