أطلقت مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة، أمس (الإثنين)، دبلوم القيادات الرياضية «رائدات المستقبل الرياضي»، الأول من نوعه على الصعيدين المحلي والإقليمي، بهدف تعزيز القدرات القيادية لدى السيدات ليتنسى لهنّ المشاركة في قيادة وتوجيه القطاع الرياضي المحلي، والارتقاء بواقع أعماله وتطويرها.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقد في مقر المؤسسة بمشاركة مدير عام مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة سعادة ندى النقبي، وأمين عام مجلس الشارقة الرياضي سعادة عيسى هلال الحزامي، وبحضور كلً من مدير تنفيذي للجنا الأولمبية الوطنية محمد بن درويش، ومدير عام نادي سيدات الشارقة خولة السركال، ومؤسس ورئيس مجلة نون سبورت ندى الشيباني، و مدير عام الموارد والخدمات في شرطة الشارقة العميد عارف الشريف، ومدير إدارة معهد تدريب الشرطة العميد عبدالله بن غفار، و رئيس أكاديمية دراساسعادة أحمد الشريف، وكادر مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة وعدد من الجهات الإعلامية.
وأكدت مدير عام مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة ندى عسكر النقبي، أن الدبلوم يهدف إلى تنشئة جيل مؤهل من القيادات النسائية في المجال الرياضي بالتعاون مع الجهات المختصة محلياً وعالمياً والعمل على استقطاب الكوادر وتطويرها، واستكمال مسيرة شراكة المرأة عبر تمكينها من الريادة في مؤسسات القطاع الرياضي في الدولة، مضيفة أن هذه المبادرة تعكس المساهمة الفعالة لدولة الإمارات وإمارة الشارقة في الجهود العالمية لتمكن المرأة من الريادة والتأثير في مجتمعاتها وقطاعاتها المختلفة.
وأشارت النقبي في كلمة لها خلال المؤتمر، إلى أن دبلوم القيادات الرياضية يؤكد توجهات مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة في دعم مسيرة التنمية الاجتماعية التي يمثل القطاع الرياضي إحدى أهم ركائزها، ويلعب دوراً فاعلاً في وضع خطة تطوير الكوادر النسوية الشابة في القطاع الرياضي المحلي، كما يسهم في مدّ جسور التعاون والشراكة مع مختلف الجهات والمؤسسات الرياضية الدولية.
وأضافت «تؤسس هذه المبادرة لمرحلة جديدة من العمل في المجال الرياضي، فنحن على ثقة بأن المرأة التي حققت منجزات رياضية مشرفة قادرة على الوصول بقطاع الرياضة المحلي إلى مستويات جديدة. ونطمح إلى أن تضيف خريجات البرنامج المزيد من الخبرات النوعية، ونتطلع إلى قطاع رياضي تنافسي له ريادته المحلية وتميزه العالمي، فتمكين المرأة في المجتمع عملية شاملة لا تستثني أي قطاع، وقطاع الرياضة النسوية يمثل أحد الأوجه الأساسية الحضارية لأي أمة».
وكشفت عن أن الدبلوم يباشر أعمال برنامجه وفق خطّة عمل متكاملة تستمر على امتداد 6 أشهر يستهله بالمحور الأول الذي يأتي بعنوان: «مهارات القيادية الاستراتيجية في المؤسسات الرياضية» ويقام حتى 21 سبتمبر الجاري، لافتة إلى أن المرحلة الأولى تضم ورشة تدريبية بعنوان: «مهارات القيادة الرياضية»، فيما تضم المرحلة الثانية ورشة بعنوان "اكتشاف القدرات الذاتية للقادة الرياضيين، أما ثالث المراحل فتتناول قيادة إدارة الاجتماعات في المؤسسات الرياضية.
وأوضحت النقبي أن البرنامج استقبل طلبات انتساب من مختلف الجهات والدوائر والمؤسسات الحكومية في الإمارة والدولة إضافة إلى طلبات من لاعبات يمثلن عدداً من الألعاب الرياضية، حيث تم قبول 42 منتسبة اعتمد منهنّ 25 منتسبة للمشاركة في الدبلوم، وتتراوح أعمارهن بين 35و20 عاما.
وذكرت مدير عام مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة أن المشاركات سيخضعن لسلسلة دورات وورش عمل تدريبية حول مهارات القيادة الاستراتيجية في المؤسسات الرياضية، والاتصال والتفاعل الإعلامي، والحوكمة في المجال الرياضي، وإدارة المعرفة، إلى جانب ورش وندوات تتطرق للحديث عن مسرعات مستقبل رياضة المرأة، وتعزيز قدرات المنتسبات بما يتعلق بإدارة المنشآت، والاستثمار والتسويق في المجال الرياضي".
ولفتت إلى أن المشاركات في البرنامج سيخضن ورش عمل حول الابتكار والتكنولوجيا في المجال الرياضي، إضافة إلى جلسات تدريبية تسلط الضوء على محاور متخصصة في مجالات لوجستية مثل تنظيم وإدارة الفعاليات والأحداث الرياضية، إلى جانب دورات حول الإدارة المالية في القطاع الرياضي، ومستحدثات الإدارة في المؤسسات الرياضية، والإعداد الصحي والنفسي، فضلاً عن معايير تتعلق بالدبلوماسية الرياضية، والتدريب العملي.
