أكد عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي على أهمية رسالة المنتدى الدولي للاتصال الحكومي في مناقشة تطوير أداء المؤسسات الحكومية من خلال خدماتها والبنى التحتية التي توفرها والتشريعات الملائمة التي تقرها ومبادراتها الاستراتيجية، بما يسهم في تحقيق ريادة الخدمات الحكومية.
جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها، أمس الأربعاء بحضور نائب حاكم الشارقة الشيخ عبدالله بن سالم القاسمي، في حفل افتتاح الدورة الثامنة من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، التي ينظمها المركز الدولي للاتصال الحكومي، التابع للمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، على مدار يومين، في مركز إكسبو الشارقة، تحت شعار «تغيير سلوك.. تطوير إنسان»، بمشاركة نخبة من الخبراء وممارسي الاتصال الحكومي الدوليين.
وأشار حاكم الشارقة إلى أن فكرة تنمية القطاع الحكومي وتطبيق النظم التكنولوجية ليست بالفكرة الحديثة إلا أنها كانت محصورة في بعض الدول وأصبحت في السنوات الأخيرة أحد الموضوعات المثيرة للنقاش من حيث كيفية تطبيقها والاستفادة منها في منطقتنا.
وأوضح حاكم الشارقة أنه عند بداية تطبيق النظم الحديثة سعياً لتطوير العمل الحكومي حدثت أخطاء كثيرة بسبب التطور السريع للتكنولوجيا وتنوع طرق التواصل فيها وقلة المتخصصين والعارفين بها.
المؤسسات والمجتمع
وأوضح حاكم الشارقة الترابط بين المؤسسات الحكومية وأفراد المجتمع في علاقة متبادلة، حيث أن الموظف فيها هو جزء من المجتمع، وخدمات المؤسسات تقدم لأفراد المجتمع، مشيراً إلى أن تطور المؤسسات الحكومية وخدماتها يأتي بتطور موظفيها الذين يجيدون التعامل مع التقنيات الحديثة.
النظم الحديثة وقيادة المستقبل
ولفت حاكم الشارقة إلى أن مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة هو مجتمع شاب، معظمه من المتعلمين الجامعيين في مختلف التخصصات، مشيراً إلى أن هذه العلوم هي التي تسهم في إدارة التكنولوجيا والنظم الحديثة وتطويرها لخدمة المجتمع والقدرة على ايصالها لكافة فئات المجتمع.
ونوه إلى ضرورة الاستمرار في تطوير مهارات وخبرات العاملين في المؤسسات وتدرجهم في المسؤوليات الوظيفية وصولا إلى الوظائف القيادية، مع ضرورة إلحاقهم في برامج القيادة الشاملة التي تنفذها المؤسسات، مع استقطاب الكفاءات الخارجية في حالة الحاجة ولإدراج أفكار ووسائل جديدة.
هيئة كهرباء ومياه الشارقة مثال
وتطرق حاكم الشارقة إلى أهمية قدرة قيادة المؤسسات في العملية الحديثة على مواكبة النظم التكنولوجية والمعرفة بها متسائلاً سموه هل تكون القيادة من خارج المؤسسة أم من داخلها؟
لافتاً إلى التجربة الناجحة لهيئة كهرباء ومياه الشارقة ومن خلال قيادتها الجديدة، في إحداث تغيير من المستويات الوظيفية والإدارية والفنية الصغيرة إلى أعلاها، واستطاعت الهيئة بعد تطوير خدماتها من تمكين مختلف أفراد المجتمع ومشاركتهم بشكل فعلي للتعرف على هذه الخدمات وطرق استخدمها.
ودعا إلى ضرورة أن تعمم هذه التجربة التي حققتها هيئة كهرباء ومياه الشارقة على كافة المؤسسات والهيئات المحلية الحكومية.
وانطلق حفل الافتتاح بعرض فيلم سلط الضوء على رؤية ورسالة المنتدى في دورته لهذا العام، وأهميته في ظل متغيرات العصر الراهن، وأثره على تحول سياسات التنمية المجتمعية، والتحول في مسلكيات الأفراد داخل بلدانهم.
وخلال الحفل ألقى رئيس مجلس الشارقة للإعلام الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، كلمة أشار فيها إلى أن إمارة الشارقة تحتضن في يومين من كل عام العالم عبر سلسلة من الحوارات والجلسات وورش العمل الاستثنائية المصاحبة لفعاليات المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، الذي يفتح في كل عام الأبواب على آفاق جديدة للاتصال الحكومي في المنطقة والعالم.
ولفت الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، إلى أن الجميع يعلم كيف أن الاتصال الحكومي بات القلب النابض للعمل الحكومي، وذلك نظراً للتطور في طريقة التواصل البشري، كما أنه بات معياراً من معايير نجاح العمل الحكومي، مبيناً أن هناك عدد من المؤسسات الدولية بدأت ربط نجاح الحكومات بجودة وقوة تواصلها مع كافة أفراد جمهورها.
