كميات كبيرة من أسماك السردين نافقة على الكورنيش.
عمال يجمعون الأسماك النافقة (تصوير: فيصل مجرشي)
وفيما أثار مشهد الأسماك النافقة انتباه الزوار والسائحين الذين تناقلوا فيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي متسائلين عن الأسباب، خصوصا مع انبعاث روائح كريهة تسببت في نفور الطيور عنها.
من جانبه، أكد المتحدث باسم الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة حسين القحطاني لـ«عكاظ» أن البحث جار لمعرفة أسباب النفوق، مبينا أنه تم رفع عينات منها بالتعاون مع فرع وزارة الزراعة.
لكن القحطاني توقع من المشاهدات الأولية أن يكون «النفوق بسبب شبهة إغلاق للقناة المائية المتجهة للبحيرة الشمالية بواسطة جسر الصدفة وهو ما تسبب في ضعف حركة تبادل المياه بين البحر المفتوح والبحيرة مما أدى لانخفاض كمية الأوكسجين وتكاثر الطحالب في ظل ارتفاع درجات الحرارة والملوحة».
واتفق معه مدير عام الإدارة العامة لشؤون الزراعة بمنطقة مكة المكرمة المهندس خالد الغامدي حول الأسباب المبدئية للنفوق من ضعف الأوكسجين وزيادة الملوحة، لكنه أبقى الباب مشرعا أمام احتمالية إصابة الأسماك بتسمم، وقال «تشكلت لجنة سداسية تضم الزراعة وهيئة الأرصاد وحرس الحدود وفرع الثروة السمكية بمحافظة جدة ومركز أبحاث الثروة السمكية وأمانة جدة ولا يمكن الجزم بالأسباب لحين ظهور النتائج النهائية».
خبير بيئي: المد الأحمر السبب و«الصرف» ضاعف النفوق
رجح أستاذ البيئة في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور علي عشقي لـ«عكاظ» أن يكون النفوق بسبب ما أسماه بظاهرة «الموت الأحمر»، وهي ظاهرة بحرية معروفة بمصطلح «المد الأحمر» تحدث في شواطئ العالم كافة.
وأوضح أن ارتفاع بعض الطحالب المجهرية التي لا ترى بالعين المجردة، إضافة إلى كائن الصوتيات، وهي كائنات بحرية يصل عددها في المتر الواحد إلى ستة ملايين خلية كحد متوسط، هما السبب المباشر في نفوق الأسماك.
وبين أن هذه الظاهرة صحية تحدث في كل العالم، وتحدث كل عام أو عامين، ولكن نسبة ارتفاعها في شاطئ جدة تأتي بسبب استمرار إلقاء مياه الصرف الصحي المعالج أو غير المعالج في مياه البحر، ما يؤثر على التركيبة الطبيعية له، ويسبب تغييرا على الحياة البحرية التي لا تتحمل ارتفاع النترات بالمياه، إضافة إلى وجود مكونات غير طبيعية دخيلة عليها تحدث خللا في حياتها، ما يؤدي إلى نفوقها وندرتها، إذ لم تعد الثروة السمكية كافية لسكان جدة بسبب هذا النشاط في إلقاء مياه الصرف الصحي بالبحر. وزاد الدكتور عشقي أن ظهور أسماك السردين على شاطئ النورس كان بسبب وزنها الخفيف ووجودها في ذات الموقع الذي تصادف مع المد الأحمر، ولو كان هناك غواص في ذلك التوقيت داخل البحر لتوفي في حينه.