يقضي البالغون نحو 11 ساعة يوميا على الهواتف الذكية، ما بين تفحص البريد الإلكتروني، وتبادل الرسائل النصية، والتنقل بين منصات التواصل الاجتماعي، ومشاهدة مقاطع الفيديو سريعة الانتشار، وفقاً لتقرير نشرته شركة الأبحاث Nielsen.
ولا تقتصر الآثار السلبية لشاشة الهاتف الذكي على زيادة في احتمالات المعاناة من الصداع، وآلام الظهر، وخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بل إنها تشمل أيضا -وفقا لما توصلت إليه دراسة علمية جديدة- أن قضاء ساعات طويلة في استخدام الهاتف الذكي يؤدي إلى زيادة نسب الإصابة بالسمنة، بحسب موقع «My Fitness Pal».
وتوصل بحث علمي، أجراه قسم أمراض القلب بكلية طب جامعة أمريكا اللاتينية، وتم عرضه نتائجه خلال المؤتمر الأمريكي لأمراض القلب، إلى أن طلاب الجامعات الذين يستخدمون هواتفهم الذكية لمدة 5 ساعات أو أكثر في اليوم تزيد لديهم مخاطر الإصابة بالسمنة بنسبة 43% مقارنة بأقرانهم، الذين قضوا وقتا أقل في التحديق بشاشات هواتفهم الذكية.
وبحسب موقع «العربية نت» فإن قضاء الوقت مع الهاتف الذكي يزيد من احتمالات الانشغال بما يسمى «الأسلوب الطائش في تناول الطعام»، وتشرح أستاذ مساعد في التغذية الصحية العامة بجامعة هارفارد، إريكا كيني، قائلة: إنه كلما زاد الوقت الذي تقضيه على جهاز الهاتف الذكي، كلما زاد استهلاكك للمشروبات المحلاة بالسكر.
وفي بحثها، جمعت دكتور كيني بيانات من 24.800 من طلاب المدارس الثانوية، ووجدت أن 20% من المشاركين يقضون 5 ساعات على الأقل يومياً على شاشات الهواتف الذكية والكمبيوتر اللوحي، وكلما زاد الوقت زاد احتمال تناولهم لمزيد من علب الصودا أو المشروبات السكرية الأخرى.
وتقول دكتور كيني: «يزيد الوقت الذي يقضيه الشباب أمام شاشة الهاتف الذكي أو الكمبيوتر اللوحي، أيضاً من الاحتمالات التي يطالعون فيها إعلانات للأطعمة غير الصحية، التي ربما تؤثر على اختياراتهم الغذائية»، مشيرة إلى أن شركات الأغذية تخصص ميزانيات كبيرة لحملات الدعاية والإعلان عبر الوسائط الجديدة، والتي تستهدف مستخدمي الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية.
وتوصلت دراسات لا حصر لها إلى أن الضوء الأزرق، الذي ينبعث من الهواتف الذكية والكمبيوترات اللوحية والمحمولة، تؤدي إلى الإصابة باضطراب في ساعات النوم وحالات الأرق، وبحسب دراسة نشرتها دورية Obesity Research & Clinical، يصاب مستخدمو الهواتف الذكية قبل النوم بالسمنة، نتيجة لإفراز هرمون الكورتيزول المعروف باسم «هرمون التوتر».
ويشرح المدير الإكلينيكي لبرنامج الصحة والنوم في جامعة جونز هوبكنز، البروفيسور سوشيل باتيل: «إن الاستغراق في النوم يتطلب أن يكون الإنسان في الإطار الصحيح للعقل، أي في حالة راحة واسترخاء، إن وقت الشاشة (سواء هاتف أو غيره) غالبا ما يتداخل مع هذا الإطار، إذ يكون العقل نشطا عند النظر إلى الشاشة، سواء بممارسة لعبة، أو الرد على رسائل البريد الإلكتروني، أو الاستماع إلى تسجيل، أو قراءة الأخبار، أو متابعة وسائط التواصل الاجتماعي».
وربما لا يكون التخلي عن هاتفك الذكي أمرا واقعياً، ولكن تقليل الوقت الذي تقضيه في التحديق في الشاشة الصغيرة يعد فكرة جيدة، خصوصا إذا كنت ترغب في مراقبة وزنك.