آلة القانون تطرب أهل الشمال بعد غياب 41 عاماً

نفض مهرجان «عيدكم شمالي» غبار الرتابة من مدن ومحافظات منطقة الحدود الشمالية (عرعر، رفحاء، طريف، العويقيلة)، إذ عادت البهجة للأعياد بعد غياب لفترة من الزمان، ترامناً مع التحديث الاجتماعي الذي ينتظم المملكة وصناعة الفرح عبر برامج الهيئة العامة للترفيه من حفلات مختلفة وجلسات سمر.

وأعاد «عيدكم شمالي» للأذهان حياة ستينيات القرن الماضي، إذ عادت آلة «القانون» لساحات المدن بعدما افتقدها الشمال طيلة 41 سنة الماضية بعد تحريمها من قبل بعض المتشددين وإنزال أشد العقوبات لكل من يحملها في الساحات والشوارع وحتى جلسات السمر للشباب في الوديان والشعاب البعيدة عن المدن.

وعرفت مناطق شمال المملكة آلة القانون قبل أكثر من 3 قرون فهي تعود إلى العصر العباسي، وتنسب إلى مخترعها أبي النصر الفارابي، وكانت قوافل التجارة القادمة من العراق وبلاد الشام التي تتجه إلى مكة المكرمة مروراً في مناطق الشمال تحضر آلة القانون وهي من الآلات المهمة والبارزة في العزف المنفرد، والطرب الشرقي، فهي من أغنى تلك الآلات أنغاماً وأطربها صوتاً، فقد احتلت مكانةً مرموقةً بسبب ما تتميز به من مساحةٍ صوتيةٍ واسعةٍ وكبيرةٍ، فهي تُغطي جميع المقامات الموسيقية العربية ويعتمد عليها الفنانون العرب في توزيع الألحان، لذلك تُسمى بآلة القانون بمعنى الدستور والقانون لكافة الآلآت الموسيقية العربية، ويمكن القول بأنّ هذه الآلة هي الآلة الأم والأساسية في الشرق، كما هو الحال للبيانو عند الغرب.