وأضاف الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي «أقف اليوم لأتحدث عن عامل مهم في نجاح جهود الاتصال الحكومي، يجب أن يحظى بتركيز أكثر، وهو الإنسان، فبدون إنسان متحفز للتطوير، وقادر على تغيير أنماط تفكيره لتواكب عصره، وجاهز لأن يكون قوة دافعة لمستقبل بلاده، لن تنفعنا كل التقنيات المتطورة في التواصل معه، ولن تنفعنا كل الخطط التنموية لتطوير حياته وتأمين مستقبله».
وحول عدة تساؤلات وردت حول شعار المنتدى لهذا العام «تغيير سلوك.. تطوير إنسان»، قال الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي: «عندما نقول (تغيير السلوك) فإننا حتماً لا نقصد التدخل في حياة الناس، أو إصدار الأحكام المسبقة على طريقة حياتهم، فتغيير السلوك الذي نقصده ونطمح لتحقيقه من خلال برامج الاتصال الحكومي يكمن في ثلاثة خطوات هي العمل على فهم الإنسان ونفسيته وعقليته وتأثير محيطه على سلوكه بطريقة علمية مدروسة، وتوعية الإنسان بالخيارات السلوكية المتاحة أمامه في مختلف المسائل، التي تعترض حياته وتؤثر فيها وفي المجتمع ككل، والسعي لتحفيز هذا الإنسان وإلهامه لاختيار السلوك الداعم لمصلحته ومصلحة مجتمعه».
وتابع رئيس مجلس الشارقة للإعلام «علم تغيير السلوك ليس جانباً مهماً من الاتصال الحكومي فحسب، فهو يعد حالياً قلبُ الاتصال الحكومي العصري لأن عقلية الإنسان وسلوكه سيظلان دائماً عاملين أساسيين في رقي المجتمعات أو تأخرها، ولأن عقلية الإنسان وسلوكه يؤثران بطريقة إيجابية أو سلبية على نجاح البرامج والمشاريع التنموية التي تطرحها الحكومات».
وأكد الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، أن الدورة الثامنة من المنتدى ستسعى للإجابة على عدد من الأسئلة حول الذي يمكن أن يفعله الاتصال الحكومي لفهم الإنسان بشكل أعمق، ولتحفيزه من الداخل على المساهمة في التصدي لتحديات المستقبل في كافة المجالات، لافتاً أن الاستثمار في الإنسان الناجح المتقدم هو هدفٌ سامٍ تسعى إليه كل الحكومات المخلصة لشعوبها.
وتوقف الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، عند اهتمام القيادة في دولة الإمارات وإمارة الشارقة بالإنسان، الذي تضعه أولاً، وتعتبره ثروة المجتمعات الحقيقية، وقال «إن استثمار حاكم الشارقة في الثقافة والكتاب والقراءة، هو استثمارٌ في تهذيب أخلاق الفرد، وتزكيةٌ لنفسه وسلوكه وتطويرٌ لفكره، واستثمار قرينة سموه، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، الجهد والوقت لإنشاء مؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، هو استثمارٌ في تطويرِ مهارة الفرد، ومنحِه الأدوات العلمية والعملية لتأدية دور إيجابي في المجتمع في المستقبل».
وأكد الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، أن قراءة متأنية لمستقبلنا توضح أن حياتنا في طريقها إلى تغييرات جِذرية، قاطعاً بأن الشارقة ستواكب هذه التغييرات، ومبيناً في الوقت نفسه أنه لا يمكن تحقيق هذه المواكبة بمعزل عن تطوير أنماط التفكير، واكتساب سلوكيات تتوافق مع تطلعاتنا.
كما تخلل الحفل عرض فيديو تسجيلي للإعلامي الأميركي، لاري كينج، الملقب بـ«سيد الميكروفون»، استعرض خلاله تجربته المتعلقة بدور الاتصال الحكومي في إحداث التغيير الإيجابي عند الإنسان، وخبرته في الاتصال والإعلام الجماهيري عموماً، وكيفية تعامله مع آلاف الشخصيات التي حاورها، ونظرته إلى التأثير الكبير الذي تحدثه وسائل التواصل الاجتماعي في سلوكيات الأفراد والجماعات والمؤسسات.
وركز كينج في حديثه على الأدوار التي أصبحت تلعبها منصات التواصل الاجتماعي في الفضاء الإعلامي، مؤكداً أنها باتت تساعد الأشخاص في التعبير عن آرائهم، وباتت أيضاً منصة لإطلاق الشائعات والأخبار الزائفة، لافتاً أن الأخبار الزائفة ليست وليدة اللحظة وأنه عايش الكثير من النماذج لأخبار زائفة خلال فترة الحرب الباردة، وأوضح بأن هذه الظاهرة آخذة في التصاعد والانتشار وبسرعة تفوق سرعة الضوء وذلك بسبب التقنيات الحديثة، مبيناً في الوقت ذاته أنها ستظل موجودة في المستقبل، ودعا كينج الحكومات لمزيد من التواصل والشفافية مع مواطنيها وتوجيههم نحو الأفعال البناءة حتى يتسنى لها التصدي للتحديات التي تفرزها الأخبار الزائفة.
