كشفت إحدى الجهات المتخصصة في الرعاية الصحية، بأن نحو 7% من السعوديين و42% من الأشخاص فوق سن 40 عامًا في المملكة مُصابون بمرض إعتام عدسة العين (الساد) أو المضاعفات المرتبطة به؛ وهو مرض يصيب عدسة العين الطبيعية القائمة خلف الحدقة فيعتمها ويفقدها شفافيتها مما يسبب ضعفاً في البصر دون وجع أو الم، ويعاني المصاب بالساد من تحسسه بالإنارة المبهرة والقوية، مع ضعف النظر ليلاً، وقد يصيب عيناً واحدةً أو كلا العينين سويةً.
وأشارت إحدى الشركات المتخصصة في المستحضرات الصيدلانية الحيوية، خلال مشاركتها في الاجتماع العلمي السنوي الحادي والثلاثين للجمعية السعودية لطب العيون بالرياض مؤخرًا، أن ما يزيد عن 3.5٪ من سكان المملكة يعانون من ندبات القرنيّة التي تُعزى نصف حالات الإصابة بها إلى مرض الرمد الحبيبي (التراخوما)، وتُعتبر شيخوخة السكان أحد الأسباب الرئيسية وراء الإصابة بالكثير من هذه الأمراض المزمنة، ما يستدعي اتخاذ تدابير لكبح جماح انتشار أمراض العيون وحالات فُقدان البصر المرتبطة بتقدّم السن.
ويُعتبر مرض الزرق (الجلوكوما) المسبب الرئيسي للعمى غير القابل للشفاء في العالم؛ وهو ينتشر في المملكة بنسبة تتخطّى المعدل العالمي البالغ 5.6٪؛ ولكن الكثير من المرضى لا يدركون إصابتهم بهذا المرض الصامت، وهو ما يؤكد الحاجة المحلّة إلى تعزيز جهود التوعية والتثقيف، وتمثل التوعية بالأمراض أحد مجالات التركيز الرئيسية التي تحظى باهتمامٍ كبير في المملكة؛ وتشير الإحصائيات إلى تسجيل 3.85 مليون إصابة بمرضى السكري في المملكة خلال العام 2017. ويتعرّض مرضى السكري بشكلٍ كبير لخطر الإصابة باعتلالات شبكية العين مثل الوذمة البقعية السكرية التي تتفاقم حالات الإصابة بها نتيجة انتشار مرض السكري، وتسلّط هذه المعطيات الضوء على الحاجة إلى تعزيز التوعية حول أهمية العناية بصحة العيون، وتطوير علاجات مبتكرة تضمن للمرضى الحصول على أفضل النتائج.
وتسعى الشركة المتخصصة من خلال مشاركتها في الأحداث والملتقيات العلمية إلى تعزيز برامج التوعية في جميع أنحاء المملكة حول أمراض العيون الشائعة مثل اعتلالات الشبكية والزرق وجفاف العين، إلى جانب المساهمة في تثقيف المرضى حول الاحتياجات الطبية التي لم يتم تلبيتها بعد بهدف تحقيق نتائج صحية مثالية، كما تندرج مشاركتها في اجتماع الجمعية السعودية لطب العيون ضمن إطار التزامها بدعم البرامج المكثفة في مجال التدريب ومبادرات التوعية والتثقيف الطبي المُركّزة، من خلال التواصل بشكلٍ بناء مع متخصصي الرعاية الصحية.
وأشار نائب رئيس الشركة رمزي مراد إلى أن منطقة الهند والشرق الأوسط وأفريقيا، أنهم التزموا طوال 70 عامًا بتقديم مجموعةٍ واسعة من أفضل المنتجات والعلاجات المبتكرة والمناسبة لأكثر حالات وأمراض العيون انتشاراً، بما في ذلك الزرق واضطرابات سطح العين، وأمراض الشبكية مثل وذمة البقعة الصفراء السكريّة وانسداد الوريد الشبكي. من جهته، ركز مدير العلامة التجارية لشؤون العناية بالعيون في المملكة يزيد السفياني، على أهمية بناء وتطوير وتعزيز البرامج الإبداعية واستراتيجيات المشاركة مع وزارة الصحة السعودية، وكذلك مع الجمهور من القطاع الخاص، وأضاف قائلًا:«إن المملكة تشهد في مجالات الرعاية الصحيّة تغيّرات متسارعة في كل يوم وبطرقٍ جديدة؛ وتمثل العناية بصحة العيون حاجة مُلحّة على مستوى المنطقة عمومًا». وأوضح أن الإحصاءات تُظهر ضرورة العمل على دفع الجهود للتخفيف من حالات ضعف البصر على جميع المستويات، مؤكدًا مواصلتهم الاستثمار بقوّة في مجموعة واسعة من البرامج التعليمية الموجّهة لمتخصصي الرعاية الصحية بما يتوائم مع رؤية المملكة 2030، وللنهوض بالواقع الطبي والصحي العام في السعودية.