-A +A
«عكاظ» (جدة)
اكتمل نصاب الغياب وحال اليوم حولٌ كامل على رحيل عبدالحسين عبدالرضا، في الوقت الذي حال فيه الحول الثامن عشر على رحيل طلال مداح الذي لم يستطعمه الغياب منذ وفاته على مسرح المفتاحة عام 2000 حتى اليوم، عام مضى دون أن تدوي ضحكات عبدالرضا في فضاء الفن، وعام ينقضي دون أن يبهت وجع فراق المداح المترف في قلوب محبيه.

قبل سنة كاملة ودعنا عبدالرضا دون أن يعرف الغياب إليه طريقاً، فالذي خطفه الموت في الحادي عشر من أغسطس حين توقف قلبه، أورث محبيه مخزونا دراميا هائلا كفيلا بامتصاص لوعة فراقه وترسيخ بصمته البيضاء في الذاكرة. بالأمس تذكره أولئك الذين ما انفكوا يستحضرون أعماله العتيقة والأخيرة، وبينهما المساحة الشاسعة التي ما زالت تترامى دون أن توقفها حدود النهايات، فنعاه محبوه مجدداً واستحضروا قيمته وقامته على نحو أعاد للأذهان التفاصيل السعيدة التي كان يمطر بها القلوب المتعبة والنفوس التي حاقها كدر الأيام أو نالها الملل.


بين طلال وعبدالرضا قواسم مشتركة، يتقاطعان في صناعة الفرح وصياغة السعادة، يتوازيان في الابتسام الدافئ والألق الدائم والهيبة الفنية، ويتشاركان الجماهيرية الطاغية والشعبية الجارفة، الأمر الذي أصاب قلبيهما على غير موعد فتوقفا فجأة في ذات التاريخ وعلى مقربة من التوقيت نفسه. باليوم، كانت مواقع التواصل تتبارى في الحديث عنهما وقد غدا 11 أغسطس أشبه بحفلة لقاء على إيقاع الرحيل، فالراحلان اللذان غيبهما الموت ظلا ماثلين في ذاكرة الناس وقلوبهم، وأشعلا قناديل الشجن والسعادة من جديد.