وشهد الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، الجلسة الملهمة التي أقيمت ضمن فعاليات حفل الافتتاح، والتي قدمها الناشط المجتمعي وصانع الأفلام ريتشارد ويليامز الملقب بـ «برينس Ea»، والتي حملت عنوان «خلافاً لما اعتقدنا»، وتحدث فيها ويليامز عن جوانب مختلفة مرتبطة بدور تغيير السلوك في تطور الإنسان، استناداً إلى تجربته في صناعة المحتوى والأفلام التحفيزية، التي تركز على قضايا متخصصة مثل الحفاظ على البيئة والقضايا العرقية والتوازن بين العمل والحياة.
كما شهد جلسة «الإنسان المسؤول: مفتاح الحلول لتحديات المستقبل»، التي تحدث فيها كلٌ من الشيخ سلطان بن سعود القاسمي المحاضر والباحث في الشؤون الاجتماعية والسياسية والثقافية في دول الخليج العربية، والدكتور نبيل الخطيب المدير العام لقناتي العربية والحدث، ورينيه كارايول المتحدث العالمي والخبير في القيادة الملهمة والثقافة، وربيع زريقات مؤسس مبادرة «ذكرى» إحدى أهم المبادرات في العمل المجتمعي التشاركي في الأردن، وأدارت الإعلامية زينة يازجي.
وسلّطت الجلسة الضوء على ما يعنيه أن يكون الإنسان مسؤولاً، حيث أشار الشيخ سلطان بن سعود القاسمي، إلى أنه على المواطن أن يكون إيجابياً ويعي حقيقة مواطنته، وهويته، وسماتها الحقيقية التي غرسها الأجداد والآباء المؤسسين، لافتاً إلى أن منظومة القيم والمرتكزات الأساسية التي تشكّل الهوية المجتمعية الإماراتية هي نتاج جهد طويل ومتراكم طيلة عقود من الزمن.
وتابع «علينا أن نستفيد من الدور والعِبر التي تركها لنا الجيل الذي سبقنا، فهو جيل ناجح استطاع أن يؤسس دولة، ويقوم باتحاد قوي دولة يطمح الكثير من الشباب العربي للعيش فيها لما تقدمه من خيارات تنموية على الصعيدين الاقتصادي والمعرفي، وإذا أردنا أن نصل إلى إنسان مسؤول ومؤمن بهويته ومجتمع وبلاده يجب أن ننتبه للطفل، علينا أن نحترم الأطفال وألا نتحدث معهم بشكل ثانوي، فتمكين المواطن منذ النشأة غاية في الأهمية، كون الدور قد جاء ليكون الفرد منا مواطناً واعياً مسؤولاً يخدم وطنه ليس في كونه موظفاً حكومياً بل فرداً عادياً تلقى على عاتقه مسؤولية كبيرة جداً، وعلى الجميع أن يثق بقدراته».
ولفت الشيخ سلطان بن سعود القاسمي إلى أن العالم الافتراضي ومنصات التواصل الاجتماعية سمحت بإيجاد سلوكيات مغايرة عما يفعله الانسان على أرض الواقع سواء من خلال ما ينشره عن يومياته أو ما يتصرف به ويعبّر من خلاله عن آراءه، منبّهاً في الوقت نفسه إلى ضرورة رؤية كل تلك التصرفات بدون وجود عوائق، ليتمكن الإنسان من التعبير عن ذاته بشكل واضح من دون وجود لأي وسائط بينه وبين الآخرين.
ومن جانبه تحدث المدير العام لقنوات العربية والحدث الدكتور نبيل الخطيب، عن دور الإعلام في بناء إنسان عربي مسؤول، حيث أشار إلى أن الإعلام مجال حيوي يتفاعل فيه جميع الأطراف على اختلافهم للوصول سوية إلى هدف أو توجه ما.
وعن الدور الذي يلعبه الإعلام في تعزيز الهوية العربية، تطرق الخطيب للحديث عن وجود 16 قناة إخبارية متخصصة ناطقة باللغة العربية تستهدف الجمهور العربي، موضحاً أن 4 منها فقط مملوكة للعرب والباقي لجهات خارجية، لافتاً إلى أن تلك الجهات تلعب دوراً في تمرير برامجها ورؤيتها وهذا عامل يؤثر على الهوية الثقافية العربية.
