فوزية الغامدي في مزرعتها.
فوزية الغامدي في مزرعتها.
وتعرض منتجات مزرعتها.
وتعرض منتجات مزرعتها.
وتعتني بأشجارها.
وتعتني بأشجارها.
-A +A
علي الرباعي (الباحة) Okaz_online@
تنطلق فوزية الغامدي كل صباح إلى حقلها المجاور لمنزلها، مرددة مع محمود درويش (على هذه الأرض ما يستحق الحياة)، وتحمل في يدها مسحاة ومنجلا، تدير مفتاح تشغيل مولّد الكهرباء لإخراج الماء من بئر أجدادها وري أشجارها ونباتاتها التي تعدها من أفراد عائلتها. فيما تقوم بتصريف الماء وتحوير أفلاجه من شجرة إلى أخرى ومن قصبة إلى جارتها وتنهمك في إزالة الحشائش عن الحبق والشيح والضيمران، قبل أن تسفر الشمس عن وجهها لرأد الضحى.

اعتمدت الغامدي على نفسها في تأهيل مدرّجات طالها الاندثار بحكم الإهمال منذ زمن الطفرة وغياب الأسلاف، وتحولت البلقع خلال عامين لحديقة غنّاء نابضة بالاخضرار والروائح العطرية واستعادت أرض أهلها الراحلين هويتها الزراعية، بعدما نجحت في استقدام أشجار المندرين الإسبانية والفراولة الأمريكية وعين الجمل الفارسية ووطّنتها في مزرعتها، رغم كلفة أعباء الزراعة ومحدودية المردود المالي لزراعتها، إلا أنها متحفزة للعمل والتوسع في المشروع، إذ تحلم بإقامة نُزل ريفي، وتوظيف قدراتها وأسرتها في غرس تل كامل باللوز وآخر بالزيتون. ولم تخف الغامدي سعادتها بالوفود الذين زاروها واشتروا منتجاتها كونها تسوق عبر وسائل التواصل، وترى أن أكبر محفّز لها توجه أمير منطقة الباحة نحو استعادة المنطقة لهويتها الزراعية.