-A +A
«عكاظ» (جدة) okaz_online@
«الإرادة هي ما يدفعك للخطوة الأولى على طريق الكفاح، أما العزيمة فهي ما يبقيك على هذا الطريق حتى النهاية».. بهذه الحكمة الشهيرة تسلح عضو مجلس الشورى السابق الدكتور موافق الرويلي، ليستمر في تأدية دور بطولي لا يزال يمارسه للعام السادس على التوالي، في ملاحقة حملة الدكتوراه والشهادات الوهمية، في الفضاء الافتراضي، عبر وسمه الشهير في تويتر «هلكوني»، الذي استلهم مسماه باقتراح من صديقه سامي الطخيس، بعد تغريدة للرويلي في مارس 2012 قال فيها «انهلكنا» من كثرة حاملي الشهادات الوهمية، فاقترح عليه صديقه الشاب استخدام مسمى «هلكوني» ليكون عنواناً للوسم الذي حقق شهرة واسعة، ونموذجا مذهلا في فاعلية ملاحقة أصحاب الشهادات الوهمية والمزورة، وتعريتهم ليس فقط محلياً، بل امتد صداه ليشمل جميع الأرجاء من المحيط إلى الخليج. فقد كشف الرويلي من خلال نحو 150 ألف تغريدة أطلقها في هذا الشأن، بعد بحث استقصائي بلا كلل ولا ملل، بين سطور آلاف السير الذاتية، مستغلا خبرته الأكاديمية في مجال مناهج التعليم، ما لا يقل عن 7 آلاف شخص، جلهم يعمل في منطقة الخليج، ويحملون هذا النوع من الشهادات الأكاديمية الجامعية والعليا، التي تبيعهم إياها مؤسسسات وهمية أو «مضروبة» كما يقال عنها بالعامية، مقابل حفنة من الدولارات، ويستغلها بعض هؤلاء المتسلقين كوسيلة سريعة للوصول إلى مناصب قيادية وحساسة في القطاعات الخاصة والعامة، والبعض الآخر يستخدمها للوجاهة الاجتماعية «هياطاً».

المتابع للدكتور الرويلي يدرك أنه شعلة من النشاط في مكافحة الشهادات الوهمية على مواقع التواصل الاجتماعي، يغرد بمعدل يتجاوز 2000 تغريدة في الشهر، أي نحو 70 تغريدة يومياً، أو 3 تغريدات في الساعة الواحدة، ولكن الطريق لتحقيق هذه الشهرة والنجاحات، لم يكن سهلاً كما يظن البعض، وليس محصوراً في هذا الكم من التغريدات فقط، فهذا المشروع، جاء انطلاقا من مبادئه الأكاديمية التي لا تقبل هذا التدليس والتزوير، انطلقت بواكيره الأولى منذ مطلع الثمانينات الميلادية، حين أهداه أحد أساتذته بجامعة أيوا الأمريكية كتاباً يحمل عنوان «مرض الشهادات»، الذي كان اللبنة الأولى في إعداد الرويلي مشروعه في مكافحة الشهادات الوهمية، وتقدم به رسمياً تحت قبة الشورى عام 1430هـ، وهي البداية العملية التي انطلق منها في طرح هذا الملف الحساس، لتجريم حاملي الشهادات الوهمية، وملاحقة الجهات المزودة بها، ولكن التوصيات التي وافق عليها الشورى وأقرها، لم تر النور بعد على هيئة مادة قانونية، تجرم الحصول على الشهادات الوهمية، إلا أن صاحب المشروع لم ييأس وقام بشق طريقه من خلال الفضاء الافتراضي، لملاحقة الوهميين لكشف حقيقة شهاداتهم، لينال لقب «شرطي تويتر» و«البعبع» الذي ترتعد له فرائص كل من سولت له شراء هذه الشهادات.