الكتابة عن «مشعل السديري»، الإنسان والكاتب والمثقف، تشبه الذهاب إلى (عُرس)، ولهذا حلقت وارتديت أفخر وأجمل ثيابي، ثم تعطرتُ من نفس الكولونيا الليمونية (4711)، التي يحبها كاتبنا ويهيم بها، بل إنه قد أفرد لها مقالة كاملة، كما جاء على ذكرها والإشارة إليها في غير عمود وكتابة هنا في هذه الصحيفة أو في غيرها.
المهم أنني جلستُ إلى مكتبي بعد أن أخليته تماماً، السطح والعمق، من أية ورقة أو قلم، أو صور أو أجهزة، فقط ليس عليه سوى هذا (اللابتوب) الذي أنقر على حروف (كيبورده) اسم «مشعل» أضيء بكلماته القصيرة هذا الليل الطويل، فالكتابة تاريخٌ للجغرافيا، والمكان يجب أن يكون نظيفاً، لأن الكتابة ستكون عن كاتب وإنسان نظيف القلب واليد معاً.
من أجمل ما أذكره عن أستاذي مشعل أنني أجريت حواراً معه عن حياته قبل أكثر من 20 عاماً ونشرته في مجلة الغدير الكويتية وفيه ذكر لأول مرة كيف جرب أن يسجن نفسه بنفسه في غرفته مدة أيام، بعيداً عن أهله، وذكر أيضاً أن أباه الراحل الأمير محمد الأحمد السديري -رحمه الله- كان يريد أن يسميه «عديم» لا مشعل، حينذاك نشر الحوار، وبعد النشر ندمت لأن اللقطة المدهشة للمانشيت لم تحضر إلا بعد النشر، وكان العنوان المتأخر هو «مشعل السديري: ذقتُ طعم السجن مبكراً وأبي كاد أن (يعدمني) !».
ولم أجد لمشعل السديري لا مكان ولا زمان ميلاد، حتى هو لا يعرف أين ولد؟ ولا متى؟ وليس له كتاب يجمع كل هذا الشتات من الكتابة والرسم والحزن، حتى أنه لا يحتفظ بما يكتب أو ينشر، وكأنما قد كتب عليه أن يعيش هائماً ومغنياً وعاشقاً على طول الزمان من غير توقف أو فطام!
ما هو (لبّ) هذه الكتابة ــ حلوة اللبّ هذه ــ أن قارئة من مكة المكرمة سألته عن حقيقة عداوته للمرأة وعن اعتراضه الدائم حتى على نفسه كما كان يطرح أحياناً في كتاباته اليومية في «عكاظ» أو حتى الآن في «الشرق الأوسط» فأجاب: «أنا من جنود المرأة.. ما ذكرتيه هو في الجريدة و«الحكي» فقط أما الواقع فغير ذلك تماماً»!
وأنا أشهد وأصادق على ذلك، أن «مشعل السديري» وكثيراً ما كان يسخر حتى من نفسه ويصفها بصفات لاذعة ويظنّ آخرون أنها صفات غير مستقيمة، غير أن واقعه مختلف كلياً، هو رجلٌ أنيق مهذب حضاري التعامل رقيق صموت يصوم عن الكلام والطعام كثيراً، ينحاز للعزلة دائماً، لكنه طيب القلب وكريم الروح !.
المهم أنني جلستُ إلى مكتبي بعد أن أخليته تماماً، السطح والعمق، من أية ورقة أو قلم، أو صور أو أجهزة، فقط ليس عليه سوى هذا (اللابتوب) الذي أنقر على حروف (كيبورده) اسم «مشعل» أضيء بكلماته القصيرة هذا الليل الطويل، فالكتابة تاريخٌ للجغرافيا، والمكان يجب أن يكون نظيفاً، لأن الكتابة ستكون عن كاتب وإنسان نظيف القلب واليد معاً.
من أجمل ما أذكره عن أستاذي مشعل أنني أجريت حواراً معه عن حياته قبل أكثر من 20 عاماً ونشرته في مجلة الغدير الكويتية وفيه ذكر لأول مرة كيف جرب أن يسجن نفسه بنفسه في غرفته مدة أيام، بعيداً عن أهله، وذكر أيضاً أن أباه الراحل الأمير محمد الأحمد السديري -رحمه الله- كان يريد أن يسميه «عديم» لا مشعل، حينذاك نشر الحوار، وبعد النشر ندمت لأن اللقطة المدهشة للمانشيت لم تحضر إلا بعد النشر، وكان العنوان المتأخر هو «مشعل السديري: ذقتُ طعم السجن مبكراً وأبي كاد أن (يعدمني) !».
ولم أجد لمشعل السديري لا مكان ولا زمان ميلاد، حتى هو لا يعرف أين ولد؟ ولا متى؟ وليس له كتاب يجمع كل هذا الشتات من الكتابة والرسم والحزن، حتى أنه لا يحتفظ بما يكتب أو ينشر، وكأنما قد كتب عليه أن يعيش هائماً ومغنياً وعاشقاً على طول الزمان من غير توقف أو فطام!
ما هو (لبّ) هذه الكتابة ــ حلوة اللبّ هذه ــ أن قارئة من مكة المكرمة سألته عن حقيقة عداوته للمرأة وعن اعتراضه الدائم حتى على نفسه كما كان يطرح أحياناً في كتاباته اليومية في «عكاظ» أو حتى الآن في «الشرق الأوسط» فأجاب: «أنا من جنود المرأة.. ما ذكرتيه هو في الجريدة و«الحكي» فقط أما الواقع فغير ذلك تماماً»!
وأنا أشهد وأصادق على ذلك، أن «مشعل السديري» وكثيراً ما كان يسخر حتى من نفسه ويصفها بصفات لاذعة ويظنّ آخرون أنها صفات غير مستقيمة، غير أن واقعه مختلف كلياً، هو رجلٌ أنيق مهذب حضاري التعامل رقيق صموت يصوم عن الكلام والطعام كثيراً، ينحاز للعزلة دائماً، لكنه طيب القلب وكريم الروح !.