استطاعت المالديف أن تخطو خطوات جادة لتعزيز وعي زوارها القادمين من مختلف أنحاء العالم، بمفاهيم «السياحة النظيفة» ومقاومة «الثلوث البلاستيكي»، من خلال تأسيس منشآت متخصصة في «إعادة تدوير النفايات»، بهدف الحفاظ على جوهر بيئتها المائية ومناظرها الطبيعية من النفايات البلاستيكية التي تعتبر أحد التحديات الكبيرة التي تواجهها خلال السنوات الماضية نتيجة زيادة أعدادها بشكل مطرد. وأوضح مؤسّس مجموعة أحد المنتجعات ورئيسها التنفيذي سونو شيفداساني، أن مجموعته نجحت في طرح مبادرات نوعيّة في «إعادة تدوير النفايات»، قائلا: «قمنا بإنشاء معامل خاصة لإعادة تدوير النفايات في منتجعاتنا تدّر عائدات سنويّة تقدر بـ340 ألف دولار، ونقوم بإعادة تدوير 90% من نفاياته عبر إستراتيجية مبتكرة عبر تحويل النفايات العضوية من مطاعم المنتجع إلى تربة مغذية لبساتين الخضروات والأعشاب العضوية في الجزيرة».
وتهدف المبادرات السابقة إلى الحفاظ على الشعب المرجانية، وتخفيف الأضرار على الحياة البحرية جراء ابتلاع أسماك القرش والحيتان آلاف القطع البلاستكية التي تهددها بالانقراض، وعدم استدامة أجناسها بسبب زيادة التلوث البلاستيكي في هذه الجنة الاستوائية.
وتُحمِّل بعض الأطراف المحلية بعض المنتجعات والفنادق مسؤولية زيادة «التلوث البلاستيكي»، نتيجة عدم تعاملهم مع «إعادة تدوير النفايات» كرؤية إستراتيجية، إلا أن شيفداساني أكد أنه تم إيجاد طرقٍ جديدة لتخفيف أثر هذه النفايات على البيئة إضافة إلى مساعدة المجتمعات المحلية للتخلص من هذه الآفات، بدءاً من منع التعامل مع البلاستيك أحادي الاستخدام في منتجعاتها، والتخلص نهائياً من انبعاثات الكربون، وصولاً إلى إعادة تدوير نفاياتها.
ومن الخطوات الجادة التي قامت بها المجموعة في هذا الإطار، حظر استخدام قصبات الشرب البلاستيكية في منتجعاتها منذ تسعينات القرن الماضي 1998 واستبدالها بقصبات الشرب الورقية، كما قامت باختبار استعمال قصبات الشرب المصنعة محلياً من الخيزران في منتجع لها بتايلند، بديلة عن الورقية في المنتجعات الأخرى.
وتوقفت في أوائل 2008 عن استيراد المياه المعبأة الزجاجية، ما يجعلها واحدة من أولى المنتجعات العالمية التي قامت بذلك، كما سمحت لكل منتجع من منتجعاتها بتعدين وتعبئة زجاجات مياه الشرب في عبوات زجاجية قابلة لإعادة الاستخدام، وتمكنت بهذه الطريقة من تقليل إنتاج مليون ونصف المليون عبوة بلاستيكية سنوياً.
وأشار سونو شيفداساني إلى أن مبادراتهم أسهمت في الحد من المنتجات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، وقال: «حققنا على سبيل المثال أرباح تصل إلى 90 ألف دولار أمريكي سنوياً من بيع المياه المعبأة في القوارير الزجاجية بحيث يعود ريعها على الجمعيات الخيرية»، وشدد على أنه لا يمكن أن تواصل المنتجعات تلويث هذا البلد الجميل بالنفايات البلاستيكة، كما لا يمكننا الاستمرار في تجاهل هذه المشكلة، خاتماً حديثه بمحاولاته الجادة على مر السنوات الماضية في إقناع أقطاب قطاع الضيافة بتبني بعض مبادرات الاستدامة، فشارك في تأسيس ورئاسة جمعية هول ورلد وتر (Whole World Water) الخيرية التي تهدف إلى تشجيع الفنادق والمنتجعات على تقديم قوارير المياه الزجاجية المعبأة محلياً بدلاً من البلاستيكية.