الإرادة والعزيمة كفيلتان بتحقيق الأحلام الإنسانية، حتى التي تبدو مستحيلة التحقق، هذا ما أكدته مبادرة تُدعى «كليمنجارو.. أستطيع»، وهي مشروع مشترك بين شركة أمن إلكترونية عالمية ومؤسستين خيريتين، يهدف إلى تحطيم الصورة النمطية التي لطالما أحاطت بالإعاقة الجسدية، إذ بدأ مجموعة من الرياضيين الروس المصابين بمتلازمة داون والشلل الدماغي الأسبوع الماضي تسلق جبل كليمنجارو، ليصبحوا أول مجموعة من الروس ذوي الإعاقة تتسلق الجبل الأعلى في أفريقيا.
ويُعدّ جبل كليمنجارو أعلى جبل في القارة الأفريقية بارتفاع قدره 5895 متراً فوق مستوى سطح البحر، وسيسلك الفريق في حملته طريق مارانغو، الذي يُعتبر أقدم طرق تسلق الجبل وأكثرها رسوخاً، عازماً بلوغ القمة بحلول العاشر من الشهر الجاري.
وتضمّ بعثة التسلق ستانيسلاف بوغدانوف وستيبان بيزروكوف، وهما شابان مصابان بمتلازمة داون، عداء الماراثون الشهير المصاب بالشلل الدماغي بافيل كريسانوف، إضافة إلى ألكسندر ليبيديف المقيم في دار الأيتام «يودومليا» الواقعة في مدينة تفير الروسية. ويشمل فريق دعم البعثة مدرب تسلق ومدرباً وطبيباً وموظفين من المؤسسة الخيرية، فضلاً عن متطوع من شركة الأمن الإلكترونية
ويتبع كل من ستانيسلاف وستيبان وبافيل نمط حياة نشطا، نظراً لكونهم رياضيين محترفين، ويُعتبر كل واحد منهم قدوة للعديد من الأفراد الذين يعانون الظروف الصحية نفسها، يستلهمون منهم العزيمة والإصرار وتجاوز التحديات وتعدّ بعثة تسلق جبل كليمنجارو فرصة استثنائية أمام هؤلاء الرياضيين ذوي الإعاقة، تتيح لهم تأكيد أنه لا توجد عوائق أمام الأفراد المصابين بمتلازمة داون أو الشلل الدماغي، وأن بوسعهم الوصول إلى الأهداف التي يأملون في تحقيقها بحياتهم.
ونفت مديرة المؤسسة الخيرية إيرينا منشنينا، صحة الصورة النمطية السائدة عن الأشخاص المصابين بمتلازمة داون، التي تشير إلى معاناتهم قيوداً كثيرة في الحياة، مؤكدة أن هذه الفئة من أفراد المجتمع «تتمتع بالفرص نفسها المتاحة أمامنا جميعاً»، وأضافت: «يمكن للمصابين بمتلازمة داون، كأي واحد منا، تسلّق أعلى جبل في إفريقيا، ونحن هنا لمساعدتهم في تحقيق حلمهم بالوصول إلى آفاق جديدة».
وتروي مبادرة «كليمنجارو.. أستطيع» قصة الجهود المبذولة والنضال في وجه المستحيل، لتعلّم كل من يجدون أنفسهم في موقف صعب أنه لا مستحيل أمام العزيمة والإصرار، وأن هناك دائماً أشخاص على استعداد لتقديم الدعم.