السفير جوزيف ويستفول
السفير جوزيف ويستفول
-A +A
حاوره: نادر العنزي (تبوك)
أكد سفير الولايات المتحدة لدى المملكة العربية السعودية جوزيف ويستفول تقاسم بلاده مع الشركاء في المنطقة المخاوف من قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب (جاستا)، «أعربنا عن تحفظنا على هذا التشريع منذ البداية، وحذرنا من النتائج السلبية المترتبة عليه»، مؤكداً أن علاقة الولايات المتحدة مع المملكة العربية السعودية قوية ومتينة٬ وتقوم على مجموعة واسعة من المصالح٬ مضيفاً «سنواصل العمل مع الحكومة السعودية على القضايا العالمية والإقليمية الأكثر إلحاحاً».

وقال السفير ويستفول في حوار شامل أجاب فيه على أسئلة «عكاظ»: سنعمل مع المملكة لتعطيل الطرق التجارية غير المشروعة التي يستخدمها الإرهابيون، لإيقاف تدفق الأموال إليهم، باعتبار ذلك جزءاً لا يتجزأ من إستراتيجيتهم.


ووصف السفير الأمريكي رؤية المملكة 2030 بالشجاعة، مشيراً إلى أن واشطن تعتبر شريكا حيوياً للرياض، لافتاً إلى أن المملكة العربية السعودية أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة من حيث القيمة الإجمالية في الشرق الأوسط عام 2015، حيث استوردت الولايات المتحدة النفط السعودي بقيمة 21 مليار دولار، فيما صدّرت إلى المملكة بضائع بقيمة 20 مليار دولار.

وأشار إلى تطلعهم لإطلاق معرض التدريب المهني في الولايات المتحدة عام 2017 لجلب مزودي الحلول للقاء الطلاب المحتملين والشركاء السعوديين.

في ما يلي تفاصيل الحوار:

قانون «جاستا»

• قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب (جاستا) ما يزال يثير كثيرا من الانتقادات في مختلف العواصم العالمية، ما هي رؤيتكم له في الإدارة الأمريكية، وانعكاساته السالبة على العلاقات الدولية، وإمكانية تضرر بلادكم منه بصورة مباشرة؟

•• تابعنا ردود الأفعال التي صدرت من شركائنا في المنطقة حول قانون «العدالة ضد رعاة الإرهاب» (جاستا)، ونحن نتقاسم معهم هذه المخاوف، وقد أعربنا عن تحفظنا على هذا التشريع منذ البداية، وحذرنا من النتائج السلبية المترتبة عليه، خصوصا على العلاقات الخارجية.

وبالإضافة إلى ذلك، من المهم أن نلاحظ أن الرئيس أوباما تقدم بنقض القانون لما يحمله من مخاوف عبر عنها شركاؤنا في جميع أنحاء العالم.

وكما قال الرئيس في رسالة النقض: «لقد قام عدد من حلفائنا وشركائنا بالاتصال بنا بالفعل، والتعبير عن مخاوف جدية بخصوص مشروع القانون».

ومن خلال تعريض حلفائنا وشركائنا لهذا النوع من المقاضاة في المحاكم الأمريكية، فإن «جاستا» يهدد بالحد من تعاونهم في قضايا الأمن القومي الرئيسية، بما في ذلك المبادرات المتعلقة بمكافحة الإرهاب في وقت حرج نحاول فيه بناء التحالفات وليس خلق الانقسامات.

وعلاقة الولايات المتحدة مع المملكة العربية السعودية قوية ومتينة٬ وهي تقوم على مجموعة واسعة من المصالح٬ وسوف نواصل العمل مع الحكومة السعودية على القضايا العالمية والإقليمية الأكثر إلحاحاً.

ومهما كانت التحديات التي قد نواجهها، فأنا على ثقة بأن العلاقة الدائمة والمتعددة الأوجه بين واشنطن والرياض ستشهد مزيدا من التعزيز، ونحن نعمل معا لتحقيق أهدافنا المشتركة في مجالات عدة، منها الأمن الإقليمي، والتجارة، والاستثمار.

