-A +A
«عكاظ» (جدة) OKAZ_online@
يبدو أن خريف الدراما التركية على الشاشات العربية قد حل، وأوراق المسلسلات المدبلجة التركية قد بدأت في السقوط من شجرة الفضائيات الخليجية والعربية بشكل تدريجي، بعد أن ظلت حاضرة بشكل يكاد يكون الأقوى خارج الحدود التركية، الأمر الذي يعني أن الإحجام عنها سيكون ضربة موجعة لمسوقيها في العالم العربي ومن يستثمر في تصديرها إلى الخليج ستفقدهم الملايين من الدولارات.

ومع عزوف شبكات تلفزيونية كبيرة بحجم مجموعة MBC مثلاً التي خلت قوائم برامج قنواتها من مواعيد عرض ​المسلسلات التركية​ عبر شاشاتها كالمعتاد وخلوها من صفحات قنواتها الرسمية، سيصبح سوق هذه الأعمال


ضعيفاً ومعدوماً وسيعيدها في نهاية الأمر إلى قوقعة المشاهد المحلي فقط، وفيما لم توضح المجموعة بشكل رسمي -حتى الآن- سبب ذلك، غير أن ترحيبا جماهيريا بهذه الخطوة التي رأوا فيها أنها تقدم محتوى لا يواكب ثقافة المنطقة العربية، ويسوق بشكل أو بآخر لمغالطات تاريخية ومبالغات في بعض الأعمال، لاسيما التي تتناول حقبا مختلفة من التاريخ والشخصيات بكثير من التزييف، وغزو المشاهد العربي من خلالها بأفكار دخيلة وغريبة.

وإذا ما توقف المشاهد العربي عن مشاهدة هذه النوعية من الأعمال، فإن الخسائر المادية المتوقعة للدراما التركية، عطفاً على أرقام تضمنها تحليل أجري قبل عام تقريباً لخبراء شركة أبحاث «إبسوس» الفرنسية المعنية برصد مشاهدة القنوات الفضائية والذي نشرته وكالة الأناضول التركية، قد يصل إلى قرابة 600 مليون دولار، وهو الرقم الأخير الذي جنته الدراما التركية من عرضها 75 مسلسلا تركيا على القنوات العربية في عام واحد وفق إحصائية 2016، والذي بلغته منذ أن بدأت تنتشر منذ العام 2008 وإلى 2017، كما أن بيانات وزارة الجمارك والتجارة التركية تشير إلى أن الدراما ساهمت في التأثير على صادرات تركيا من الأكسسوارات والحلي والملابس وفنون الموضة والديكور بنسبة 8.92%، والألعاب الإلكترونية بنسبة 26.51%، والأعمال الروائية بنسبة 18.11%، وذلك خلال السنوات الأخيرة.