كشفت دراسة جديدة أن المذنب الغامض الذي دخل أخيرا، نظامنا الشمسي قد يحمل «مياها غريبة»، واعتقد العلماء الذين قاموا بتحليل بيانات المذنب البينجمي 2I/Borisov أنه يطلق بخار ماء مع اقترابه من المجموعة على بعد سنوات ضوئية.
وقارن العلماء المذنب في البداية بالصخرة الفضائية «أومواموا»، التي تعرف كونها أول زائر بينجمي يتم اكتشافه في النظام الشمسي، ما يعني أنه جاء إلى المجرة من مكان بعيد خارج درب التبانة.
ويعد 2I/Borisov ثاني زائر «غريب» لنظامنا الشمسي، وهو مذنب لم يسبق له مثيل وفقا لعلماء الفلك، حيث إن لديه مياها متأتية من نظام نجمي آخر.
وبحسب وكالة «RT»، فإن العلماء يشيرون إلى أن المذنبات الغنية بالمياه ليست فريدة من نوعها في نظامنا الشمسي، حتى أن هناك نظرية مفادها أن الكثير من مياه الأرض جلبتها إلينا المذنبات والكويكبات.
وتفيد نتائج الدراسة الحديثة بأن أنظمة النجوم الأخرى من المحتمل أن تتشكل من خلال عمليات مماثلة لنظامنا، كما يمكن أن تحتوي على عوالم أخرى غنية بالماء، ما يتيح القدرة على دعم الحياة خارج كوكب الأرض.
واستخدم فريق في مركز غودارد لرحلات الفضاء، التابع لوكالة ناسا، طيفا ضوئيا لمراقبة نوع التركيبات الكيميائية التي أطلقتها الصخرة الفضائية، ووجد العلماء أن الماء ينفد من المذنب بمعدل 113 سبتيليون لتر من الماء في الثانية، وتوصل تحقيق منفصل إلى أن المذنب كان مشابها بشكل غريب للمذنبات الأخرى، على الرغم من أنه جاء من مكان بعيد جدا.
وقال العلماء إن المذنب يملك تركيبة متقلبة بدائية يُعتقد أنها تعكس الظروف الموجودة في منطقة تشكيلها في قرص النجم الأولي، وأضافوا: «هذا يعزز الدراسات حول المذنبات المتطايرة لفهم العمليات الفيزيائية والكيميائية التي تحدث أثناء تكوين الكوكب».
وتابعوا: «المذنب 2I/Borisov يوفر فرصة لأخذ عينات من التكوين المتقلب للمذنب الذي، بشكل لا لبس فيه، أتى من خارج النظام الشمسي، ما يوفر قيودا على فيزياء وكيمياء أقراص النجوم الأولية الأخرى».
ويشير العلماء إلى أن المذنب محمر اللون مع نواة صلبة يبلغ قطرها نحو كيلومتر واحد، وتمكن الفريق من استكشاف الزائر الثاني لنظامنا الشمسي في سبتمبر باستخدام برنامج كمبيوتر خاص مصمم خصيصا للعثور على كائنات بينجمية.
وسيستمر الفريق في مراقبة المذنب على أمل أن يتعلم أشياء جديدة تتعلق به قبل أن يقترب من الشمس في 8 ديسمبر القادم.