قلبي اطمأن2
قلبي اطمأن2
-A +A
عبدالرحمن العكيمي (تبوك) ALOKEMEabdualr@
قد تخطف كومة البرامج التلفزيونية والمسلسلات الكوميدية والتراجيدية الأنظار أحياناً، لكن بريق الإنسانية في بعض البرامج الهادفة يسطع رغم زخم الإنتاج الرمضاني ليتربع على اهتمام المشاهد بكل توقير، ويأتي برنامج (قلبي اطمأن) غائصاً في عمق الظروف الإنسانية بطريقة خاصة لامست مشاعر الناس ولقيت رواجاً كبيراً بينهم وحظيت بالقبول والإشادة والتفاعل.

البرنامج الذي تعرضه قناة «نور دبي» يقدم محتواه في كل مرة برسالة للعالم، من شاب يجول بلادا ويلتقي عبادا بغية تغيير حياتهم نحو الأفضل، وقهر الظروف التي يعيشها بسطاء وكادحون و احثون عن لقمة عيش شريفة.


«غيث» المتخفي في جلباب إنساني، يحاور الضيوف بنفس إنساني عال يلتقي بمن يعمل ويكدح في ركن معتم أو في ناحية منطفئة أو وسط شارع خلفي بائس أو على رصيف مهترئ، آخرهم بائعة المناديل التي التقاها في القاهرة وغير الكثير في حياتها، فالعجوز المصرية التي ظلت تسعى لسد حاجتها، بعيداً عن المطالب والاستعطاف، وجدت نفسها كريمة بوظيفة بلا جهد وعمرة بلا تكاليف، والسوداني مريض القلب والمصري الذي عاني الفشل الكلوي، كلاهما لم يجدا ما يمكن أن يمكنهما من العلاج وإجراء العمليات، فنالها غيث الشاب الذي تكفل بعلاجهما وسد حاجتهما. قد تبدو المسافة طويلة جدا باتجاه أحلام أناس ضاقت بهم الأرض، لكن برنامجاً كهذا يفتش عن المعوزين المنكسرين في طرقات الحياة القاسية، كفيل بتقليصها بإنسانية كبيرة تعزز المطالب بمثل هذه النوعية من البرامج التي تكف حاجات الناس وتحفز المشاهد للعمل الخيري.

في كل مرة، يعثر غيث على شخصية مهمشة تعاني من وجع الحياة وتحولاتها تكدح في صبر وجلد ولا تستلم، فتحظى بتقدير البرنامج والمشاهد والمذيع الذي يجوب دهاليز الهموم، ويكافئ مواجهة الظروف بما يعين على الانتصار والإيمان والصبر.