وأضاف الخطيب «إذا لم تكن المؤسسة مصدراً مقنعاً للأخبار فهناك بدائل كثيرة سيتوجه لها الجمهور الذي يبحث عن إثراء معارفه وثقافته، لذا علينا أن نصنع بدائل طوعية لتلك القنوات بحيث يتسنى للفرد الذي يشعر بالفخر بثقافته أن يرى تعبيراً عنها وأنا لا أستطيع أن أروّج بشكل جذّاب للفنانين التشكيليين العرب على سبيل المثال، وهذا يعكس ضعف حضورهم وقلة شهرتهم، بينما في المقابل هناك من روّج لفنانيه ومبدعيه بشكل أكبر وأكثر كفاءة».
بدوره تطرق رينيه كارايول متحدث عالمي، وخبير في القيادة الملهمة والثقافة في مداخلته للحديث عن الحكومات والنخب والإعلام والمؤثرين كلهم شركاء في بناء الإنسان وتوجيهه ليكون فرداً مسؤولاً وفاعلاً في المجتمع.
وتابع«على من يقوم بعمليات الاتصال أن يراعي الفروقات الديموغرافية ويقدر شعور الآخرين واختلافاتهم وأن يتفاعل معهم، إذ لا يوجد مقياس واحد للأشخاص، ولا يمكنني إنكار أنه لا يوجد أحد بارع في عملية الاتصال من طرفين، إذ يجب على المؤثرين والإعلام والحكومات أن يعززوا من ثقافة الاتصال الثنائي بين الأفراد، وتنويع الرسائل إذ لا يمكن إرسال رسالة واحدة لتتناسب مع جميع أفراد المجتمع بل يجب على الحكومات أن تكون ذكية في أساليب اختيارها لنوعية الرسالة التي تريد أن توجهها للجمهور».
من جانبه قال مؤسس مبادرة «ذكرى» ربيع زريقات «إن جميع ما نبحث عنه في عملية الاتصال والتنمية وبناء الإنسان هي مفاهيم تقليدية موجودة في المجتمع ومتأصلة فيه سواء على صعيد الاستدامة أو الإنتاجية والريادة وغيرها، لافتاً إلى أن هذا ما لمسه من خلال جولاته الكثيرة في الأرياف والقرى، والتي أدت لتأسيس المبادرة».
وتابع زريقات «منذ آلاف السنوات تعلّم الناس المفاهيم التنموية بشكلها الأصيل، فالإنتاجية كانت تأتي بشكل تلقائي، ناهيك عن الاستدامة وتدوير المواد والاستفادة من جميع ما يحيط بمجتمعهم وبيئتهم هذا كله يعود لأنهم كانوا مترابطين لا منسلخين عن واقعهم كما يحصل لنا الآن، وهناك الكثير من القيم من حولنا، علينا أن نحب أنفسنا ونثق بها، ليتعزّز الانتماء لدينا سواء على صعيد البيئة أو الثقافة أو المجتمع بأكمله».
وتجول عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي والحضور بعد حفل الافتتاح في أروقة المنتدى، مطلعاً على الفعاليات المصاحبة، حيث تابع جانباً من بعض الورش التدريبية والجلسات التفاعلية، وتفقد أجنحة عدد من الجهات والمؤسسات والدوائر المشاركة، واستمع سموه إلى شرح مفصل حول ما تضمه المنصات والأجنحة من فعاليات وأنشطة تتمحور حول أهداف المنتدى.
حضر حفل الافتتاح إلى جانب حاكم الشارقة كلٌ من الشيخ خالد بن عبدالله القاسمي رئيس دائرة الموانئ البحرية والجمارك، والشيخ خالد بن عصام القاسمي رئيس دائرة الطيران المدني، والشيخ سالم بن عبدالرحمن القاسمي رئيس مكتب الحاكم، والشيخ فاهم بن سلطان القاسمي رئيس دائرة العلاقات الحكومية، والشيخ محمد بن حميد القاسمي مدير دائرة الاحصاء والتنمية المجتمعية، الشيخ فيصل بن سعود القاسمي مدير هيئة مطار الشارقة الدولي، والشيخ ماجد بن عبد الله القاسمي مدير دائرة العلاقات الحكومية.
كما حضر الحفل أيضا الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير دولة، وخولة عبدالرحمن الملا رئيس المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، وسالم علي المهيري رئيس المجلس البلدي لمدينة الشارقة، واللواء سيف الزري الشامسي قائد عام شرطة الشارقة، ورؤساء ومدراء الدوائر والمؤسسات الاتحادية والمحلية، وسعادة طارق سعيد علاي مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، وجواهر النقبي مدير المركز الدولي للاتصال الحكومي، وضيوف المنتدى ورؤساء التحرير في المؤسسات الإعلامية.
ويقام المنتدى الدولي للاتصال الحكومي هذا العام بالشراكة مع عدد من أهم المؤسسات الوطنية والدولية أبرزها غرفة تجارة وصناعة الشارقة، ومدينة الشارقة للإعلام «شمس»، وهيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، وهيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة، ومؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، ودائرة الحكومة الإلكترونية بالشارقة، ومؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة، وقناة «سكاي نيوز» أستراليا، و«نيويورك تايمز» أمريكا، وقناة العربية، ووكالة أنباء الإمارات، ومؤسسة دبي للإعلام، ومؤسسة أبوظبي للإعلام، ودار الخليج للصحافة والنشر.
جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها، أمس الأربعاء بحضور نائب حاكم الشارقة الشيخ عبدالله بن سالم القاسمي، في حفل افتتاح الدورة الثامنة من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، التي ينظمها المركز الدولي للاتصال الحكومي، التابع للمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، على مدار يومين، في مركز إكسبو الشارقة، تحت شعار «تغيير سلوك.. تطوير إنسان»، بمشاركة نخبة من الخبراء وممارسي الاتصال الحكومي الدوليين.
وأشار حاكم الشارقة إلى أن فكرة تنمية القطاع الحكومي وتطبيق النظم التكنولوجية ليست بالفكرة الحديثة إلا أنها كانت محصورة في بعض الدول وأصبحت في السنوات الأخيرة أحد الموضوعات المثيرة للنقاش من حيث كيفية تطبيقها والاستفادة منها في منطقتنا.
وأوضح حاكم الشارقة أنه عند بداية تطبيق النظم الحديثة سعياً لتطوير العمل الحكومي حدثت أخطاء كثيرة بسبب التطور السريع للتكنولوجيا وتنوع طرق التواصل فيها وقلة المتخصصين والعارفين بها.
المؤسسات والمجتمع
وأوضح حاكم الشارقة الترابط بين المؤسسات الحكومية وأفراد المجتمع في علاقة متبادلة، حيث أن الموظف فيها هو جزء من المجتمع، وخدمات المؤسسات تقدم لأفراد المجتمع، مشيراً إلى أن تطور المؤسسات الحكومية وخدماتها يأتي بتطور موظفيها الذين يجيدون التعامل مع التقنيات الحديثة.
النظم الحديثة وقيادة المستقبل
ولفت حاكم الشارقة إلى أن مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة هو مجتمع شاب، معظمه من المتعلمين الجامعيين في مختلف التخصصات، مشيراً إلى أن هذه العلوم هي التي تسهم في إدارة التكنولوجيا والنظم الحديثة وتطويرها لخدمة المجتمع والقدرة على ايصالها لكافة فئات المجتمع.
ونوه إلى ضرورة الاستمرار في تطوير مهارات وخبرات العاملين في المؤسسات وتدرجهم في المسؤوليات الوظيفية وصولا إلى الوظائف القيادية، مع ضرورة إلحاقهم في برامج القيادة الشاملة التي تنفذها المؤسسات، مع استقطاب الكفاءات الخارجية في حالة الحاجة ولإدراج أفكار ووسائل جديدة.
هيئة كهرباء ومياه الشارقة مثال
وتطرق حاكم الشارقة إلى أهمية قدرة قيادة المؤسسات في العملية الحديثة على مواكبة النظم التكنولوجية والمعرفة بها متسائلاً سموه هل تكون القيادة من خارج المؤسسة أم من داخلها؟
لافتاً إلى التجربة الناجحة لهيئة كهرباء ومياه الشارقة ومن خلال قيادتها الجديدة، في إحداث تغيير من المستويات الوظيفية والإدارية والفنية الصغيرة إلى أعلاها، واستطاعت الهيئة بعد تطوير خدماتها من تمكين مختلف أفراد المجتمع ومشاركتهم بشكل فعلي للتعرف على هذه الخدمات وطرق استخدمها.
ودعا إلى ضرورة أن تعمم هذه التجربة التي حققتها هيئة كهرباء ومياه الشارقة على كافة المؤسسات والهيئات المحلية الحكومية.
وانطلق حفل الافتتاح بعرض فيلم سلط الضوء على رؤية ورسالة المنتدى في دورته لهذا العام، وأهميته في ظل متغيرات العصر الراهن، وأثره على تحول سياسات التنمية المجتمعية، والتحول في مسلكيات الأفراد داخل بلدانهم.
وخلال الحفل ألقى رئيس مجلس الشارقة للإعلام الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، كلمة أشار فيها إلى أن إمارة الشارقة تحتضن في يومين من كل عام العالم عبر سلسلة من الحوارات والجلسات وورش العمل الاستثنائية المصاحبة لفعاليات المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، الذي يفتح في كل عام الأبواب على آفاق جديدة للاتصال الحكومي في المنطقة والعالم.
ولفت الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، إلى أن الجميع يعلم كيف أن الاتصال الحكومي بات القلب النابض للعمل الحكومي، وذلك نظراً للتطور في طريقة التواصل البشري، كما أنه بات معياراً من معايير نجاح العمل الحكومي، مبيناً أن هناك عدد من المؤسسات الدولية بدأت ربط نجاح الحكومات بجودة وقوة تواصلها مع كافة أفراد جمهورها.
