حبيب علي
حبيب علي
-A +A
خالد الجارالله (جدة) okaz_online@
يومٌ حزين أفاق عليه المجتمع الإعلامي بلا «حبيب علي»، ذلك النبيل الذي رحل خلسة دون أن نشعر بوجعه وألمه الذي أحاط به إلى أن مضى بهدوء.

حبيب الذي «كان» أحد الوجوه التي تبشر بالغد المشرق وتمسح على القلوب بمراهم الصبر والأمل، جاء إلى عالم الصحافة عبر الزميلة صحيفة «البلاد» مقبلا منذ يومه الأول في مهنة المتاعب، يسبقه شغفه، وتدفعه حماسته، فلم يكن يفت في صبره وتفاؤله شيئا، فيكفيه أن يقابل كل همومه بدماثة خلقه، وطيب معشره، ومهنية عمله، غير أن اليوم آثر حبيب أن يكون رفقة صغيرته التي فقدها قبل أعوام متأثرة بمرض في الدم، وكان موتها نصل حزنٍ مغروس في قلبه إلى أن لحق بها.


دأب حبيب طوال عمله في بلاط صاحبة الجلالة، على تقديم المحتوى المهني الرصين، ونأى بنفسه عن الجدليات التي كان يراها ستورطه في إغضاب بعض زملاء الحرف والوسط، وظل هاجسه الأول محبة الجميع وكسب جميع القلوب، وهي أولوية لديه كانت تتجاوز كل شيء لا يتماس مع ثوابت المهنة وأصولها.

وحين يختلي بزملاء عمله في مهمة صحفية، كمهرجان صيف أبها قبل أعوام، لم تخل أحاديثه من حكمة الصديق المخلص، مؤكدا أن في الدنيا ما هو أهم من الضجر والغضب والحزن، وأن ما من فراق يستحق على هذه الأرض أن نحزن من أجله عدا فراق الموت والرحيل الأبدي.

حبيب رحل، لكنه سيبقى في قلوب محبيه، ورفاقه، بما تركه لهم من أثر، وما أورثه لمحبيه من سيرة حسنة، وذكريات نبيلة ماثلة في ذاكرة أصدقائه قبل ذويه.