وافدة متسولة أمام أحد المطاعم. (تصوير: مديني عسيري)
وافدة متسولة أمام أحد المطاعم. (تصوير: مديني عسيري)
-A +A
حسام الشيخ (جدة) okaz_online@
تسترق النظر، تخفي ملامحها إلا عينين حائرتين يمنة ويسرة، تظهران خلف طيات نقاب لم تحسن حبكته، لتتمكن من اصطياد هدفها المنتظر أثناء خروجه بكومة أكياس، تكشف خطواته المتثاقلة امتلاءها بما لذ وطاب من صنوف الأطعمة التي اشتهر بها مطعم «الفاست فود»، الذي اتخذت وزميلاتها من ساحته متكأ، بانتظار ما يجود به ذوو الجيوب العامرة.

وفي حديثه لـ«عكاظ»، أوضح عبدالرحمن الشهري أنه شعر بأنها تقصده، ولاحظ أن عينيها ترقبان أكياسه، فحث الخطى باتجاه سيارته. بعدما فرغ من دس حمولته في الشنطة، وإذا بها لحقته ليصبحا وجهاً لوجه، باغتته: ساعدني، وحين قرر منحها بضعة ريالات، لمح عينيها لا تزيغ عن شنطة السيارة، فأخرج 5 ريالات كاملة ليهبها إليها.


وقبل أن يغادر، سمعها تتمتم بلسان غير عربي: «5 ريالات إيش تسوي هذي.. ما تجيب وجبة»، رفع حاجبيه.. زم شفتيه مندهشاً، أدار محرك سيارته، وانطلق. في طريقه، مر بإشارة مرور، عادت إلى ذاكرته أيام كانت هؤلاء المتسولات يتوزعن في رباعيات أمام الإشارات الضوئية متخذات منها مراكز للتسول، بينما لا تطمع إحداهن في أكثر من ريال، قبل أن تتدخل إدارة مكافحة التسول للقضاء على الظاهرة التي عانى منها قائدو المركبات منذ أشهر ليست ببعيدة.

وفي غمرة تفكيره، قفز إلى ذهنه سؤال ملح: هل يستسلم لمنح هؤلاء أكثر من 5 ريالات، أم أن لمكافحة التسول رأياً آخر؟!

بدوره، أكد مصدر بوزارة العمل لـ«عكاظ» أن التسول محظور، ويجب القبض على كل من ينطبق عليه تعريف التسول، واتخاذ الإجراءات النظامية في حقه وفقاً للنظام الذي ينص على: «إذا كان المتسول أجنبياً، يحال فور القبض عليه إلى التحقيق لاتخاذ الإجراءات النظامية بإبعاده عن أراضي المملكة».