وأضاف الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي «أقف اليوم لأتحدث عن عامل مهم في نجاح جهود الاتصال الحكومي، يجب أن يحظى بتركيز أكثر، وهو الإنسان، فبدون إنسان متحفز للتطوير، وقادر على تغيير أنماط تفكيره لتواكب عصره، وجاهز لأن يكون قوة دافعة لمستقبل بلاده، لن تنفعنا كل التقنيات المتطورة في التواصل معه، ولن تنفعنا كل الخطط التنموية لتطوير حياته وتأمين مستقبله».
وحول عدة تساؤلات وردت حول شعار المنتدى لهذا العام «تغيير سلوك.. تطوير إنسان»، قال الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي: «عندما نقول (تغيير السلوك) فإننا حتماً لا نقصد التدخل في حياة الناس، أو إصدار الأحكام المسبقة على طريقة حياتهم، فتغيير السلوك الذي نقصده ونطمح لتحقيقه من خلال برامج الاتصال الحكومي يكمن في ثلاثة خطوات هي العمل على فهم الإنسان ونفسيته وعقليته وتأثير محيطه على سلوكه بطريقة علمية مدروسة، وتوعية الإنسان بالخيارات السلوكية المتاحة أمامه في مختلف المسائل، التي تعترض حياته وتؤثر فيها وفي المجتمع ككل، والسعي لتحفيز هذا الإنسان وإلهامه لاختيار السلوك الداعم لمصلحته ومصلحة مجتمعه».
وتابع رئيس مجلس الشارقة للإعلام «علم تغيير السلوك ليس جانباً مهماً من الاتصال الحكومي فحسب، فهو يعد حالياً قلبُ الاتصال الحكومي العصري لأن عقلية الإنسان وسلوكه سيظلان دائماً عاملين أساسيين في رقي المجتمعات أو تأخرها، ولأن عقلية الإنسان وسلوكه يؤثران بطريقة إيجابية أو سلبية على نجاح البرامج والمشاريع التنموية التي تطرحها الحكومات».
وأكد الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، أن الدورة الثامنة من المنتدى ستسعى للإجابة على عدد من الأسئلة حول الذي يمكن أن يفعله الاتصال الحكومي لفهم الإنسان بشكل أعمق، ولتحفيزه من الداخل على المساهمة في التصدي لتحديات المستقبل في كافة المجالات، لافتاً أن الاستثمار في الإنسان الناجح المتقدم هو هدفٌ سامٍ تسعى إليه كل الحكومات المخلصة لشعوبها.
وتوقف الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، عند اهتمام القيادة في دولة الإمارات وإمارة الشارقة بالإنسان، الذي تضعه أولاً، وتعتبره ثروة المجتمعات الحقيقية، وقال «إن استثمار حاكم الشارقة في الثقافة والكتاب والقراءة، هو استثمارٌ في تهذيب أخلاق الفرد، وتزكيةٌ لنفسه وسلوكه وتطويرٌ لفكره، واستثمار قرينة سموه، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، الجهد والوقت لإنشاء مؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، هو استثمارٌ في تطويرِ مهارة الفرد، ومنحِه الأدوات العلمية والعملية لتأدية دور إيجابي في المجتمع في المستقبل».
وأكد الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، أن قراءة متأنية لمستقبلنا توضح أن حياتنا في طريقها إلى تغييرات جِذرية، قاطعاً بأن الشارقة ستواكب هذه التغييرات، ومبيناً في الوقت نفسه أنه لا يمكن تحقيق هذه المواكبة بمعزل عن تطوير أنماط التفكير، واكتساب سلوكيات تتوافق مع تطلعاتنا.
كما تخلل الحفل عرض فيديو تسجيلي للإعلامي الأميركي، لاري كينج، الملقب بـ«سيد الميكروفون»، استعرض خلاله تجربته المتعلقة بدور الاتصال الحكومي في إحداث التغيير الإيجابي عند الإنسان، وخبرته في الاتصال والإعلام الجماهيري عموماً، وكيفية تعامله مع آلاف الشخصيات التي حاورها، ونظرته إلى التأثير الكبير الذي تحدثه وسائل التواصل الاجتماعي في سلوكيات الأفراد والجماعات والمؤسسات.
وركز كينج في حديثه على الأدوار التي أصبحت تلعبها منصات التواصل الاجتماعي في الفضاء الإعلامي، مؤكداً أنها باتت تساعد الأشخاص في التعبير عن آرائهم، وباتت أيضاً منصة لإطلاق الشائعات والأخبار الزائفة، لافتاً أن الأخبار الزائفة ليست وليدة اللحظة وأنه عايش الكثير من النماذج لأخبار زائفة خلال فترة الحرب الباردة، وأوضح بأن هذه الظاهرة آخذة في التصاعد والانتشار وبسرعة تفوق سرعة الضوء وذلك بسبب التقنيات الحديثة، مبيناً في الوقت ذاته أنها ستظل موجودة في المستقبل، ودعا كينج الحكومات لمزيد من التواصل والشفافية مع مواطنيها وتوجيههم نحو الأفعال البناءة حتى يتسنى لها التصدي للتحديات التي تفرزها الأخبار الزائفة.