من جهته، قال الأمين العام لمجلس الشارقة الرياضي عيسى هلال الحزامي ، «تكمن أهمية دبلوم القيادات الرياضية في أنه دبلوماً مهنياً، تصب مخرجاته في صناعة قيادات رياضية نسائية شابة يحتاجها مجتمعنا بوصفها مهمة وطنية تسهم في تعزيز مسيرة تمكين المرأة من ممارسة الرياضة وتنمية مواهبها ومهاراتها، وذلك ترجمة لتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في دعم قطاع المرأة الرياضي».
وذكر الحزامي أن الفئة المستهدفة لهذه المبادرة تم اختيارها بعناية فائقة من الفتيات الشابات اللواتي يتراوح عمرهن بين 20 و35 عاماً، ليكن قادرات على تحفيز الأجيال القادمة وتحقيق تطلعاتها في صناعة سياسات وتوجهات القطاع الرياضي، مشيراً إلى أنه لمس من خلال الاختبارات التي أجريت للشابات المرشحات للمشاركة في الدبلوم انضباطاً لافتاً من الفتيات يؤهلهن لتولي المنتصب القيادية في جميع المجالات الرياضية بجدارة.
وأضاف الحزامي «تعكس هذه المبادرة توجيهات القيادة الرشيدة في دولة الإمارات وإمارة الشارقة، بإطلاق المبادرات والبرامج التي من شأنها الاستثمار في جيل الشباب عبر تأهيلهم وتعزيز قدراتهم في شتى مجالات الحياة للمشاركة في مسيرة التنمية المجتمعية المستدامة، ولا شك في أن القطاع الرياضي يشكل ركيزة أساسية من ركائز المجتمع، ونتمنى للمنتسبات في الدفعة الأولى من دبلوم القياديات الرياضية تحقيق التميز في مستقبلهن المهني.»
من جانبها، ذكرت إحدى المشاركات في الدبلوم، غالية عبد الله المازمي، ضابط علاقات دولية في اللجنة الاولمبية الوطنية: «تمثل مبادرة دبلوم القيادات الرياضية خطوة مهمة تخطوها مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة، لتستثمر في النساء الرياضيات، وترتقي بقدراتهنّ وخبراتهنّ، ليكنّ إلى جانب نظيراتهنّ العربيات والعالميات، يقدمن خبراتهنّ على أرض الواقع، ويشغلن المناصب القيادية».
وتابعت: «المرأة الإماراتية والعربية وصلت إلى مراتب كبيرة ومتقدمة على صعيد العمل الرياضي، بفضل ما ننعم به في دولة الإمارات العربية المتحدة، وإمارة الشارقة، من مناخ رياضيّ واعد للجنسين، لا سيما المرأة، وآمل من خلال مشاركتي في دبلوم رائدات المستقبل الرياضي أن أحصل على المعرفة الشاملة عن القطاع الرياضي بكافة تفاصيله، بما يقودني إلى مستقبل أكثر ازدهارا وتطوراً».
بدورها قالت اللاعبة بطلة نادي الشارقة الرياضي للمرأة في لعبة الرماية لطيفة مازمي، ، أن مبادرة «دبلوم رائدات المستقبل الرياضي» تعد واحدة من الخطوات التنموية الرائدة والمهمة على صعيد الرياضة النسائية، مؤكداً أنها تضمن الارتقاء بقدرات المرأة وتمكّنها من قيادة المستقبل الرياضي والتواجد الفاعل فيه، ومن جهة أخرى تسهم في النهوض بواقع الرياضة النسوية وتستثمر بالمرأة الرياضية ليتسنى لها أن تترجم غاياتها وطموحاتها، وتنقل صورة مشرقة عن بلادها في مختلف الأحداث الرياضية.
وأضافت مازمي «على امتداد سنوات أكدت ابنة الامارات حضورها على صعيد الأحداث والمنافسات الرياضية التي تقام محلياً واقليمياً وعالمياً، ساندها ودعمها مختلف الجهات والمؤسسات الرياضية، لتؤكد على قدرتها وامكانياتها، وها نحن اليوم أمام مبادرة جديدة تضاف إلى سلسلة المنجزات التي تسهم في الارتقاء بمكانة وحضور المرأة رياضياً».
وستحصل المشاركات عند الانتهاء من البرنامج على شهادة دبلوم مهني معتمدة من المملكة المتحدة، إلى جانب مميزات خاصة مثل أولوية الترشح للمناصب القيادية في المجال الرياضي، والاطلاع على أفضل الممارسات العالمية في هذا المجال.
وكانت المؤسسة قد وضعت شروطاً خاصة للتسجيل والالتحاق بالدبلوم منها إرسال فيديو مسجّل يوثّق رغبة المتقدمات، إضافة إلى استيفاء النموذج الخاص والمعدّ مسبقاً للسيرة الذاتية للمتقدمات والمنتسبات، واجتياز كل من المقابلة الشخصية والقياس النفسي لاتجاهات المتدربات.
ويأتي هذا البرنامج بالشراكة مع مجلس الشارقة الرياضي، وينسجم في توجهاته وأهدافه مع الأجندة الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة للعام 2021،. حيث يسعى إلى تسهيل شراكة المرأة في قيادة وتوجيه القطاع الرياضي المحلي وصنع سياساته.