أربعة أعوام مضت.. وصورة «طفل الشاطئ» لا تزال راسخة في أذهان العالم بعد أن وجعت أفئدتهم وأذرفت أدمعهم، في مشهد يصعب على ذوي الألباب تخيل جثة طفل لم يتجاوز 3 أعوام ملقى على بطنه ووجهه على الرمال بعد أن ألقت أمواج خيبة الأمل وقلة الحيلة به إلى شاطئ الموت.
الطفل السوري آيلان كردي، ولد في عام 2012 ومات غرقاً في 2 سبتمبر 2015، والتقطت صورته على شاطئ تركي، حيث كان برفقة والديه وأخيه في محاولة للوصول إلى اليونان بواسطة قارب صغير انطلق من سواحل تركيا محملاً باللاجئين السوريين الفارين من الحرب الأهلية، وغرق في البحر بعد أن انزلق من يد والده عقب انقلاب القارب في عرض البحر المتوسط، ودفن في 4 سبتمبر 2015 في مدينة عين العرب شمال سورية.
ورغم ذلك.. لازال وضع اللاجئين السوريين مقلقاً، إذ حذرت 3 وكالات في الأمم المتحدة في مارس الماضي من أن الأزمة السورية لم تنته بعد، ودعت لمواصلة الدعم المستدام وعلى نطاق واسع للسوريين واللاجئين والمجتمعات التي تستضيفهم من الفئات الأشد ضعفاً.
وكشفت وجود أكثر من 5.6 مليون لاجئ سوري، وما يصل إلى 3.9 مليون شخص ممن طالهم تأثير الأزمة من أفراد المجتمعات المضيفة في البلدان المجاورة، لذلك فإن الأمم المتحدة تسعى للحصول على زيادة في التمويل بشكل عاجل لمساعدة المحتاجين من خلال نداء بقيمة 3.3 مليار دولار أمريكي لتوفير الاستجابة داخل سورية، إضافة إلى مبلغ 5.5 مليار دولار والموجه للخطة الإقليمية للاجئين وتعزيز القدرة على مواجهة الأزمات للبلدان المجاورة.
وتعاملت السعودية منذ بداية الأزمة مع موضوع اللاجئين السوريين من منطلقات دينية وإنسانية بحتة، إذ حرصت على عدم التعامل معهم كلاجئين حفاظاً على كرامتهم وسلامتهم، ومَنحت مئات الآلاف منهم الإقامة النظامية أسوة ببقية المقيمين، ومدة يد العون إلى الملايين من السوريين اللاجئين في الدول المجاورة في كل من الأردن ولبنان وغيرها من الدول، حيث بلغت قيمة المساعدات الإنسانية التي قدمتها المملكة للأشقاء السوريين نحو 700 مليون دولار، حسب إحصاءات المؤتمر الدولي الثالث للمانحين المنعقد في الكويت في مارس الماضي لدعم الوضع الإنساني في سورية.
وشملت مساعدات المملكة العربية السعودية الإنسانية تقديم مواد غذائية وصحية وإيوائية وتعليمية، بما في ذلك إقامة عيادات سعودية تخصصية في مخيمات مختلفة للاجئين.