وشهد الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، الجلسة الملهمة التي أقيمت ضمن فعاليات حفل الافتتاح، والتي قدمها الناشط المجتمعي وصانع الأفلام ريتشارد ويليامز الملقب بـ «برينس Ea»، والتي حملت عنوان «خلافاً لما اعتقدنا»، وتحدث فيها ويليامز عن جوانب مختلفة مرتبطة بدور تغيير السلوك في تطور الإنسان، استناداً إلى تجربته في صناعة المحتوى والأفلام التحفيزية، التي تركز على قضايا متخصصة مثل الحفاظ على البيئة والقضايا العرقية والتوازن بين العمل والحياة.
كما شهد جلسة «الإنسان المسؤول: مفتاح الحلول لتحديات المستقبل»، التي تحدث فيها كلٌ من الشيخ سلطان بن سعود القاسمي المحاضر والباحث في الشؤون الاجتماعية والسياسية والثقافية في دول الخليج العربية، والدكتور نبيل الخطيب المدير العام لقناتي العربية والحدث، ورينيه كارايول المتحدث العالمي والخبير في القيادة الملهمة والثقافة، وربيع زريقات مؤسس مبادرة «ذكرى» إحدى أهم المبادرات في العمل المجتمعي التشاركي في الأردن، وأدارت الإعلامية زينة يازجي.
وسلّطت الجلسة الضوء على ما يعنيه أن يكون الإنسان مسؤولاً، حيث أشار الشيخ سلطان بن سعود القاسمي، إلى أنه على المواطن أن يكون إيجابياً ويعي حقيقة مواطنته، وهويته، وسماتها الحقيقية التي غرسها الأجداد والآباء المؤسسين، لافتاً إلى أن منظومة القيم والمرتكزات الأساسية التي تشكّل الهوية المجتمعية الإماراتية هي نتاج جهد طويل ومتراكم طيلة عقود من الزمن.
وتابع «علينا أن نستفيد من الدور والعِبر التي تركها لنا الجيل الذي سبقنا، فهو جيل ناجح استطاع أن يؤسس دولة، ويقوم باتحاد قوي دولة يطمح الكثير من الشباب العربي للعيش فيها لما تقدمه من خيارات تنموية على الصعيدين الاقتصادي والمعرفي، وإذا أردنا أن نصل إلى إنسان مسؤول ومؤمن بهويته ومجتمع وبلاده يجب أن ننتبه للطفل، علينا أن نحترم الأطفال وألا نتحدث معهم بشكل ثانوي، فتمكين المواطن منذ النشأة غاية في الأهمية، كون الدور قد جاء ليكون الفرد منا مواطناً واعياً مسؤولاً يخدم وطنه ليس في كونه موظفاً حكومياً بل فرداً عادياً تلقى على عاتقه مسؤولية كبيرة جداً، وعلى الجميع أن يثق بقدراته».
ولفت الشيخ سلطان بن سعود القاسمي إلى أن العالم الافتراضي ومنصات التواصل الاجتماعية سمحت بإيجاد سلوكيات مغايرة عما يفعله الانسان على أرض الواقع سواء من خلال ما ينشره عن يومياته أو ما يتصرف به ويعبّر من خلاله عن آراءه، منبّهاً في الوقت نفسه إلى ضرورة رؤية كل تلك التصرفات بدون وجود عوائق، ليتمكن الإنسان من التعبير عن ذاته بشكل واضح من دون وجود لأي وسائط بينه وبين الآخرين.
ومن جانبه تحدث المدير العام لقنوات العربية والحدث الدكتور نبيل الخطيب، عن دور الإعلام في بناء إنسان عربي مسؤول، حيث أشار إلى أن الإعلام مجال حيوي يتفاعل فيه جميع الأطراف على اختلافهم للوصول سوية إلى هدف أو توجه ما.
وعن الدور الذي يلعبه الإعلام في تعزيز الهوية العربية، تطرق الخطيب للحديث عن وجود 16 قناة إخبارية متخصصة ناطقة باللغة العربية تستهدف الجمهور العربي، موضحاً أن 4 منها فقط مملوكة للعرب والباقي لجهات خارجية، لافتاً إلى أن تلك الجهات تلعب دوراً في تمرير برامجها ورؤيتها وهذا عامل يؤثر على الهوية الثقافية العربية.
وأضاف الخطيب «إذا لم تكن المؤسسة مصدراً مقنعاً للأخبار فهناك بدائل كثيرة سيتوجه لها الجمهور الذي يبحث عن إثراء معارفه وثقافته، لذا علينا أن نصنع بدائل طوعية لتلك القنوات بحيث يتسنى للفرد الذي يشعر بالفخر بثقافته أن يرى تعبيراً عنها وأنا لا أستطيع أن أروّج بشكل جذّاب للفنانين التشكيليين العرب على سبيل المثال، وهذا يعكس ضعف حضورهم وقلة شهرتهم، بينما في المقابل هناك من روّج لفنانيه ومبدعيه بشكل أكبر وأكثر كفاءة».
