-A +A
«عكاظ» (الرياض)
فيما كشفت تركيا عن وساطاتها لإعادة العلاقات السعودية - الإيرانية بطلب من طهران، حدد وزير الخارجية عادل بن أحمد الجبير، ثماني نقاط لبناء علاقات أفضل مع إيران.

وأكد أن طهران تعلم ما الذي تريده المملكة لبناء العلاقات بين البلدين، وذلك بكفهم عن شؤون السعودية وحلفائها، وأن لا يدعموا الإرهاب وأن لا يتدخلوا في شؤون دول المنطقة ، وأن لا يؤججوا الفتن الطائفية فيها، وأن لا يقتلوا الدبلوماسيين ويفجروا السفارات، وأن يكفوا عن تحريض الشعوب على حكوماتهم، وأن لا يعتقدوا أنهم أولياء لمن يتبع المذهب الشيعي، وأن يعوا أن من يتبع المذهب الشيعي مواطنون ينتمون إلى دول سواء في الكويت ،العراق ، لبنان ، المملكة أو البحرين، ولا علاقة لها بهم، فالمطالب لبناء العلاقات سهلة جدا بتبني طهران مبدأ عدم التدخل في شؤون الأخرين ومبدأ عدم دعم الإرهاب وأن يتبنوا مبدأ حسن الجوار، بهذا يكون الباب مفتوحا لبناء أفضل العلاقات مع إيران. وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية التركي مولود أوغلو أمس (الخميس)، إن الاجتماع الوزاري الخليجي - التركي كان مثمرا وبناء، ونتطلع من خلاله إلى تحقيق كل ما تسعى إليه قيادات دول المجلس والقيادة التركية وشعبه الشقيق، ووضع أسس متينة لهذه العلاقات التاريخية. وبين أنه بالنسبة لموقف دول مجلس التعاون وتركيا فيما يتعلق بسورية هي مواقف جيدة جيدا، حيث بحثت الأزمة السورية إلى جانب النظر في كيفية التحرك والتعامل معها سواء عن طريق المجموعات الدولية القائمة أو بطرق أخرى، إذ جرى النظر في المنظمات الدولية التي بالإمكان الاستعانة بها والعمل من خلالها والتشاور ما زال قائما.


وفي ما يخص العلاقات مع روسيا قال: «علاقة المملكة مع روسيا كلما تحسنت كان هناك تفاعل أكثر بيننا وبينهم، وكان هناك أخذ وعطاء، آملا أن يكون هناك استفادة من روسيا بشكل أفضل لحل المشكلة في سورية، لذلك نرى هناك خفة في حدة الاضطرابات بين تركيا وروسيا، ونأمل أن يكون في ذلك فتح لباب الحوار دون عواطف، والمملكة لا تشكك في نيات وموقف تركيا في سورية لأنها تتعامل بنفس الطريقة والرؤية التي نتعامل بها، لذا نأمل في تحسن العلاقات بين روسيا وتركيا، مما يسهم في حل هذه الأزمة السورية، ولا نرى بذلك أنه مثار للقلق على الإطلاق».

من جانبه، تحدث أوغلو حول تقدم إيران لجمهورية تركيا بطلب وساطة لعودة العلاقات السعودية - الإيرانية، قائلا: «إن هناك بعض المحادثات تتعلق بالوضع السوري ووقف إطلاق النار وإيجاد الحلول السياسية وتقديم المساعدات الإنسانية، ودور إيران مذهبي غير إيجابي، ويجب أن يكون دورها بعيدا عن المذهبية والطائفية ليكون إيجابيا». ولفت إلى أن روسيا يجب أن تلعب دورا مهما في سورية، بدلا من أن تغض النظر عما يجري من تدمير وقتل في حلب، وأن تسهم بالسماح لوصول المساعدات الإنسانية إلى حلب. وبين أن الاجتماع الوزاري الخليجي - التركي كان مهما وشمل جميع المحاور التي تهم الجانبين، إلى جانب بحث الشأن العراقي خصوصا ما يتعلق بمدينة الموصل العراقية، ومناقشة الوضع المؤسف والمأساوي في سورية، والتعاون مع الجانب الأمريكي والجانب الروسي لتقييم الشأن والأوضاع فيها، وكذلك مناقشة الدور الإيراني في سورية وتدخلاتها في المنطقة، ومطالبتها بأن لا تتدخل في شؤوننا وفي شؤون الدول الأخرى، منوها بالأوضاع الصعبة والمقلقة في اليمن وسعي الجميع إلى استقراره ودعم شرعيته.

وأضاف «تجمعنا مع روسيا علاقات جيدة قبل الحادثة التي وقعت»، مشيرا إلى أن هناك اتفاقات معها حول سورية وأوكرانيا، وتركيا تعمل على تطبيع العلاقات مع روسيا، وهذا لا يعني أن نغير موقفنا تجاه القضايا في سورية، لافتا الانتباه إلى أهمية وجود حوار جيد مع الدول وهو أفضل وأجدى من أن لا يكون.

وتابع أوغلو «بالنظر إلى ما يحدث كما قال الرئيس أردوغان في كلامه «العالم.. خمسة»، فعندما تعطي دولة منها حق «الفيتو» في موضوع مثل سورية فلا يمكنك أن تتخذ قرارات الإيجابية، لذلك فنظام الأسد لا بد أن يتغير، وأن تتعاون المؤسسات العالمية للحصول على نتائج لفض النزاعات وتقديم العون المساعدة للناس الأبرياء».