-A +A
«عكاظ» (الكويت)

أُسدل الستار أخيراً على أزمة «العمالة المنزلية»، التي اندلعت قبل أشهر عدة بين الكويت والفلبين، إثر مقتل عاملة فلبينية في الكويت، ما تسبب في خلق حالة من التوتر والتشنج بين البلدين، وأعقبه العديد من أوجه التصعيد من الجانب الفلبيني، فيما حاولت الكويت التهدئة بشكل مستمر، وعدم الانجراف خلف التحركات الفلبينية المتهورة.

وفي مؤتمر صحفي مشترك رفيع المستوى بين البلدين، اليوم (الجمعة)، مثّل فيه الكويت نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، وبحضور وزير الخارجية الفلبيني آلان بيتر كايتانو، طويت صفحة الأزمة الأكثر تعقيداً بشأن وجود العمالة المنزلية في دول الخليج.

وأكد الوزير الكويتي اعتزاز بلاده باحتضان 250 ألف مواطن فلبيني الذين يساهمون في مختلف المجالات والقطاعات داخل البلاد، مشدداً حرصه على أمن وسلامة جميع الجاليات المقيمة على أرض الكويت، التي تنتمي إلى 195 جنسية، وأن ينعموا جميعا بالعيش الكريم. ولفت إلى أهمية أن يتمتع الجميع من كويتيين وغير كويتيين بحماية القانون وما يقره لهم من مزايا وضمانات.

وأوضح أنه تعزيز للتعاون الثنائي المتين بين البلدين وفي ضوء العمل المشترك بينهما وبحث السبل الكفيلة لتجاوز الظرف الاستثنائي الذي حدث بينهما أخيرا، تم التوقيع على اتفاقية تشغيل العمالة المنزلية بين البلدين، مشيراً إلى أن حرص الرئيس الفلبيني على إرسال وزير الخارجية ووزير العمل والمبعوث الخاص له إلى الكويت خلال أسبوع يعكس حرص الفلبين على العلاقات الطبيعية مع الكويت.

وأضاف أن «دولة الكويت حريصة على رد التحية بمثلها وأن تتجاوز كل الأحداث التي حدثت أخيرا وأنها تركز على دعم وتعزيز أواصر العلاقات والتعاون مع الفلبين»، لافتاً إلى أن الطرفين استثمرا الزيارة في مناقشة خطة عمل مستقبلية للتحضير لزيارة الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي إلى الكويت قريبا.

وشدد صباح الخالد على ضرورة عدم التوقف أمام ما حدث في الفترة الماضية، إذ إن «ما يجمع البلدين الصديقين من علاقات تاريخية أكبر بكثير من أي أزمة عابرة»، موضحا أن الجانبين اتفقا على ضرورة وجود سفيرين للبلدين في عاصمتيهما.

وأوضح وزير الخارجية الفلبيني كايتانو أن بلاده بصدد تسمية سفير جديد لها في الكويت قريبا، مبينا أن «الكثير من المشكلات ناتجة عن ضعف التواصل وسوء الفهم بين البلدين».

وقال إن «الرئيس دوتيرتي دائما ما يؤكد على ضرورة اتباع القوانين المعمول بها في البلد المضيفة»، موضحا أن «بعض التقارير الصحفية نقلت عن مسؤولين فلبينيين معلومات مغلوطة ولم نقل أبدا إن الكويت مكان سيئ للعمل».

وأكد وزير خارجية الفلبين أن 99% من أبناء الجالية الفلبينية لا يواجهون مشكلات تذكر، منوها إلى أنه لا يمكن أن نعمم على مثل هذه الحالات القليلة، ونشجع المواطنين الفلبينيين على العمل في الكويت والمساهمة في نهضتها.

وأشار إلى أن «وزير العمل الفلبيني سيوجد في الكويت خلال الأيام القادمة لبحث العديد من الأمور الخاصة بالعمالة تمهيدا لرفع توصية للرئيس لرفع الحظر عن العمالة الماهرة، أما بالنسبة للعمالة المنزلية فستكون هناك مناقشة لتبعات الاتفاقية وسترفع توصية أخرى للرئيس لاحتمال رفع الحظر عنها لأن القرار في رفع الحظر قرار الرئيس».