بدوره تطرق رينيه كارايول متحدث عالمي، وخبير في القيادة الملهمة والثقافة في مداخلته للحديث عن الحكومات والنخب والإعلام والمؤثرين كلهم شركاء في بناء الإنسان وتوجيهه ليكون فرداً مسؤولاً وفاعلاً في المجتمع.
وتابع«على من يقوم بعمليات الاتصال أن يراعي الفروقات الديموغرافية ويقدر شعور الآخرين واختلافاتهم وأن يتفاعل معهم، إذ لا يوجد مقياس واحد للأشخاص، ولا يمكنني إنكار أنه لا يوجد أحد بارع في عملية الاتصال من طرفين، إذ يجب على المؤثرين والإعلام والحكومات أن يعززوا من ثقافة الاتصال الثنائي بين الأفراد، وتنويع الرسائل إذ لا يمكن إرسال رسالة واحدة لتتناسب مع جميع أفراد المجتمع بل يجب على الحكومات أن تكون ذكية في أساليب اختيارها لنوعية الرسالة التي تريد أن توجهها للجمهور».
من جانبه قال مؤسس مبادرة «ذكرى» ربيع زريقات «إن جميع ما نبحث عنه في عملية الاتصال والتنمية وبناء الإنسان هي مفاهيم تقليدية موجودة في المجتمع ومتأصلة فيه سواء على صعيد الاستدامة أو الإنتاجية والريادة وغيرها، لافتاً إلى أن هذا ما لمسه من خلال جولاته الكثيرة في الأرياف والقرى، والتي أدت لتأسيس المبادرة».
وتابع زريقات «منذ آلاف السنوات تعلّم الناس المفاهيم التنموية بشكلها الأصيل، فالإنتاجية كانت تأتي بشكل تلقائي، ناهيك عن الاستدامة وتدوير المواد والاستفادة من جميع ما يحيط بمجتمعهم وبيئتهم هذا كله يعود لأنهم كانوا مترابطين لا منسلخين عن واقعهم كما يحصل لنا الآن، وهناك الكثير من القيم من حولنا، علينا أن نحب أنفسنا ونثق بها، ليتعزّز الانتماء لدينا سواء على صعيد البيئة أو الثقافة أو المجتمع بأكمله».
وتجول عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي والحضور بعد حفل الافتتاح في أروقة المنتدى، مطلعاً على الفعاليات المصاحبة، حيث تابع جانباً من بعض الورش التدريبية والجلسات التفاعلية، وتفقد أجنحة عدد من الجهات والمؤسسات والدوائر المشاركة، واستمع سموه إلى شرح مفصل حول ما تضمه المنصات والأجنحة من فعاليات وأنشطة تتمحور حول أهداف المنتدى.
حضر حفل الافتتاح إلى جانب حاكم الشارقة كلٌ من الشيخ خالد بن عبدالله القاسمي رئيس دائرة الموانئ البحرية والجمارك، والشيخ خالد بن عصام القاسمي رئيس دائرة الطيران المدني، والشيخ سالم بن عبدالرحمن القاسمي رئيس مكتب الحاكم، والشيخ فاهم بن سلطان القاسمي رئيس دائرة العلاقات الحكومية، والشيخ محمد بن حميد القاسمي مدير دائرة الاحصاء والتنمية المجتمعية، الشيخ فيصل بن سعود القاسمي مدير هيئة مطار الشارقة الدولي، والشيخ ماجد بن عبد الله القاسمي مدير دائرة العلاقات الحكومية.
كما حضر الحفل أيضا الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير دولة، وخولة عبدالرحمن الملا رئيس المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، وسالم علي المهيري رئيس المجلس البلدي لمدينة الشارقة، واللواء سيف الزري الشامسي قائد عام شرطة الشارقة، ورؤساء ومدراء الدوائر والمؤسسات الاتحادية والمحلية، وسعادة طارق سعيد علاي مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، وجواهر النقبي مدير المركز الدولي للاتصال الحكومي، وضيوف المنتدى ورؤساء التحرير في المؤسسات الإعلامية.
ويقام المنتدى الدولي للاتصال الحكومي هذا العام بالشراكة مع عدد من أهم المؤسسات الوطنية والدولية أبرزها غرفة تجارة وصناعة الشارقة، ومدينة الشارقة للإعلام «شمس»، وهيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، وهيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة، ومؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، ودائرة الحكومة الإلكترونية بالشارقة، ومؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة، وقناة «سكاي نيوز» أستراليا، و«نيويورك تايمز» أمريكا، وقناة العربية، ووكالة أنباء الإمارات، ومؤسسة دبي للإعلام، ومؤسسة أبوظبي للإعلام، ودار الخليج للصحافة والنشر.