مصالح مشتركة

• وماذا عن التعاون المشترك في مجالات الأمن، والاقتصاد، والسياسة، وما هي أهم القضايا المطروحة للنقاش في لقاءات كبار المسؤولين في البلدين؟

•• لقاءاتنا تتطرق دائما للمسائل الثنائية، والقضايا المحلية والدولية، بالإضافة إلى مناقشة قضايا الأمن، ومنها مكافحة التطرف وجهودنا المشتركة لمكافحة الإرهاب، بجانب الموضوعات الاقتصادية مثل رؤية 2030، وبرنامج التحول الوطني 2020، والشراكة الإستراتيجية بين الولايات المتحدة والسعودية.

والولايات المتحدة والمملكة تعملان معا وبشكل وثيق جدا لمعالجة العديد من القضايا السياسية والأمنية، بما يدرأ أي مخاوف ويعزز مصالحنا المشتركة.

ومن المنظور الاقتصادي، تظل المملكة العربية السعودية أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة من حيث القيمة الإجمالية في الشرق الأوسط، ففي عام 2015 استوردت الولايات المتحدة النفط السعودي بقيمة 21 مليار دولار، فيما صدّرت إلى المملكة بضائع بقيمة 20 مليار دولار، وهو ما يمثل نحو ضعف صادرات عام 2010.

والعلاقات الاقتصادية والتجارية بين بلدينا قوية بالفعل، ونسعى لتعزيزها وتنويعها لمساعدة المملكة في مسارها الخاص نحو تنويع مصادر الدخل وفق رؤية 2030.

رؤية 2030

• وكيف ترون رؤية المملكة 2030؟

•• تحيي حكومة الولايات المتحدة القيادة السعودية على إطلاقها برنامج التحول الاجتماعي والاقتصادي التاريخي والشجاع في ظل رؤية 2030.

وكما ذكرت تعتبر المملكة العربية السعودية شريكاً حيوياً لبلادنا، ولذلك نحن نناقش السبل التي يمكننا من خلالها دعم الحكومة السعودية لتطبيق هذا البرنامج الذي يشكل تعزيز النمو الاقتصادي من خلال زيادة التوطين وسياسات إحلال الواردات أولوية مهمة فيه، وسيعالج تحدياته.

التصدي للإرهاب

• ألحقت هجمات ما يسمى تنظيم «داعش» الإرهابي ضرراً كبيراً بالناس في شتى أنحاء العالم، ما هو الحل برأيكم لهزيمة الإرهاب واجتثاثه من جذوره؟

•• نحن في الولايات المتحدة ندين بشدة الاعتداءات الجبانة التي شهدتها المملكة، ونتقدم بأحر التعازي لجميع الضحايا وذويهم، ونثني على عمل قوات الأمن السعودية، التي حال ردها السريع والحاسم دون مزيد من الخسائر في الأرواح في المدينة المنورة والقطيف وجدة.

وستظل الولايات المتحدة ملتزمة بالقضاء على آفة الإرهاب بجميع أشكاله، وسنواصل العمل مع المملكة لتعزيز تعاوننا القوي في مجال مكافحة الإرهاب.

في الواقع، تعمل كل من الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، في نطاق تحالف دولي واسع من الحكومات في جميع أنحاء العالم لوقف الإرهاب، نحن نعمل ضمن شراكة لوقف التمويل ومنع الإرهابيين من الوصول إلى النظام المالي العالمي، ذلك أن تعطيل تدفق الأموال للإرهابيين والمنظمات الإرهابية هو جزء لا يتجزأ من إستراتيجيتنا الأوسع نطاقا لمكافحة الإرهاب، والحيلولة دون تحقيق أهدافهم التدميرية.

