-A +A
حسام الشيخ (جدة) hussamalshikh@
لم تناوش الظنون كوكب الشرق أم كلثوم، حين صدحت: «من همسة حب لقيتنى بحب.. وأدوب فى الحب.. وصبح وليل على بابه»، أن يشح ذلك الإحساس الفطري، لدرجة أن يخصص له الغربيون يوما واحدا كل عام. ويحصرون أرقى علاقة بين البشر في الورود و«الدباديب» الحمراء، وكأن عبق الحب الغائب، لا تسع زخاته سوى 24 ساعة فقط، للتعبير عن مكنونات القلوب وصدق المشاعر.

ويظل الاحتفاء بيوم الحب، الذي ترفضه الكثير من المجتمعات، غريبا عن عاداتنا، فما أن ينتصف شهر فبراير، حتى تكتسي أغلب مدن الغرب باللون الأحمر، للإعلان المفاجئ عن انطلاق مشاعر الحب، ليخلد ذكرى ما يُسمى عالميا بـ«الفالنتاين داي». فما هي قصة «يوم الحب»؟


يُحكى أن روما حين دخلت الحرب في القرن الثالث الميلادي، قرر الإمبراطور كلاوديوس منع الشباب من الزواج، ليلتحقوا بالجيش، غير أن الكاهن «فالنتاين» تحايل على القرار، وقرر تزويج الشباب سرا، وحين اكتشف أمره، أعدم يوم 14 فبراير. فيما تقول رواية أخرى أن شابا إيطاليا تجرأ وطلب الزواج من فتاة ثرية، وقبل إعدامه أرسل لها بطاقة كتب عليها «كن فالنتاينيا». لتصبح هي العبارة المعتمدة لبطاقات الحب.

وإذا صدقت إحدى الروايتين، فإن كليهما تحكي قصة إعدام. ما لا يستدعي الاحتفال، ولأن للناس فيما يعشقون مذاهب. اتفق عالميا على تسمية يوم الإعدام هذا، بيوم الحب، ربما لما يحمله من ذكرى توارى سببها شيئا فشيئا، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ تطور في بعض الدول، إلى طقس أسطوري، تكتب خلاله النساء أسماءهن على ورق، يوضع في جرة، فيما يسحب العزّاب إحداها، ليتزوج من الفتاة التي تختارها القرعة.

اللافت أن الاتحاد الأمريكي للتجزئة قدر إنفاق الأمريكيين في يوم الحب عام 2016 بنحو 19.7 مليار دولار. رغم أن نحس هذا اليوم المصادف 14 فبراير يلاحق 37% من المتزوجين بهذا التاريخ، وفق دراسة أجراها باحثون كشفت أن الزواج في هذا اليوم غير محبب لاحتمال انتهائه بالطلاق.

ووجدت الدراسة التي قادتها جامعة ملبورن أن المتزوجين بهذا اليوم أكثر عرضة للانفصال مقارنة بزواجات الأيام العادية. وشملت الدراسة 1.1 مليون حفلة زفاف، 6% منها فشلت في غضون 3 سنوات.

وتنص الدراسة التي نُشرت في مجلة الاقتصاد السكاني: «إن فرصة الزواج في تاريخ خاص يمكن أن تؤدي إلى التزامات أسرع وأقل جودة، ما يزيد تأثر العلاقة الزوجية سلبا». فيما جاءت مخاطر الطلاق أعلى بشكل غير متوقع للمتزوجين يومي الإثنين والثلاثاء. ويبقى السؤال مشرّعا: هل أصبح الحب نادرا إلى درجة أن يحتفى به مرة واحدة كل عام؟