أطلقت سيدني أكبر المدن الأسترالية أكبر عرض للأسهم النارية لها على الإطلاق مؤذنة ببدء العام الجديد في مستهل موجة من الاحتفالات التي سيتابعها مليارات الأشخاص في أنحاء العالم.
وأضاءت كمية قياسية من الأسهم والمفرقعات سماء المدينة بألوان وأشكال متنوعة لمدة 12 دقيقة أبهرت أنظار أكثر من 1.5 مليون شخص احتشدوا أمام الخليج المواجهة للمدينة وفي الحدائق.
ولم تخفف عاصفة رعدية في وقت سابق من عزيمة المحتفلين الذين نصبوا الخيام في المكان، ووصل بعضهم في ساعات مبكرة من صباح اليوم (الاثنين).
وبما أن الأمم المتحدة أعلنت 2019 سنة للغات السكان الأصليين، يشهد خليج سيدني عروضا تحتفي بثقافات السكان الأصليين بما في ذلك لوحات من الأضواء على أعمدة جسر سيدني الشهير.
وعلى مر الوقت ستنتقل الاحتفالات إلى مدن العالم بأسره مع انتشار أمني كبير بسبب خطر وقوع اعتداءات.
ففي هونغ كونغ يتوقع حضور حوالى 300 ألف شخص إلى مرفأ فيكتوريا ليتابعوا الألعاب النارية التي ستستمر 10 دقائق وتطلق من 5 مواقع.
وفي جادة الشانزليزيه في باريس، ستجري الاحتفالات وسط إجراءات أمنية مشددة حيث يتوقع أن يتدفق المحتفلون بما فيهم السياح، وكذلك محتجو «السترات الصفراء» الذين وعدوا "بحدث احتفالي من دون عنف".
أما لندن فستنتقل إلى العام الجديد بالاحتفال بعلاقتها مع أوروبا بينما يثير بريكست انقساما حادا بين البريطانيين. وسترافق الألعاب النارية في وسط لندن موسيقى لفنانين من القارة الأوروبية.
وشهد العام 2018 اضطرابا كبيرا خصوصا بسبب الأزمة السياسية في بريطانيا حول الخروج من الاتحاد الأوروبي الذي سيبقى موضوع العناوين الكبرى لوسائل الإعلام حتى موعد تنفيذه في 29 مارس 2019.
وبعد عامين على الاستفتاء الذي جرى في يونيو 2016، ما زال المجتمع البريطاني يشهد انقسامات عميقة حول وسائل تنفيذ هذا الانفصال التاريخي الذي ينهي ارتباطا استمر منذ 1973.
وسيبقى الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أيضا الموضوع ألأساسي لعناوين وسائل الإعلام.
فقد أكدت سنة 2018 قدرته على قلب الموازين في الملفات الجيوسياسية الكبرى، من حربه التجارية مع الصين إلى انسحابه من الاتفاق النووي مع إيران وقراره نقل الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة الولايات المتحدة إليها.
لكن ترمب يقف وراء واحد من أكبر الاختراقات الدبلوماسية التي تحققت في 2018، عندما أصبح في يونيو في سنغافورة، أول رئيس أمريكي يلتقي زعيم كوريا الشمالية.
وكان كيم جونغ-أون فاجأ العالم في الأول من يناير 2018 بمد يده إلى الجنوب عبر إعلانه عن مشاركة رياضيين كوريين شماليين في الألعاب الأولمبية الشتوية في بيونشانغ.
وقد وعد للتو في رسالة غير معهودة وجهها إلى حكومة كوريا الجنوبية بأن يلتقي «مرارا» في 2019 نظيره مون جاي-إن لمناقشة إخلاء شبه الجزيرة من الأسلحة النووية.
لكن هذا الانفراج يبقى هشا وسيكون موضوع متابعة دقيقة في 2019، كما هو الحال بالنسبة لحرب اليمن التي أسفرت عن سقوط عشرة آلاف قتيل حتى الآن والوضع في سوريا التي دمرتها منذ 2011 حرب معقدة وقرر الرئيس ترمب مؤخرا سحب القوات الأمريكية منها.
ويفترض أن تتغير وجوه السلطة في دول عدة خلال هذه السنة الجديدة التي ستشهد انتخابات مهمة في أستراليا والهند وأفغانستان وجنوب إفريقيا والأرجنتين.