وبالإضافة إلى ذلك، نعمل مع شركائنا لتبادل المعلومات وتعطيل الطرق التجارية غير المشروعة، وطرق التهريب التي يستخدمها الإرهابيون.

الاستثمار في المملكة

• وماذا عن دور السفارة الأمريكية في تشجيع مواطنيها على زيارة المملكة والاستثمار فيها؟

•• تقدم السفارة الأمريكية معلومات ونصائح خاصة لمواطنيها الراغبين في زيارة المملكة لغرض التجارة، أو السياحة، أو حج بيت الله الحرام.

ففي مجال السياحة، نحن ندرك أن الحكومة السعودية تسهل توفير تأشيرات الدخول للسياح الأمريكيين، وهي خطوة نرحب بها.

أما في ما يتعلق بالأعمال التجارية والاستثمار، فنعمل مع نظرائنا السعوديين على جلب العديد من الوفود التجارية الأمريكية إلى المملكة، وبالفعل نظمنا العديد من الفعاليات التي تركز على الاستثمار.

وعلى سبيل المثال، اجتذب منتدى فرص الأعمال السعودي الأمريكي الذي عقد في مارس الماضي نحو 400 مشارك من كبار المسؤولين ورجال الأعمال الأمريكيين.

ولا شك أن مشاركة القطاع الخاص الأمريكي من شأنها أن تسهم في نجاح الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية التي أعلن عنها في إطار رؤية 2030 من خلال الاستثمار في القطاعات الاقتصادية المختلفة، وخلق فرص عمل نوعية للمواطنين السعوديين، وخصوصاً الشباب.

لقد أجرينا حوارا مثمرا مع الحكومة السعودية حول قضايا الاستثمار، ونحن نشجع على مشاركة أوسع وأعمق بين الحكومتين والقطاع الخاص لمعالجة أي مخاوف محتملة.

ولقد حققنا بداية عظيمة من خلال إطلاق حوار الرئيس التنفيذي الثنائي الذي يجمع بين كبار رجال الأعمال في الولايات المتحدة والسعودية لمناقشة القضايا التجارية واستكشاف الفرص لإقامة شراكات أوسع.

ويعتبر قطاع السياحة والضيافة من القطاعات المهمة جدا للاقتصاد الأمريكي، وندرك أن الشركات الأمريكية يمكنها تقديم التدريب المهني، والخبرة الإدارية والتسويقية للعديد من الوجهات السياحية المحددة في إطار برنامج التحول الوطني للتنمية.

المبتعثون السعوديون

• وكيف يمكن مساعدة الطلاب السعوديين الذين يدرسون في الولايات المتحدة الأمريكية ؟

•• لا يزال الطلاب السعوديون يلتحقون بالجامعات الأمريكية منذ عام 1950، وتحتل المملكة العربية السعودية اليوم المرتبة الرابعة بين جنسيات الطلاب الدارسين في أمريكا، وهناك عشرات الآلاف من طلاب برنامج الابتعاث الخارجي يدرسون في الولايات المتحدة، ونحن فخورون بأن نكون الوجهة المفضلة للطلاب السعوديين الذين يلتحقون بتخصصات عدة، ولكن يركز العديد منهم على مجالات العلوم، والطب، والهندسة، وتكنولوجيا المعلومات، والأعمال التجارية.

وفي الوقت الذي تعد الحكومة فيه الجيل القادم من السعوديين لتلبية متطلبات سوق العمل في القرن الـ21، ندرك تزايد الطلب على التعليم المهني والتقني من أجل توفير بدائل محلية أكثر تركيزا عن الجامعات والكليات التقليدية، ونعمل على جذب المزيد من شركات التدريب الأمريكية لتقديم برامج هنا لتجهيز الشباب السعودي لفرص العمل التي سيتم ايجادها في إطار برنامج التحول الوطني.

ونتطلع إلى إطلاق معرض التدريب المهني في الولايات المتحدة العام القادم، وجلب مزودي الحلول هنا للقاء الطلاب المحتملين والشركاء السعوديين.