كـ«هدهد سليمان»، حط خالد مدخلي وارتحل وترك أثراً وإرثاً طيباً في نفوس السعوديين بظهوره التلفزيوني الأول في قناتهم الوطنية، بعد أن تخلى عن ربطة عنقه وبدلته الرسمية، معتمراً الزي السعودي الرسمي، بذات الجرأة التي عهدوه بها إبان تقديمه النشرة الخاصة بهم في قناة العربية، «نشرة الرابعة»، محاوراً على «السعودية» وزراء المالية، الطاقة، التجارة والاستثمار، إبان إقرار عدد من الإصلاحات الاقتصادية مطلع يناير الماضي، ليفاجأوا يوم أمس (الأربعاء) بنبأ استقالة مدخلي من إدارة قناة الإخبارية السعودية. ودون أن يفصح «مدخلي» أو وزير الإعلام الدكتور عواد العواد عن الأسباب التي وصفها الأخير بـ«رغبته الشخصية»، غادر خالد مدخلي مبنى وزارة الإعلام بعد أن عمل 3 أشهر مديراً للقناة السعودية الإخبارية وإتمامه 9 أشهر منذ مغادرته «العربية». المذيع السعودي ذو الـ 43 عاماً، فضّل العمل في الإعلام على التدريس، بعد أن حارب حتى قُبِل معلماً، قبل أن يبدأ مشواره الإعلامي الذي تنقل فيه داخل أروقة إذاعة الرياض، مقدماً لنشرات الأخبار، وبرنامج «استراحة الخميس»، لينتقل بعد ذلك للعمل في القناة السعودية الأولى عام 2003، ومن ثم الإخبارية السعودية. الإعلامي الذي أحبه السعوديون بعد أن وجدوا في أسئلته «الحادة» والمباشرة في نشرة الرابعة، لساناً يسأل بما يجول في عقولهم حتى اكتسب صيتاً ذائعاً في الشارع السعودي، قبل أن تكتب استقالته ووجهته «غير المحددة» فصلاً جديداً في مسيرة «مدخلي» الإعلامية.